المعلومات والمسارات.. فى مواجهة أخطبوط إرهاب الرايات السوداء

الأحد، 16 يوليو 2017 07:00 ص
المعلومات والمسارات.. فى مواجهة أخطبوط إرهاب الرايات السوداء أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يتحول الجميع إلى محللين وخبراء أمنيين مع كل حادث إرهابى، فهو أمر أصبح مرتبطا بعصر أدوات التواصل، حيث من الصعب فى ظل هذه السيولة الإنترنتيه أن نمنع الكل من المشاركة فى هذه المحاورات، التى تبدو عبثية فى كثير من الأحيان، والبعض يعلق من زاوية الخوف والقلق والاهتمام والتعاطف، ولا يخلو البعض الآخر من شماتة وادعاء خبرة وحكمة وعمق فى غير محلها.
 
حادث الهجوم الإرهابى على سيارة شرطة فى البدرشين لم يكن الوحيد الذى يثير الانتباه ويستدعى القلق، ويحتاج إلى إعادة نظر كبير. ليس لطبيعة الهجوم لكن لتكرار عمليات اغتيال شهداء الشرطة ومن قبلها قيادات أمن، وهى هجمات يرتكبها إرهابيون محترفون مدربون بشكل كبير. يستخدمون الموتوسيكلات وينجحون فى الهرب. ويختارون يوم الجمعة.
 
الجمعة قبل الماضى استشهد ضابط أمن وطنى بالقليوبية بنفس الطريقة، أطلق عليه ملثمون الرصاص فى الجبل الأصفر أثناء خروجه من منزله لصلاة الجمعة، وهجوم إرهابى على محطة تحصيل الرسوم بالعياط مما أسفر عن استشهاد ضباط وجنود.
 
ربما لا يمكن فصل هذا الإرهاب عما يجرى فى العريش ورفح، لكن هجمات إرهابى الموتوسيكلات تتكرر فى فترات متقاربة، ربما تشير إلى وجود خلايا، يتلقى أفرادها تدريبات فى مناطق ومعسكرات، تقام فى مزارع أو مناطق صحراوية. وخلية الإسماعيلية التى سقطت ليست بعيدة عن هذا النشاط. واضح أن عمليات التدريب والمعسكرات بعيدة عن الرصد. ثم أن التأخر فى ضبط الإرهابيين يشجع على تكرار الفعل سواء من نفس الخلايا أو غيرها.
 
بالنسبة للفيديوهات التى انتشرت لحادث البدرشين تؤكد فكرة الاحتراف والهدوء فى التحرك، واختيار يوم الجمعة، لأنه يوم الحركة فيه تكون أقل من باقى الأسبوع. وهى قاعدة لها استثناءات مثل الهجوم على كمين الدائرى أو مهاجمة محطة الرسوم.
 
أغلب العمليات تتم بالموتسيكلات التى تكون غالبا بلا أرقام أو مسروقة، وقضية انتشار الموتوسيكلات المجهولة والتوتوك غير المرخص ظاهرة، قد لاتكون العامل الأهم فى نجاح الهجمات الإرهابية، لكنها تمثل ظاهرة يفترض أن تثير قلقا، لأنها جزء من فوضى تسهل الكثير من الجرائم، وأى منها يرتكب حادثا يكون من الصعب التوصل إليه.
البعض اتخذ من فيديو البدرشين ذريعة لاتهام الأمن بالتقصير، أو اتهام الناس بالسلبية، وأن هناك من كان يتفرج. بينما من زوايا أخرى كانت هناك تحركات، فضلا عن وجود تهديد مع عنصر المباغتة، والكثير من العناصر الاجتماعية والإنسانية. ثم أن الأمن تحكمه الكثير من الاعتبارات، وتكرار الحوادث والهجمات، مؤشرا على وجود أهمية لتغيير الأسلوب، مع الاعتراف بأن الأمن يتحمل الكثير من التحديات ويخوض حروبا مزدوجة مع الجريمة الجنائية ومع إرهاب أخطبوطى متعدد الأذرع، لا يكفى لتحليله استسهال فارغ.
 
يلفت النظر أن الإرهابيين واضح أنهم راقبوا المنطقة جيدا، وأنهم ربما كانوا من سكان مناطق قريبة أو محيطة وهو ما يعيدنا لاحتمالات وجود خلايا مخفية عن الأعين. ويجعل عملية مواجهة الإرهاب فى الأساس عملية معلوماتية ترتبط بعناصر القيادة والتخطيط والتمويل والتسليح. وكل هذه مجرد ملاحظات، تؤكد أهمية المعلومات خاصة فى ظل واقع إقليمى مولد للإرهاب. فضلا عن عناصر محلية ترتبط بتنظيمات الإرهاب التقليدية. ولا يمكن تجاهل الرايات السوداء فى فيديو البدرشين وغيره من العمليات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة