"سيارات الربع نقل طريقك إلى الموت السريع أو كما يطلق عليها صناديق الموتى"، هكذا تحدث أهالى قرى المنيا من أبناء القرى عن وسيلة مواصلات متوفرة فى قرى المنيا ولا يوجد بديلًا لها سوى التوك توك، مؤكدين على أن المحافظة تصب كل اهتماماتها فى المدينة، فتنوعت فيها وسائل المواصلات أما فى القرى فلا توجد سوى مواصلة واحدة تسمى السيارة ربع نقل، وهى أشبه بصندوق الموتى وكثيرة الحوادث وتسببت فى قتل الكثير من الأرواح وأغلب قائديها من الشباب الصغار ممن لا يحملون بطاقات رقم قومى أو رخصة قيادة، ومعظم تلك السيارات لا يصلح للسير على الطريق السريع أو حتى داخل القرى لأن السيارات أغلبها موديلات قديمة.
الأهالى يتزاحمون كل صباح عند مدخل القرية، حيث تتجمع السيارات ويقوم السائق بتحميل سيارته حتى يصل 20 شخصًا داخل ذلك الصندوق، خلاف من يقف فوق الحامل الخلفى للسيارة، أو فوق سطحها.
وقال جمال بدر موظف، إن سيارات الربع نقل سيارات كارثية فهى تفتقد إلى عوامل الأمان ومن يقودها من الأطفال الصغار لا يحملون رخصة ولا بطاقة رقم قومى، مضيفًا أن سيارات ربع النقل موديلات قديمة منذ 1976 وقبلها، وهذا يؤدى إلى كثرة الأعطال والحوادث، موضحًا أن اغلب السيارات يجب أن يتم سحب التراخيص الخاصة بها لعدم توافقها مع الشروط الخاصة بالتراخيص.
بينما قال أحمد نادى، أحد مواطنى المنيا: "المعاناة اليومية بالنسبة لنا ونحن فى طريقنا إلى العمل لحظة استقلال السيارة فى الذهاب للعمل والعودة إلى الى المنزل، ونحن نقرا الشهادة كل يوم أكثر من مرة، لأننا قد نلقى حتفنا فى أى لحظة من اللحظات، ونطالب المرور بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين والسيارات غير الصالحة للسير على الطريق حرصا على أرواح المواطنين".
أما لطفى شادى، أحد الموظفين، قال إن أغلب سيارات الربع نقل سيارات بدون رخصة لقائدها ورغم ذلك تسير على الخط السريع وتعمل بشكل يومى أمام المرور، والأطفال يقودون أمام أعين الجميع ولا تقوم إدارة المرور باتخاذ أى إجراء قانونى ضد هؤلاء.
واستطرد شادى: "كل يوم حادث يؤدى بأرواح العشرات من أبناء القرى المستشفيات العامة ملئية بالمواطنين من أهالى القرى فى حوادث انقلاب السيارة أو التصادم، بسبب السرعات الزائدة أو رعونة السائق، كل منزل به متوفى أو اثنين لقى حتفه فى حادث سيارة".
وأما على إبراهيم عامل، يرى أن الكارثة الحقيقية فى أيام الدراسة، مضيفًا: "الكارثة وأنت تسلم نجلك إلى سيارة ولا تعلم أن كان سيعود مرة أخرى أو لا بسبب حالة السيارات السيئة، ودفتر الحوادث فى مدريات الصحة شاهد على ما نقول، ونطالب المحافظة بتخصيص أتوبيسات أدمية للقرى حتى وأن كانت غير متوفرة يتم تخصيص أتوبيس لكل قرية لنقل أبنائنا الطلاب إلى المدارس والجامعة والعودة بهم."
ومن جانبه قال عصام البديوى، محافظ المنيا، إن وسائل نقل المواطنين بين القرى تعد وسائل غير آمنة وغير آدمية وتعرض حياة الأهالى للخطر، وسيتم استبدال السيارات الربع نقل بشكل جزئى للتعرف على ردود أفعال السائقين والأهالى نحوها، كما سيكون التطبيق على منطقة معينة مثل قرى منطقة شرق النيل.
وأضاف محافظ المنيا، أنه يجرى التنسيق مع الصندوق الاجتماعى للتنمية للعمل على توفير سيارات ميكروباص، لتصبح بديلا لسيارات الربع نقل، والتى تنقل المواطنين على خطوط سير القرى بمراكز المحافظة.
وأوضح العقيد محمد رشاد مدير إدارة المرور، أن هناك حوالى 1000 سيارة ربع نقل تعمل على خطوط القرى، وسيكون الإحلال للميكروباص بشكل جزئى بأماكن معينة، حيث سيواجه الأمر فى البداية تحديات كثيرة منها مدى تقبل الأهالى للوسيلة نفسها، وعدم رغبة السائقين فى التطوير، ونعمل على دراسة عدد من الإجراءات لتحفيز السائقين للتغيير.
حالة سيارات ربع النقل بالمنيا
أثناء استقلال المواطنين للربع نقل
حالة السيارة وهى تسير بالركاب
تجمع السيارات فى مواقف عشوائية بالمدينة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة