فى غفلة من الزمن واستغلال للتوترات المحيطة بثورة 25 يناير وقلة خبرة شباب الثورة، صعد الإخوان للسلطة وسيطروا على مقاليد الأمور فى مصر، لم يمتد الأمر طويلا، فعبر شهور من وجود محمد مرسى داخل القصر الجمهورى، منذ يونيو 2012، كشفت الجماعة عن وجهها القبيح، ما وفر فرصة كبيرة للمصريين لرؤية الصورة الحقيقة والاطلاع على جوهر الجماعة الإرهابية، فكان القصاص من تجاوزاتها وإهانتها لمصر وتخطيها لأمنها القومى، فى ثورة 30 يونيو 2013.
فى المرحلة السابقة لثورة 30 يونيو، حملت الأيام إشارات واضحة ومفهومة لمن يفهم أو يملك إرادة حقيقة للتغيير والانتصار لمصلحة الوطن، ولكن جماعة الإخوان انحازت لمصالحها ومصالح داعميها ومموليها، فكانت الشوارع تستشيط غضبا وتهتف ضد الجماعة الإرهابية ورجلها فى قصر الرئاسة، بينما يناور الأخير ويحاول خداع الجميع، مستمرا فى كذبه حتى صدقه تماما، فكانت الميادين والشوارع تهدر بهتافات الملايين، والمعزول مرسى يخاطب أنصاره فى "خطاب الشرعية" الكوميدى.
بعدما فاض الكيل بالمصريين خلال سنة من حكم الإخوان، نجح الشعب فى الإطاحة بالجماعة، وفى وقت خروج مرسى من قصر الرئاسة، كان تميم بن حمد يتولى مقاليد السلطة فى قطر، فيما يبدو أنه تدبير الواقع والدراما ليستمر الأداء السياسى الكوميدى المصبوغ بصبغة الإخوان وعقليتها الرمادية المشوهة فى المنطقة، ولم يحرم "تميم" الجماعة من هذا الامتداد، فعبر المواقف المتلاحقة أثبت أنه آخر خلفة الإخوان والابن الشرعى لأفكارهم وتحركاتهم وطريقة عملهم المشبوهة، وهو ما تجلى مؤخرا فى خطاب تليفزيونى للأمير الصغير، بالتزامن مع تصاعد احتجاجات العمال فى قطر، ولكنه تجاهل الظرف الاقتصادى وحالة التوتر التى تشهدها شوارع الإمارة، ليخرج متحدثا عن جمال وبهاء وحلاوة وعظمة قطر تحت حكمه وحكم أبيه، وكأنه يتعامى عن الحقيقة أو أنه خدع نفسه وكذب حتى صدق الكذبة، ويمكن تخيل حال المعزول محمد مرسى وهو يشاهد خطاب تميم، الذى يشبه "خطاب الشرعية" الكوميدى، ويضحك متندرا على استمرار جيناته وحالة الغباء السياسى التى كان يتمتع بها، ولم يتخيل أحد أن تظل قائمة فى المنطقة، وهذا ما تخيله "كاريكاتير اليوم السابع" بريشة الفنان محمد عبد اللطيف، ملخصا حالة التماهى والامتزاج بين الجماعة الإرهابية، وسياسات قطر وتميم بن حمد فى دعم الإرهاب.
وفى "كوميكس اليوم السابع"، امتداد آخر لحالة الإدارة المشبوهة والمعتلة التى تسيطر على قطر، فالدولة التى بنت حضورها فى المشهد العربى على إثارة التوترات فى أجواء الأشقاء، ودعم الإرهاب والتطرف فى دول المنطقة، تغض الطرف عن الأزمة التى تشهدها الأراضى الفلسطينية المحتلة، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، ولم تصدر حتى مجرد بيان ناقد أو متحفظ على ممارسات قوات الاحتلال، أو تحرك أذرعها الإرهابية للقيام بدور ربما يكون الأصح ضمن مسلسل ممارساتها المشبوهة، فقط جلست هى وأذرعها الإرهابية تلعب مع الشيطان، الذى اضطلع بدور تنبيهها إلى ما يحدث، ولكن الأغراض المشبوهة التى أعمت عينيها كانت أقوى من الدور الوطنى، ومن الشيطان نفسه، الذى كاد أن يستعيذ بالله من قطر ومن الإرهاب المدعوم منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة