لا يزال مسلسل الثأر فى محافظات الصعيد بحر من الدماء لاينتهى، وبرغم تطور الحياة والمعيشة فى قرى الصعيد إلا أن أصحاب الثأر لا يهدأون إلا برؤية الدماء أمام أعينهم، وفى هذه الواقعة كان "حصان" سببا فى تسلسل جرائم قتل لانهاية لها.
بدأت الواقعة عندما قرر "نعمان" من عائلة الجزازرة تنظيف حصانه أمام منزله بإحدى القرى بمحافظة أسيوط، وفوجئ بقيام إبراهيم جعفر من عائلة عليوة بوضع "الدراجة البخارية" الخاصة به بجانب "الحصان"، طالبه الأول بنقل دراجته إلى منطقة أخرى حتى يتمكن من غسل الحصان، إلا أن الثانى لم يقتنع بحديثه واعتبرها إهانة ونشبت على إثر ذلك مشاجرة انتهت بمقتل الثانى.
لم يتوقف سلسال الدم عند هذه الجريمة، بل وصلت إلى حدود القاهرة وتحديدا بمنطقة السلام، وكان القتيل ضحية جديدة من عائلة الجزازرة هذه المرة، فإن غربة "صالح" لم تحميه من تعرضه للذبح أمام أعين زوجته، فلم يكن طرفا فى القضية منذ اللحظة الأولى، إلا أن العادات وتقاليد العائلات فى الخلافات الثأرية أرادت أن يكون هو الضحية الجديدة.
تروى سلوى رمضان، زوجة المجنى عليه، تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة زوجها، قائلة: استيقظت من الصباح الباكر احضرت له الفطار وبعد أن انتهى من الطعام ترك لى مصروف المنزل، وأخذ معداته عمله حيث يعمل نجار مسلح وذهب إلى العمل، وبعد دقائق معدود سمعت صوت صراخ، اسرعت نحو النافذة فوجد المتهمين يذبحون زوجى من رقبته وكان سقط على الأرض.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين وهم كل من منتصر سيد، مصطفى رفعت، نور الدين حسين عليوة، هم من وراء ارتكاب الجريمة، بعد أن ترصدوا للمجنى عليه صالح فكرى، وتخلصوا منه بذبحه أمام منزله باستخدام أسلحة بيضاء ثم فروا هاربين، وذلك نتيجة خلافات ثأرية سابقة بينهما.
وأشار شقيق المجنى عليه، أن الخلافات الثأرية بين العائلتين ترجع إلى منذ 7 سنوات، وعلى الرغم من تدخل قوات الشرطة للصلح بين الطرفين، إلا أن الجرائم الثأرية بينهما لم تنتهى.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة المتهمين المشار إليهما بالإعدام غيابيا، بعد أن أسندت إليهما النيابة العامة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.