عبد الفتاح عبد المنعم

متى استخدم الأمريكان شعارات الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟

السبت، 15 يوليو 2017 11:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الإدارة الأمريكية ركزت على مبدأ «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» وهو الشعار الذى رفعه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عقب نكسة 5 يونيو  1967، حيث حاول عبدالناصر وقتها جمع شمل المصريين والعرب لرفع آثار العدوان الإسرائيلى  على مصر وسوريا وبعد تفجيرات 11 سبتمبر 2011 استخدمت أمريكا نفس الشعار  بنجاح منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر بتركيز الجدل السياسى الأمريكى الداخلى حول قضايا الأمن، ولتهميش أية معارضة داخلية لسياسة الإدارة الأمريكية الداخلية والخارجية، ولا تزال السياسة الأمريكية تمارس استخدام حزمة من المبادئ والقيم، وفى غالبها تعتمد على الشخصية القطبية للرئيس وعلى موقفه فى البيروقراطية، وهو ما أشارت إليه الدراسة الخطيرة التى قدمها الباحث محمد ضياء الدين محمد وحملت عنوان «اتجاهات العلاقات الدوليه بعد أحداث سبتمبر»، وكذلك الوكالات والإدارات الحكومية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن القادة الأمريكان يركزون خلال الأعوام الأخيرة لفترة حكمهم فى السلطة على إثبات أى شىء يظهرهم فى كتب التاريخ، وحاول الرئيس بوش إظهار أنه وإدارته يستحقون ثقة الشعب الأمريكى عندما يتعلق الأمر بقيادة الأمة خلال الأوقات الصعبة ويقودهم ذلك حتى إلى تغيير المناخ العالمى من خلال تغيير القيم، ساعد فى ذلك التقدم التكنولوجى، حيث عملت الاتصالات الإلكترونية على تقريب كل شىء من صناع القرار، وسهلت كثيراً فى الانخراط داخل عملية التغيير.
 
مما سبق يتضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى استراتيجية  طويلة الأمد للانتصار على ما سموه الإرهاب تشمل مساعدة المجتمعات والحكومات والإصلاحيين المسلمين المعتدلين حسب ما يرونه هم فى تقوية جهودهم داخل دولهم، الأمر الذى يتطلب كثيراً من الأدوات الاقتصادية، وكذلك تشجيع الديمقراطيات ونشاطات المنظمات غير الحكومية «NGOS»، أيضاً تحتاج الولايات المتحدة إلى سياسة محنكة تجاه الصين ومتكاملة فى كل شىء ابتداء من الردع العسكرى من ناحية والانخراط الاقتصادى من ناحية أخرى، وكذلك السعى لتقليل الاعتماد على النفط الأجنبى.
 
 يتضح مما سبق أن الولايات المتحدة الأمريكية ما فتئت تبحث عن أنجح السبل لجعل العالم تحت سيطرتها، واستغلت فى ذلك الثقافات والحضارات وولجت إلى سياسة التقسيم ومنها دخلت إلى الشرق الأوسط الكبير محاولة عن طريق ابتداع معتدلين فى أنظمة الشرق الأوسط ليظهر أن التغيير يأتى من الداخل، ولكن الثابت أن هناك موقفين يرى المحللون السياسيون أن السياسة الأمريكية مرت بها بعد أحداث 11 سبتمبر وهما:
الموقف الأول: يرى أنه لم يتغير شىء فى السياسة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر.
الموقف الثانى: يرى بأن كل شىء تغير فى السياسة الأمريكية بعد أحداث سبتمبر.
​ظهر موقف توافقى بين الموقفين وهو أن أحداث سبتمبر غيرت وأحدثت تغييراً فى الساحة الدولية والسياسة الأمريكية، ولكن هنالك ثوابت لم تتغير فى الساحة الدولية أو السياسة الامريكية، فالساحة الدولية كما هى، فما زالت خارطة العالم كما هى بدولها والنمط العالمى للقوة العسكرية والاقتصادية والتوزيع النسبى للدول الديمقراطية وشبه السلطوية والإستبدادية دون تغيير تقريباً، وكل الدول التى مزقتها الحروب قبل 11 سبتمبر من كولومبيا إلى فلسطين كلها مازالت على حالها، وبتعبير أكثر دقة فإن بعض التغييرات التى باتت واضحة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر كانت قد بدأت أصلاً قبل ذلك تأكيداً بأنها استخدمت كمسوغ لتنفيذ أجندة قديمة، وتأكيداً متزايداً لأحادية القطبية الأمريكية من قبل الإدارة الحالية وبروز لغة صراع ثقافى من جانب المجتمعات العربية الإسلامية وتدخل دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية لمعالجة الركود الاقتصادى المتوقع.
 
​إن السياسة الأمريكية تقوم على مبدأ القوة لتحقيق كل شىء فى كل أصعدة السياسة الخارجية الأمريكية، ولكن حدثت تغييرات تطورية وتشكيلية فى استخدام القوة الأمريكية فى العالم وكيفية توزيعها بالمستوى الذى يضمن السيطرة الأمريكية العالم، إذن إن السياسة الأمريكية قبل أحداث 11 سبتمبر تعتمد على القوة بصورة أساسية لضمان الأحادية الأمريكية فى السيطرة على العالم، ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر استخدمت أمريكا المسوغات والأعذار الشرعية على استخدام القوة والتدخل فى شؤون الدول الأخرى، وذلك تحت ذريعة حماية المصالح الأمريكية والحرب على الإرهاب، وهذا ما أدى لعدم وجود قواعد ثابتة فى السياسة الأمريكية، فهى تعتمد على المصالح فقط.
 
تعتبر الحرب الدولية على الإرهاب هى التأثير الأول على العلاقات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر، فقد نظمت الولايات المتحدة الأمريكية الحملة العسكرية على أفغانستان ثم العراق، وتمثل ذلك فى محاولة جمع التأييد الدولى لهذه الحملات، ويعتبر ذلك قمة حدة ردة الفعل الأمريكى على هذه الأحداث، وقد غيرت الحرب على الإرهاب وضع الكثير من الدول فى العالم مثل باكستان التى تحولت من دولة منبوذة تخضع لعقوبات اقتصادية إلى شريك مفضل، وأدت هذه الحرب إلى تقليص الحريات بالنسبة للمواطنين الأمريكيين والمقيمين الأجانب على حد سواء بذريعة محاربة الإرهاب، ووفرت هذه الحرب لإدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش غطاءاً لأن تفعل ما تريد، على أية حال فقد حصلت هذه الإدارة من الكونجرس الأمريكى على كل الأموال التى طلبتها من أجل برنامج الدفاع الصاروخى القومى وتم إلغاء معاهدة الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ الباليستية دون ضجة داخلية أو خارجية، وحصلت على زيادات هائلة فى الميزانية لنفقات القوات المسلحة.
 
​إن التغييرات فى السياسة الأمريكية انعكست على العلاقات الدولية بصورة كبيرة باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية هى اللاعب الأوحد المسيطر على الساحة الدولية، فقد تحدث المؤرخ الدبلوماسى «جون لويس جاديس»، معلقاً على التغييرات بعد أحداث سبتمبر على العلاقات الدولية قائلاً: «إن الأمن القومى  قد أصبح قومياً فعلاً حيث أصبحت أرض الوطن تتعرض للخطر مباشرة»، وسمى ذلك «ثورة فى التفكير الاستراتيجى».. غدا إن شاء الله نستكمل نشر أوراق الددراسة الخطيرة عن أمريكا والديمقراطية وأحداث 11 سبتمبر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة