موضة الاستقالات الوهمية لـ"النواب"على"فيس بوك".. غضب برلمانى بإعلانها بمواقع التواصل وعدم تقديمها للأمانة العامة مباشرة..تمثل تجاوزا للائحة وإهانة للمجلس وصورته الخارجية.. سوزى ناشد: تسير عكس القواعد البرلمانية

ظهرت خلال الفترة الماضية، إعلان لعدد من النواب استقالتهم على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" رغم عدم التقدم بها رسميا للأمانة العامة للبرلمان والتراجع عنها، وهو الأمر الذى اعتبره أعضاء مجلس النواب إهانة للبرلمان لابد من الحد منها لأنها تسهم فى ترويج صورة خارجية عن المجلس مشوهة، وكما أنهت تعد تجاوز فى حق اللائحة الداخلية.

وجاء ذلك فى إعلان النائب مرتضى العربى استقالته خلال مشاركته بالمؤتمر الإيرانى، ثم خرج اليوم ليعلن أن قرار الاستقالة ليست نهائية وأنه سيعرض الأمر بعد على حزبه قبل اتخاذ القرار النهائى، كما حدث ذلك أيضا مع نواب تكتل "25 -30" عندما أعلنوا الاستقالة حال إقرار اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ثم خرجوا بعد ذلك ليتأرجح قرارهم فى الاستقالة، وأيضا كان أول من أعلن ذلك عبر موقع التواصل ثم تقدم بها لـ"عبد العال"، كان النائب عمرو الأشقر عن دائرة التبين والذى تراجع بعد ذلك عنها.

وتنص المادة 391 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، أن تعرض الاستقالة مع تقرير مكتب المجلس أو تقرير اللجنة العامة عنها بحسب الأحوال فى أول جلسة تالية لتقديمها، ويجوز بناء على اقتراح رئيس المجلس أو طلب العضو النظر فى استقالته فى جلسة سرية، ولا تعتبر الاستقالة نهائية إلا من وقت أن يقرر المجلس قبولها، فإذا صمم مقدمها عليها بعد عدم قبولها من المجلس، فعليه إخطار مكتب المجلس بذلك بكتاب موصى عليه بعلم الوصول، وفى هذه الحالة تعتبر استقالته مقبولة من تاريخ هذا الإخطار، وفى جميع الأحوال، يشترط لقبول الاستقالة ألا يكون المجلس قد بدأ فى اتخاذ إجراءات إسقاط العضوية ضد العضو.

مصطفى بكرى: إعلان الاستقالة على مواقع التواصل فقط تجاوز للوائح وإهانة للبرلمان
 

واستنكر النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، اتباع عدد من نواب البرلمان ظاهرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" وغيرها لإعلان الاستقالة من البرلمان أو التلويح بها، معتبرا أنها تمثل خروج عن اللوائح وإهانة للبرلمان.

وأضاف "بكرى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن طريقة الاستقالة على مواقع التواصل الاجتماعى دون أن يلجأ النائب إلى تقديمها لرئيس المجلس ثم تناقش والاستماع لأقوال النائب ويعرض الأمر فى الجلسة العامة ويستعرض مبررات الاستقالة يمثل تجاوز للائحة والخروج على آليات تقديم الاستقالة التى حددتها لائحة البرلمان.

وشدد أن من قدم الاستقالة بهذه الطريقة فهو قد طوى صفحة استمراره فى المجلس فكل من تقدم باستقالة بهذه الطريقة فهى تعبير عن موقف سياسى واضح ومحدد لأنها تعنى اقتناعه بموقف مختلف، ولم يجد وسيلة سوى الاستقالة كإعلان موقف أمام الجماهير فإذا كان جادا فى استقالته فليعلن ذلك، ولتقبل إما إذا تراجع عنها فعليه أن يعتذر أمام الرأى العام بأن قناعته قد تغيرت ويستعرض مبرر الاستقالة ومبرر التراجع عنها.

وكيل "حقوق الإنسان": الاستقالة بمواقع التواصل "مراهقة سياسية"
 

وأكد النائب محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن من يقدم استقالته عبر مواقع التواصل الاجتماعى ما هى إلا مراهقة سياسية، فلا يقدم على هذا إلا إذا كان شخصا محنكا سياسيا.

وأضاف وكيل لجنة حقوق الإنسان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن من يعلن استقالته عبر مواقع التواصل فهو يخاطب فئة معينة يستعرض أمامها قرارته التى قد تقف قيد "الفيس بوك"، لافتا إلى أن يحترم من يقدم على بمواقع التواصل ويكون قد تقدم بها فعليا للبرلمان.

وأشار إلى أن الشجاعة والرجولة البرلمانية هى التعبير عن الموقف بجدية والثبات عليه وعدم التأرجح فيه، قائلا: "مينفعش نبقى بوشين".

سوزى ناشد: تسير عكس القواعد البرلمانية المتعارف عليها
 

وفى السياق ذاته، أكدت النائبة سوزى ناشد، عضو مجلس النواب بلجنة الشئون الدستورية والتشريعية، أنه لا يصح أن يكونوا نواب فى موقع المسئولية ويعلنون استقالتهم عبر مواقع التواصل وتثار بلبلة لا داعى منها، فإذا أراد نائب الاستقالة فليتبع إجراءات حددتها اللائحة الداخلية للبرلمان ثم يخطر الشعب بناء على ذلك.

وقالت عضو مجلس النواب، إن هذا أمر غير مقبول، مؤكدة أن النائب الذى يريد الاستقالة عليه الإعلان أولا تحت القبة من خلال التقدم بمذكرة للاستقالة إلى الأمانة العامة ولم يتخذ أى إجراء رسمى أمام الأمانة العامة.

وأضافت أن الخطوات التى يتبعها النائب خاطئة من الأساس، والتقدم بالاستقالة تستلزم السير بالخطوات القانونية وفق اللائحة الداخلية لمجلس النواب، معتبرة أنه حال وقوف الاستقالة قيد "الفيس بوك" فهذا مجرد "شو إعلامى" أكثر منه حقيقة.