البرازيل فوق بركان.. أسوأ أزمة سياسية بعد رحيل دا سيلفا.. السياسيون يتجهون إلى عقد انتخابات رئاسية مبكرة بعد عزل ميشيل تامر.. ومحلل سياسى: بائع الفستق وماسح الأحذية أقرب للسلطة فى عاصمة راقصى السامبا

الإثنين، 17 يوليو 2017 04:30 ص
البرازيل فوق بركان.. أسوأ أزمة سياسية بعد رحيل دا سيلفا.. السياسيون يتجهون إلى عقد انتخابات رئاسية مبكرة بعد عزل ميشيل تامر.. ومحلل سياسى: بائع الفستق وماسح الأحذية أقرب للسلطة فى عاصمة راقصى السامبا ميشيل تامر
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أن غادر الرئيس اليسارى الشعبوى لولا دا سيلفا السلطة بعد دورتين رئاسيتين نقلتا بلاده من حافة الإفلاس إلى مصاف الدول الصناعية العشرين الكبرى، تمر البرازيل بواحدة من أسوأ الأزمة السياسية، مع احتمالات أن تدعو السلطات إلى انتخابات رئاسية مبكرة، يرجح أن يعود فيها داس يلفا حبيب الجماهير إلى قمة السلطة مجددا.

 

تساؤلات حول الأزمة

ففى الأسابيع الأخيرة شهدت الحياة السياسية فى البرازيل تطورا كبيرا، وازدادت الأزمة الراهنة سوءا وتعقيدا، لدرجة جعلت أحد المراقبين يصف البلاد بأنها "غارقة فى حالة من الفوضى العارمة".

 

ومع تفشى الفساد، استطاع البرازيليون إسقاط الرئيس ميشيل تامر بعد 14 شهرا من توليه المنصب، ما خلق حالة من المنافسة على السلطة مجددا بين الرؤساء، تامر، والرئيسة السابقة ديلما روسيف، والرئيس الأسبق لولا دا سيلفا.

 

إلى جانب ذلك أطلت عدد من علامات الاستفهام برأسها حول الأزمة وخاصة حول الوضع فى أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية، وماذا سيكون الوضع إذا تم الانتظار حتى انعقاد الانتخابات عام 2018؟ وكيف ستصير الأمور إذا تم اختيار رئيس مؤقت لمدة 6 أشهر حتى موعد الانتخابات؟ وما هو مصير العملية السياسية إذ اتفق الساسة على الاتجاه إلى الانتخابات المبكرة؟!.

 

فرص أكبر لدا سيلفا

ووفقا للمحلل السياسى، توم أفيندانو، قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن لولا دا سيلفا لديه الفرصة الأكبر لتولى السلطة فى البلاد مجددا، وذلك رغم اتهامه بالفساد، مشيرا إلى أن لولا دا سيلفا حاول أربع مرات الفوز برئاسة البرازيل قبل أن ينجح أخيرا عام 2002، وكان لولا أول رئيس يسارى يحكم البرازيل منذ أكثر من نصف قرن وبقى فى منصبه فترتين استغرقتا 8 سنوات.

 

ونوه أفيندانو إلى أن البرامج الاجتماعية التى وضعها لولا وطبقها فى البرازيل من الإصلاحات الكبيرة للنظام السياسى والاقتصادى، والقضاء على الجوع، كانت ناجحة إلى حد كبير وعادت بالنفع على البرازيليين؛ ولذلك فقد اكتسب شعبية كبيرة مستمرة حتى الآن، حيث يرى العديد أن البرازيل كانت تستمتع بانتعاش اقتصادى إلى أن جاءت ديلما روسيف وحولته إلى كساد اقتصادى.

 

ولم يسمح الدستور البرازيلى للولا بالترشح لفترة رئاسية ثالثة، ولذا خلفته حليفته ديلما روسيف التى تم عزلها من المنصب فى وقت لاحق، كما تمت إدانته فى يوليو الجارى، على خلفية اتهامات بالفساد، وحكم عليه بالسجن لأكثر من 9 سنوات.

 

إلى جانب ذلك يواجه تهما أخرى كغسيل الأموال واستغلال النفوذ وعرقلة سير العدالة، ومع كل ذلك ينفى لولا هذه التهم، ويقول مؤيدوه أنه مستهدف من دون وجه حق.

 

من قاع ساوبولو إلى قمة برازيليا

يشار إلى أن لولا نشأ فى أسرة فقيرة، وكان يعمل منذ صغره بائعا للفستق وماسح أحذية ولم يتعلم الكتابة أو القراءة قبل وصوله سن العاشرة، وتدرب بعد ذلك فى ورشة حدادة وعمل فى ضواحى ساوبولو.

 

ونجح لولا فى إحداث تغيير جذرى فى العمل النقابى فى البلاد إذ حولها من نقابات تدور فى فلك الحكومات أو مواليه لها إلى حركة نقابية قوية مستقلة.

 

وخسر لولا انتخابات الرئاسة ثلاث مرات قبل نجاحه فى الوصول إلى كرسى الرئاسة عام 2002 بعد أن أيقن أنه لن يصل إلى السلطة دون إقامة تحالف مع قوى سياسية أخرى واستقطاب اللاعبين الاقتصاديين الكبار فى الداخل والخارج إلى معسكره.

 

ومع ذلك ظل داس يلفا ملتزما بقضايا الفقراء والدفاع عن مبادئ النزاهة ومحاربة الفساد فى أروقة الحكم وتشجيع البسطاء على الانخراط فى العمل السياسى.

 

ومن أهم أسباب تفضيل البرازيليين للولا دا سيلفا بشكل خاص، هو اهتمامه بالفقراء، إذ أنه ضخ خلال حكمه مليارات الدولارات فى البرامج الاجتماعية للقضاء على التفاوت الطبقى الشديد الذى كان سائدا فى البلاد عبر التاريخ.

 

كما رفع الحد الأدنى من الأجور فوق معدل التضخم بدرجة كبيرة، ووسع البرامج الاجتماعية التى كانت تنفذها الدولة لتشمل الطبقات الأكثر حرمانا وفقرا فى البلاد عبر برنامج المنح العائلية الذى استفاد منه نحو 44 مليون شخص ما ساهم فى تعزيز شعبيته فى أوساط الفقراء والمهمشين.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة