أمين صالح

محمد البرادعى.. المناضل عبر أجنحة "عصفورة تويتر"

الثلاثاء، 11 يوليو 2017 05:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الدكتور محمد البرادعى تلاحقه طوال الوقت العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام، منذ أن كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ثم مشاركته فى ثورة 25 يناير وترشحه للرئاسة فانسحابه المفاجئ ثم مشاركته فى 30 يونيو وتوليه منصب نائب رئيس الجمهورية بعدها استقالته وعودته إلى أوروبا ليعيش فى "فيينا" مدينة السحر والجمال ويمارس هواياته المعتادة بالتغريد على "تويتر" ليؤكد يوما بعد يوم أنه لم ينجح فى أى شىء بقدر نجاحه أمام شاشة "الآيباد".

 

وحقيقة الأمر أننى كنت من المؤيدين له ففى ثورة 25 يناير وجدته معارضا بارزا وتوسمت فيه خيرا وعقب الثورة ترشح لرئاسة الجمهورية وأمسكت بصوتى كى أمنحه إياه وفجأة وبدون مقدمات يعلن انسحابه من السباق الانتخابى، وهنا شعرت بالصدمة وكنت أتحدث إلى الدكتور محمد غنيم فى هذا التوقيت وسألته لماذا انسحب البرادعى؟ فقال:" البرادعى فوت على نفسه فرصة كبيرة..ده كان ممكن يبقى سعد زغلول جديد..بس خلى بالك مفيش فارس بينسحب من المعركة".

 

وبعد كلمات الدكتور غنيم علمت أننى اخترت الشخص الخطأ لأؤيده واكتشفت أنه بارع فى التنظير فاشل فى القيادة، مؤثر أمام الكيبورد ضعيف أمام الناس، ولم يكن تردده المستمر فى النطق بكل كلمة مجرد أمر عابر بل مشكلة عميقة يعانى منها بداخله، ونتج عنها فى النهاية لا شىء، وفى الوقت الذى رشحته قيادات جبهة الإنقاذ بالكامل ليمثل التيار المدنى فى اجتماع 3 يوليو الشهير للإطاحة بحكم الإخوان فوجئت بكل قيادات الجبهة يشتكون أنه بعد هذا الاجتماع لا يرد على اتصالاتهم مطلقا، وكأن دورهم انتهى عند حد ترشيحه، وكأن علاقته بزملائه دفنت بعدما تولى منصب نائب رئيس الجمهورية.

 

وأخذ الكائن البردعاوى بداخلى فى الانحصار يوما تلو الآخر إلى أن أدركت حقيقته الكاملة فهو رجل يبحث عن مصلحته وصورته فقط أمام الناس، يريد أن يكون زعيما بارزا دون أن يقدم شيئا لوطنه، اعتاد على الهروب من ساحة المعارك الحقيقية سواء وهو معارضا أو مسئولا فى الحكومة، لا يجيد فهم المصريين ولم يدرك مطلقا أنه يخاطبهم طوال الوقت من فوق برج عالى، ويرى فى نفسه شخصا مثاليا نادرا الوجود، وكاملا دون نقص بخلاف كل البشر.

 

ولم تكن تسريبات مكالماته التى أذاعها أحمد موسى فى برنامجه مفاجئة لى فهو تحدث عن كل الناس بلغة منحطة للغاية فقال "الحمار ده عايزنى مش عارف إيه.. والكلب ده مش عارف إيه"، وبكلمات تفضح محاولاته طوال الوقت لإظهار نفسه بالمثالية والدفاع عن الكرامة والإنسانية، فحتى أصدقائه المقربين وصفهم بأقذر السباب والشتائم".

 

الغريب فى شخصية البرادعى المفضوحة أنه حينما يكون هناك حدث على هواه يبادر فى الهجوم على الحكومة والنظام بألفاظه المعتادة -حقوق الإنسان وكرامة المواطن- وكل شيء من هذا القبيل، وإذا استشهد الجنود دفاعا عن الوطن نجده لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم وكأن عقله ضبط لسانه صامتا دونvibration ، فالعالم بمختلف طوائفه ولغاته عزى شهداء رفح وأدان الإرهاب فى حادث الجمعة الماضى إلا هو فلم ينطق ولو بكلمة واحدة وكأن الزمن توقف به قبل الحادث الأليم.

ولو فكرنا بحيادية تامة لنحكم على البرادعى فهو رجل عادى جعلت منه الظروف والسوشيال ميديا بطلا مزيفا ولكن حماقته خسرته كل شىء حتى مؤيديه انقلبوا عليه تماما، ولو كان جهازه الذى يغرد من خلاله ينطق لكانت نصيحته الأولى أصمت فكلما تكلمت تعريت.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة