شددت المستشارة تهانى الجبالى، النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية العليا، خلال لقاء المثقفين والمفكرين بمكتبة الإسكندرية اليوم الخميس، على دور المكتبة فى الحفاظ على الهوية الدينية الوسطية، مؤكدة أهمية وجود مشروع وطنى ثقافى.
وقالت تهانى الجبالى، إن الهزيمة الثقافية أقوى من مثيلتها الاقتصادية، وأن هناك أزمة فى الهوية والثقافة الدينية، حيث أصبحت الهوية العرقية تطغى على الوطنية، ليصبح التخريب الجمعى لعقول أجيال هو السائد، بالإضافة إلى هزيمة الفكر الثقافى العربى فى ظل غياب مشروع ثقافى عربى لمواجهة ذلك، وأصبحت الهزيمة تحدث فى العمق، وبالإرهاب المسلح، وبشكل ممنهج، ومن خلال أجهزة مخبراتية، وباستخدام فكر صهيونى يقوم على الاصطفاء الدينى والعرقى، وقالت: ما يحدث فى الوطن العربى هو انتشار وتصدير الفكر الصهيونى الذى نجح فى الاختراق.
وأشارت تهانى الجبالى إلى دور مكتبة الإسكندرية فى الحفاظ على الهوية الدينية الوسطية لحماية الفكر الدينى سواء فى المسيحية أو الإسلام، وطالبت مكتبة الإسكندرية بتحمل المسؤلية التاريخية فى إنشاء مشروع وطنى ثقافى لمواجهة تلك الحرب، وتجديد النخب الثقافية لمواجهة الإعلام العشوائى، وحذرت من أن مصر تواجه خطرًا وجوديًا لابد من القضاء عليه.
من جانبه؛ قال الدكتور محمد مهنا، ممثل مؤسسة الأزهر الشريف، إن المعرفة فى الغرب الحديث تقوم على أساس فلسفى على اختلاف مثيله فى الشرق.
وأضاف: "إننا فى حاجة إلى دراسة المناهج الكفيلة لاستعادة أصول المعرفة بالشرق، فنحن فى زمن العولمة والهيمنة الاقتصادية تحولت إلى هيمنة فكرية وثقافية وإعلامية، ومكتبة الاسكندرية كفيلة بلعب هذا الدور ووضع مناهج لاستعادة أصول المعرفة".