سعيد الشحات

انتبهوا لتحذيرات وزير إعلام السودان

الأحد، 16 يوليو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أننا لم نسمع ونقرأ تصريحًا لمسؤول كبير حول سد النهضة الإثيوبى، وتأثيره الضار على مصر، كتلك التى ذكرها وزير الإعلام السودانى أحمد بلال عثمان، التى ذكرها فى لقائه مع عدد من الصحفيين المصريين فى السفارة السودانية بالقاهرة يوم الخميس الماضى، وقال فيها: «حصة مصر من مياه النيل تبلغ 55 مليار متر مكعب، وأن %85 منها من النيل الأزرق، ولو جرى ملء خزان سد النهضة فى سنة فلن تصل قطرة مياه واحدة لمصر والسودان، ولو على مدى 3 سنوات، فسيكون هناك ملايين العطشى، فضلًا عن بوار مساحات شاسعة من الأرض، وهو أمر مستحيل، وبالتالى لابد من الاتفاق على تدرج ملء الخزان، ونحن نتفق مع مصر فى ذلك».
 
وحول ظروف بناء السد، لفت وزير الإعلام السودانى النظر إلى أنه جاء فى توقيت حرج، وقال بوضوح: «السد جاء فى فترة حرجة كانت مصر تعانى فيها من ارتباك منذ 2011، والخزان بدأ فى هذه الفترة، وكانت سعته 14 أو 16 مليار متر مكعب، والآن أصبح 72 مليار متر مكعب»، والمعروف أن هذه الفترة هى التى تلت قيام ثورة 25 يناير، وبدأ بناء السد بعدها بأشهر قليلة، وبالتحديد فى بداية شهر إبريل 2011، أى فى عز انشغال مصر بأوضاعها الداخلية التى انعكست بالسلب على الدبلوماسية المصرية، فيما يعنى أن النظام الإثيوبى كان يترقب الفرصة، فاستثمر الظرف المصرى غير المتوقع لصالحه وأقدم على خطوته».
 
والمؤكد أن هناك أطرافًا دولية لعبت دورًا تشجيعيًا فى ذلك، فمن البديهى أنه لا يمكن أن تقتحم أديس أبابا هذا الملف بتلك الجرأة، دون حصولها على تطمينات خارجية، ولهذا فإن الحديث عن وجود أصابع خارجية تآمرت على مصر فى هذه القضية لا يخلو من جدية، بل أراه قمة الجدية.
 
والمعروف أن هذا الملف كان مطروحًا أيام حكم مبارك، ولم يقتصر التعاطى معه سياسيًا وإعلاميًا، رسميًا وشعبيًا، على اتهام إثيوبيا منفردة بالعمل على إضرار مصر، وإنما الحديث كان يشمل فى نفس الوقت اتهام أصابع الخارجية بأنها هى من تقف وراء الطموح الإثيوبى، وكانت إسرائيل أهم هذه «الأصابع»، ولأن المحاولات الإسرائيلية لإضعاف مصر لا تنقطع، كان المنطق يقود مباشرة إلى أن مياه النيل هى أمن مصر الأهم، وبالتالى فإن إسرائيل من صالحها العبث فيه، هذا إلى جانب الحديث القديم المتجدد عن أطماع الدولة العبرية فى مياه النيل، وحلمها بأن تمتد إليها.
 
تجديد هذا الكلام ليس المقصود منه تقليب المواجع باستدعاء الماضى لمقارنته بالحاضر، وإنما نحن أمام تصريحات كاشفة لمسؤول سودانى كبير تنبهنا إلى أننا أمام وضع خطير، وتحذرنا من أن القادم لا يحتاج إلى تفضيل النوايا الحسنة على باقى العوامل الأخرى، فكل الأدوات يجب حشدها.
 
وفى هذا السياق فلننتبه إلى ما ذكره وزير الخارجية المصرية سامح شكرى بعد لقائه وزير الخارجية الإثيوبى فى مطلع الشهر الجارى حين قال: «مصر هى الطرف الرئيسى الذى يمكن أن يتضرر من استكمال بناء سد النهضة، وبدء تشغيله دون أخذ الشواغل المصرية بعين الاعتبار».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة