أكرم القصاص - علا الشافعي

إسلام الغزولى

دعم الإرهاب إعلاميا.. الجزيرة نموذجا

الجمعة، 21 يوليو 2017 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك إصرار لدول المقاطعة العربية الأربعة ضمن خطتها للحرب على الإرهاب على تقويض الدور الإعلامي الذى تقوم به قناة الجزيرة، والذي لا يقل خطورة عن الدور الذى تقوم به قطر إجمالا فى تمويل هذه التنظيمات الإرهابية، ولعل أخطر الأدوار التى تقوم به قناة الجزيرة يرتكز حول تقديمها مادة إعلامية تستهدف جذب التعاطف مع الإرهابيين القتلة، ونشر الأفكار المسمومة للإرهابيين والتى تتعمد الخلط بين الإسلام وعمليات العنف التى يرتكبونها، والمجازر التى تريق الدماء فى كل بقاع العالم خاصة المنطقة العربية. 
 
تعد قناة الجزيرة بمثابة المنبر الإعلامي الوحيد الذى استضاف وتواصل أكثر من مرة في لقاءات حصرية مع عدد كبير من أمراء سفك الدماء ، قتلة الأبرياء ، رموز الإرهاب العالمي في ظل عجز أعتى أجهزة الاستخبارات العالمية في التوصل إلى أماكن اختفائهم، ومنهم أسامة بن لادن، محمد الظواهري ، أبي محمد الجولاني قائد  "جبهة النصرة لأهل الشام" والتي تأسست بعد أشهر من اندلاع الثورة السورية المرتبطة بتنظيم القاعدة وأعلن انفصاله عنها بتاريخ 29/7/2016 وتغيير اسم التنظيم من " جبهة النصرة لأهل الشام " إلى " جبهة فتح الشام "، وذلك لترويج خطاباتهم وأكاذيبيهم بل وتُسهم في توسيع قاعدة رموز الإرهاب ، وكانت قناة الجزيرة القطرية أول من دخل مدينة الموصل العراقية بعد احتلال داعش لها كما أنها تستضيف دائما العديد من قادة جماعة الإخوان الإرهابية ومنهم يوسف القرضاوي الذي تأويه قطر، وهو الذى يبيح قتل المصريين ويبيح العمليات الانتحارية ضد المدنيين، وصولا لإسقاط الأنظمة العربية الحاكمة لهدم الدول العربية، ولاشك أن زعزعة الأمن والاستقرار فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن، والذين حولت قطر أراضيهم لبؤر يحتمي بها الإرهابيون ويستخدمونها كمنصات ينطلقون منها لتنفيذ عملياتهم الإرهابية، ويلجأون متخذين من شبكة الإنترنت وسيلة تواصل آمنة بينهم وبين الخلايا التى أصبحت متفرقة فى جميع دول المنطقة وتطال أوروبا.
 
ولا شك أن الخطة التى وضعتها مصر من خلال اللجنة الدولية لمواجهة الإرهاب الداعشي لم تكن تعتمد على المواجهة العسكرية فقط للتنظيمات الإرهابية، ولكنها تستند إلى شق آخر وهو مواجهة الفكر المتطرف الذى يستند إليه الإرهابيين والذى تتفنن الجزيرة فى بث أفلام وثائقية تتباهى وتتفاخر بالعمليات الإرهابية التى تنفذها هذه التنظيمات، وتحاول نشر مادة دعائية تحاول بها أن تجمل وجه تلك التنظيمات الإرهابية لتظهرهم وكأنهم لديهم منطق إنساني آخر غير التدمير والتخريب وفق ما يسمى بالتضليل الإعلامي.
 
الغريب فى الموقف العالمي حتى الآن أن اللجنة الدولية لمواجهة تنظيم داعش مازالت تضم حتى الآن فى عضويتها قطر، دون أن يتم توجيه أى اتهام رسمي لها، أو التحقيق فى الشبهات التى تدور حول دورها فى تمويلها الإرهابيين، وتوفير الدعم اللوجستي لهم، بل إن الدول الغربية تقبل بأن تكون شريكة للدولة الممولة للإرهاب وتعتبرها ضمن التحالفات الدولية التى يتم تشكيلها لمواجهة الإرهاب. لذلك لم تجد مصر والسعودية والإمارات والبحرين غير سلاح المقاطعة لتحريرك الموقف العالمي.
 
ولقد بدأ الأوربيون يلتفتون إلى حجم الكارثة التى صدروها للمنطقة وقيادات الجماعات الإرهابية المتطرفة التي يأويها فى عواصمهم تحت غطاء حرية الرأى والتعبير بعد أن أصبحنا نشهد مسيرات ومظاهرات فى الدول الأوروبية ترفع علم داعش بكل حرية.
 
ولعل التساؤل الأبرز الآن ماذا سيفعل الأوروبيون بعد فرار أغلب المقاتلين الأجانب فى الجماعات الإرهابية بسوريا والعراق العودة إلى دولهم مرة أخرى ، كيف سيواجهون أفكارهم المتطرفة، وهل سيحاولون دمجهم اجتماعيا مرة أخرى، وماذا سيكون تصرفهم مع العناصر الخطرة منهم والذين أصبحوا مدربين على حرب الشوارع واكتسبوا خبرات فى تصنيع المتفجرات التخفي والتسلل للمواقع الهامة، وهل سيدركون أن وقوف بعض الدول وراء هذه التنظيمات وتوفير الدعم لهم، يعنى أن دول الاتحاد الأوروبي ستظل تواجه موجات جديدة ومستمرة من المتطرفين، وهل تستطيع الدول الغربية مواجهة قطر وإجبارها على التوقف عن تمويل الإرهابيين.
 
إن الوضع الحالي بعد المكاشفة العربية الشرسة التي تقوم بها دول المقاطعة العربية أصبح لا يسمح معه قبول أدعاء الدول أنها تواجه الإرهاب العالمى اسميا فقط، ذلك دون أن تنفذ هذه الدول قراراتها على الأرض لمواجهته.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة