مازن بن عبدالله

الجزيرة والدجل السياسى.. واليأس من زعزعة الحكم فى السعودية

الإثنين، 10 يوليو 2017 06:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لست هنا بكاتب للتاريخ ولكنى شاهد عليه؛ فمنذ نوفمبر 1996 وأنا أعايشه، فالجزيرة أتى بها منقلبا على أبيه ليصبح أداة ينقلب بها على مجتمعاتنا فما ترسخ فى ذهنه الانقلابى رسخ به فكر وتوجهات قناته، فبدأت وحيدة فى الساحة وقتها تحاول غرس مفاهيم ومبادئ عكس فطرتنا ورابطتنا الأسرية فى بلادنا، وتتشدق كثيرا بالرأى والرأى الآخر محاولة العبث بعقول المثقفين واستدراجهم لحرية الرأى الممنهجة لزعزعة الاستقرار فى البلاد، ولكنها لم تعرف أبدا حرية الرأى النبيلة التى تحترم عقول الناس وسعت دائما إلى فرض شخصية واحدة لا تعرف غيرها إلى هذا اليوم وهى شخصية الحرية الانقلابيه ولا عجب فى ذلك فمن أسسها انقلابى بدأ كشاذ عن جيرانه وأراد أن يخرج من هذه العقدة فسعى جاهدا فى الصورة وخلف الصورة لجعل البلاد التى حوله انقلابيين حتى يخرج من عقدة الخطيئة التى تلازمه ظنا منه أن التاريخ سيشفع له !

ويبدو أن من قام بتوجيهه إلى كل ذلك يمتلك بروتوكولات...؟ لا تمت للأمة الإسلامية والعربية بصلة بل إنها وجدت لنشر الفوضى فيها وفكفكتها لصالح مستفيد واحد.

ولكن الأغرب من ذلك ما سعى اليه فى أحلامه بأن يصبح فى يوم من الأيام دولة كبيرة عكس واقعه المحتوم؛ فكان يصحو دائما على كابوس المملكة العربية السعودية ؛ التى جعل أكبر همه منذ انقلابه على ابيه هو زعزعتها بكل الطرق الممكنة وغير الممكنه وسأتحدث هنا فقط بما فعله عبر الجزيرة ( ابنه البار) إلى يومنا هذا..

بدأت الجزيرة مع مخلفات هيئة الإذاعة البريطانية الناطقة بالعربية والبى بى سى الفضائية وعلى رأسهم حداد وفيصل القاسم وجمال ريان أسماء بدأت بتقديم برامج ممنهجة تسعى إلى غرس مفاهيم الثورة والانقلاب الفكرى المضاد .

فكانت الجزيرة دوما تسعى إلى استضافة المنشقين السعوديين وساعد كثيرا قلتهم سهولة الحصول عليهم وكانت فى مرات تستضيف شخصيات ليست معارضة ولكنها ذات تصريحات متعارضة مع سياسة الحكومة خاصة فى بعض القضايا الداخلية التى كانوا دائما يتخذونها ذريعة لإثارة البلبلة بين أفراد الشعب السعودى.

ولعل أكثر شخصيتين معارضتين استندت عليهم الجزيرة فى برامجها الحوارية الموجهة هما : سعد الفقيه ومحمد المسعرى ولكنها دائما ما كانت تصطدم باللحمة الوطنية لكافة افراد الشعب السعودى وعدم انجرافهم وراء مخططات ودعوات هذه القناة المستميتة لتنفيذ توجيهات من أسسها وسن لها السنن وأقر لها الدستور .

فرأت الجزيرة وقتها قلة حيلتها مع عدم وفرة المعارضين فى بلد يسوده الترابط والوطنية المتأصلة فى نفوسهم وحب حكامهم، فبدأت بالتوجه إلى حيلة أخرى تنفذ بها أجندتها التى من أجلها صنعت .. فركزت على الخطاب الإسلامى الجهادى المعارض والقادم من الخارج واستخدمت فى ذلك أسامة بن لادن الذى كان فى أفغانستان وأجرت معه حوار أكثر من مرة بواسطة مراسلهم هناك تيسير علونى وأخذت تبث خطاباته المتضمنة هجوما على أسرتنا المالكة وعلى نظام حكمنا الإسلامى وعلى الوسطية التى تسود بلادنا ؛ وخدمها القدر بعدها بتفجيرات سبتمبر بنيويورك فأخذت تنشر وصايا مسجلة لبعض المنتسبين للقاعدة فى أفغانستان والذين كانوا ضمن الفرقة الانتحارية المنفذة الهجوم ومع ارتباط بعضهم بأصول قبلية فى بلادنا ؛ كان لا يخلو كل تسجيل عن مهاجمة لحكومتنا ووطننا مع أنهم بالأساس ذاهبون لأمريكا ولكن ما كان يثير الغرابة هو إصرارهم على ذكر حكامنا وبلادنا وكأنهم ملقنين من طرف آخر مقابل بث تسجيلاتهم بالقناة ؛ بهدف زعزعة مكانتنا الدولية وإثارة البلبلة فى بلدنا ونشر أفكار القاعدة بطريقة غير مباشرة فى بلادنا بل وتأصيل فكرة أن هذه الأفكار منبعها هو بلادنا ونشر ذلك على نطاق واسع فى الإعلام الغربى عبر كافة وسائلها الإعلامية الإلكترونية والتلفزيونية.

وليس ذلك فحسب، بل الأخطر هو بثها لتسجيلات من قاموا بتفجيرات وعمليات داخل بلادنا بالرياض والشرقية ! بل والإسهاب فى البرامج الحوارية من مكاتبها فى لندن وأمريكا لمناقشة العمليات بطرق ممنهجة تسعى إلى ترسيخ مفهوم مغاير لواقع مجتمعنا المسالم والمؤمن بقدرات وطنه لحفظ الأمن فيه والمتمسك بقياداته؛ وهذا ما أصاب حمد فى مقتل فلا يرى أى من مخططاته تنجح فى مملكتنا رغم المليارات التى صرفها إعلاميا ولوجستيا وسياسيا .

انكشف أمر حمد ووزير خارجيته وسربت التسجيلات وانفضح أمرهم من هنا وهناك وتنازل لابنه تميم؛ وكما يقولون ابن الوز عوام .. فلم يلبث فى حكمه ساعة حتى بدأ صياغة أفكار جديدة بتوجيهات من خلف الستائر المظلمة .

فبدأوا بتوجيه قناتهم بالتدخل فى الشأن الداخلى للأسرة المالكة فى مملكتنا خاصة مع مرض الملك عبدالله فى آخر سنوات حكمه قبل موته رحمة الله عليه، ويتناولون أخبارا كاذبة وموجهة بعضها بشكل مباشر من قناتهم وبعضها عن طريق عناوين صحف مدفوعة الأجر بأوروبا وأمريكا حتى يظهروا أنهم مجرد ناقلين لخبر ويكرسون بعض برامجهم لمناقشتها ضمن مواضيع عامة تدليسا على المشاهد، فتارة يشيعون بوجود خلافات داخل الأسرة لولاية العهد وتارة يشيعونها لتوريث الحكم وتارة لتقلد بعض المناصب الحساسة والقيادية فى البلاد، بل والأكثر وقاحة تجرؤهم على ملكنا بما ليس فيه ؛ والأكثر غرابة أنهم وهم فى حالة الاحتضار والمقاطعة ! يصرون على نهجهم ويتخذون من إعفاء الملك لوليه مثارا لبرامجهم الحوارية ونشرات أخبارهم ونسوا أن من اختاره وعينه هو الملك بنفسه وهو من يملك إعفاءه فيتلاعبون بالمصطلحات السياسية والألفاظ ليمرروا تلميحاتهم الخبيثة للمشاهدين فى كل العالم بوجود اضطرابات فى بلادنا وأسرتنا !! ولكن العالم شاهد بأعينه الأمير محمد بن سلمان وهو ينحنى ويقبل أيدى ولى العهد السابق الأمير محمد بن نايف ويأخذ منه البيعة بكل حب ووفاء للرابطة الأسرية بينهم ولما فيها الصالح العام وخير البلاد ورأينا كيف اجتمع مشايخ القبائل وأعيان البلاد وكافة أفراد الأسرة المالكة فى مشهد مهيب لمبايعة الأمير محمد بن سلمان .

 

وأخيرا أقول هيهات هيهات يا تميم لقد انهزمتم أنتم والخردة التى تمتلكونها، فشعب المملكة كلما سمع ورأى من يؤججهم ؛ كلما ازداد تمسكا بملكه وقادته وحبا وإيمانا بصلاحهم لهم فليس لنا إلا هم وليس لهم إلا نحن ، فقد ولدنا كالتوأم السيامى لا ننفصل وسنعيش هكذا إلى يوم يبعثون بإذن الله .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة