نتذكر جميعا ذلك الكتاب الذي صدر منذ فترة و بعنوان أحجار على رقعة الشطرنج و يتحدث عن تلك العقول الخفية التى تدير العالم خلف أسماء عديدة لا أتذكرها كلها الصهيونية الماسونية وأى شىء آخره الياء والهاء، المهم لست ممن ينكرون نظرية المؤامرة ولكنى أخاف دائما أن أعلق أى فشل عليها ولذلك أحاول أن أتجنبها بقدر الإمكان.
المهم هذه مقدمة مملة، لكنى ذكرتها لك فقط تمهيدا لما هو قادم لأني إن كنت لست من أتباع نظرية المؤامرة في الحياة فما زلت مؤمنا أن المتآمر الأول على الإنسان هو نفسه لأنه العدو الوحيد الذى يأتيك من حيث لا تتوقعه فهو يأتيك من شهواتك، من ضعفك، من حيث تخاف أن يأتيك أحد.
إن كل شخص على وجه هذه الأرض يعيش حياته خائفا من تلك اللحظة التي يواجه فيها هذا الكابوس الذي نعرفه نحن بالنفس فكل لدية نقطة سوداء ارتكبها في وقت ضعفه، في وقت غفلته.... لا يهم فى أى وقت المهم هو يخاف من تلك اللحظة التي يواجة فيها نفسه آتية إليه تحمل تلك النقطة السوداء .
امتداد النفس وتأثيرها لا يقترن فقط بالضعف والشهوات، لكنها تتحكم أيضا فيما لا تشعر باختياراتك ورغباتك ونحن نتحدث الآن عن الأحجار كما يذكرها الغرب أو القطع على رقعة الشطرنج كما نحب أن نذكرها نحن، كل منا لديه قطعته الخاصة المفضلة لقلبه التي قد يضحي في سبيل الحفاظ عليها على النهاية بكل شيء حتى لو أدى ذلك الى خسارته فى المعركة بكاملها، الوزير أو الملكة هي قطعة الهواة المفضلة فهى دليل القوة التى يفتقدها الهواة في اللعبة الصغيرة وهي الشطرنج و يفتقدها الضعفاء في اللعبة الكبيرة وهي الحياة، فلن تجد محترفا يلعب بالوزير كقطعة مفضلة ولكنه كما قلت القوة المفرطة التي يحتاجها أى هاوٍ أو ضعيف، الفيل أو القسيس هو قطعة استراتيجية يهواها دائما صانعو الخطط له دور مؤثر في البداية فنستطيع أن نقول هو دائما القطعة المفضلة لهواة اقتحام الأمور ومغامرات الحياة بكياسة و سياسة دون حماقة، فهو كما قلت قطعة المهاجمين المفضلة فى ضرب حصون الخصم بشكل غير تقليدى، الحصان أكثر قطع الشطرنج إثارة فهو القطعة الوحيدة التى تقفز فوق باقي القطع و بالتالي يجعلها الوسيلة الفعالة لاصطياد الوزير أو القوة المفرطة وستجد عشاق هذه القطعة كثيرون، لكن أفضلهم استخداما لها والمحترفون فيها هم المنحرفون وعشاق التمرد على المألوف و هؤلاء الذين يحملون خبث التفكير والالتفاف حول أمور الواقع للوصول للنتائج المرضية بشكل ليس بالضروري مستقيما، "الرخ" أو الطابية تلك القطعة الثقيلة والعتيدة في ركن القطعة و أقوى القطع عقب الوزير وقطعة استراتيجية هامة لكن دورها دوما يبدأ مع نهاية المعركة عندما يسقط الضحايا و تنفتح الخطوط و تصبح حركتها متاحة ومن الصعب أن تجد عاشقا لهذه القطعة لأنها ذات حركة ثقيلة لكن هذا لا يجعلها تخلو من مريديها الذين يهوون دوما صناعة النهايات ولا يظهرون إلا فى الخطوات الأخيرة، البيدق أو العسكري وهو أضعف القطع لكنه أخطرها فهو خط الدفاع و الهجوم الأول و بلا شك هو عامل أساسى من عوامل حسم المعركة وإذا رأيت رجلا يفضّل اللعب بالبيادق فاحذر لأنه إما ماكر جدا لدرجة أنه يهوى اللعب بتلك النقاط القاتلة أو ساذج جدا لدرجة أنه فقط يلعب بها ليضحي بها بلا مقابل، وهواة اللعب بهذه القطعة من المحترفين تجدهم دوما بين هواة صناعة الأفخاخ والأكمنة واختبار قدرات الخصوم ، الملك هو الوحيد الذى ليس له عاشق فى اللعبة فهو ثقيل على أى لاعب فهو القطعة التى يجب أن تحميها وهو رمز المعركة فحتى الشطرنج الكل يموت لأجل الملك، لكن على الملك أيضا أن يحرك قطعه بعناية لكي يحرص أن يحافظ على جنوده الذين يتراصون فوق أرضية المعركة عندما يصيح بهم: "الأحجار تتحرك".
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الاحجار تتحرك
واذا لم تتحرك الاحجار فسوف يأتينا الدبش من الخارج .. لازم كل القطع تتحرك بذكاء
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
للاسف
للاسف ..قطعة الشطرنج عندنا يقودها سلاحف وقواقع وغربان وخفافيش......