أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنه يتابع عن كثب تصاعد الأحداث بشأن إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلى للمسجد الأقصى المبارك، والسماح للمصلين بالدخول عبر بوابات إلكترونية وضعوها على بعد أمتار من البوابتين (باب الأسباط وباب المغاربة).
كما تابع مرصد الأزهر رفض موظفى دائرة الأقاف الإسلامية بالقدس، وبعض المواطنين يوم الأحد الماضى الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك عبر هذه البوابات، ورفض الشيخ عمر كسوانى مدير المسجد الأقصى الإجراءات الأمنية المستحدثة من قبل الاحتلال، وإقامة صلاة الظهر أمام المسجد الأقصى فى المنطقة الواقعة قبل البوابات، الأمر الذى يؤكد عزيمة الشعب الفلسطينى فى التصدى لهذه الممارسات الأمنية التعسفية من جانب الكيان الصهيونى.
هذا وقد نشرت مواقع فلسطينية عدة بيان لدار الإفتاء بالقدس يوم الاثنين الماضى، صرح فيه مفتى القدس الشيخ محمد حسين شدد فيها على عدم جواز دخول المسجد الأقصى من البوابات الإلكترونية، وأن كل من يدخل المسجد الأقصى عبر هذه البوابات صلاته باطلة، ودعا جميع المسلمين إلى عدم الدخول منها، والتواجد على بوابات المسجد الأقصى المبارك.
كما رفضت الهيئات الدينية الشرعية استلام المسجد الأقصى قبل إزالة كل القيود الجديدة التى فُرضت على بواباته، وقد أخبرت سلطات الاحتلال مجموعة من الحراس بعدم السماح لهم بالدخول وممارسة عملهم، وقد شهد أمس الأربعاء، العديد من المناوشات العنيفة بين الشباب الفلسطينى وقوات الاحتلال بالقدس فى كل من المدخل الشمالى لبيت لحم، وقرية العيساوية بالقدس، الأمر الذى أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بالرصاص الحى خلال مواجهات قرب حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، وقد تزايد عدد المرابطين على أبواب المسجد الأقصى في مشهد تعلوه التكبيرات والهتافات بفداء القدس.
وحيال هذا التطور السريع الباعث على القلق والأسى حذر مرصد الأزهر من تصاعد الأمور واستفزاز مشاعر المسلمين وخاصة إذا تعلق الأمر بدور العبادة المقدسة، وطالب بإلغاء الإجراءات التعسفية للاحتلال الإسرائيلى بشأن إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين، وإزالة البوابات الإلكترونية من أمام مداخله، ويرى المرصد أن هذه الإجراءات ما هى إلا ممارسات إرهابية عنصرية تتعارض مع القيم والأعراف الإنسانية، وتدمر المساعى الدولية والإقليمية لإحياء عملية السلام، وتؤثر على حرية ممارسة الشعائر الدينية فى المسجد الأقصى مما يؤدى إلى تأجيج مشاعر الاحتقان.
ورفض المرصد هذه الأجراءات الهمجية التى تسعى بكل الوسائل إلى طمس وتغيير طبيعة القدس الإسلامية والعربية، وتغييب الطابع الإسلامى للمدينة، واستبداله بطابع إسرائيلى مزيف عبر البوابات الإلكترونية وغيرها، في محاولة من الاحتلال لفرض الوجود اليهودى، واستنزاف الشباب الفلسطينى.
وأكد المرصد أن الإجراءات التصعيدية التى تتخذها قوات الاحتلال ما هى إلا صورة من صور التطرف والإرهاب التى لا تقل بأى حال من الأحوال عن أشكال التطرف التى تشهدها مناطق أخرى من العالم، ونادى المرصد إلى ضرورة تحرك جميع الهيئات الدولية على كافة الأصعدة لتحمل مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطينى ومقدسات المسلمين بالقدس الشريف وجميع الأراضى الفلسطينية المحتلة والتصدى لقرارات الكِيان الصهيونى، وإصراره على انتهاك القوانين الدولية، ونبه "مرصد الأزهر" إلى أن المسجد الأقصى وقضيته ليست قضية الفلسطينيين وحسب، بل هو قضية أمة بأسرها كانت ولا تزال ضد الإرهاب والتطرف والعنف؛ أمة لا تسمح لأحد أن يتلاعب بمشاعرها أو أن يهين مقدساتها أو رموزها الدينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة