بالفيديو والصور.. أخر إختراعات الصعايدة.. بناء مقابر "دورين" ببنى سويف

مجلس مدينة الفشن : تخصيص 100 فدان لإنشاء مقابر جديدة

ظاهرة جديدة هى الأغرب من نوعها، متواجدة داخل مقابر قرية العجرة التابعة لمركز الفشن جنوب محافظة بنى سويف، تلك المقابر الخاصة بقرى مركز الفشن والمدينة ذاتها ، "مقابر دورين"، ليست نكتة أو كوميكس على مواقع التواصل الاجتماعى، بل واقعة رصدتها كاميرا " اليوم السابع"  داخل المقابر المتواجدة بقرية العجرة الموجودة فى البر الشرقى من النيل بمركز الفشن جنوب بنى سويف .

فعلى اليمين ، من مقبرة الشيخ البطل أحد أشهر مشايخ مركز الفشن ، تنتشر مقابر ذات دورين أبوابها تعلو الأخرى ، فى مشهد تقشعر له الأبدان ، مقبرة موجودة على سطح الأرض والأخرى تعلوها فى الدور الأعلى منها .

تسلل محرر اليوم السابع داخل مقابر قرية العجرة، بعدما اخبرنا الأهالى بصعوبة التصوير فى تلك المنطقة، خاصة أن من يتحكمون فى الأمور داخل المقابر أو من يطلقون على أنفسهم "التربية" ، يمتنعون عن التحدث فى موضوع المقابر الدورين حتى لا يجلبوا الأنظار إليهم على حد قول بعض الأهالى .

وداخل المقابر رصدنا عشرات المقابر ذات الدورين عبارة عن مقبرة فى باطن الأرض بابها على سطح الأرض ، تعلوها مقبرة أخرى ، فى أماكن متفرقة من المقابر التى تمتد على مساحات كبيرة فى الجانب الشرقى من النيل .

البداية كانت مع " أحمد .ح.ر" الذى رفض ذكر أسمه خشية البطش به من قبل الترابية كونه من أبناء القرية واصفا الوضع المأساوى للعديد من أهالى الجانب الغربى من النيل أثناء زيارتهم لمقابر ذويهم ليجدوها مبناه عليها مقابر جديدة لأشخاص لا يعرفونهم قائلا " الناس بتيجى تلاقى المقبرة مبنى فوقيها مقبرة ثانية ومحدش بيعرف يأخذ مع " التربية" حق أو باطل "

وأضاف أحمد ذلك الشاب الذى يعمل فى مجال المعمار بقرى شرق النيل ، أن مشاكل عدة تحدث خاصة فى أيام الجمعة من كل أسبوع بين أصحاب المقابر والترابية عندما يجد الأهالى مقابر جديدة فوق مقابرهم ، الأمر الذى تطور لهدم بعض المقابر القديمة وبناء مقابر جديدة مكانها ، متابعا" محدش بيعرف يتكلم مع " التربية" وشكاوى كثيرة من الأهالى من ذوى موتى المقابر لكن دون جدوى "

فيما اختلف مع محمود عبد السلام ، أحد فلاحى قرية الحيبة التابعة لمركز الفشن الذى اتهم أصحاب المقابر ذاتهم بطلب بناء ادوار علوية من المقابر فوق مقابرهم نظراً لأرتفاع سعر المقابر وعدم وجود أماكن لبناء مقابر جديدة عليها قائلا " التربية معندهمش ذنب ، الناس اللى بتبنى المقابر دورين دول أصحاب المقبرة الأصلية وهما بيوفرو ثمن مقبرة جديدة ويدفعوا ثمن البناء فقط " .

 من جانبها تحدثت " أم محمود " إحدى سيدات قرية العجرة واصفة الوضع داخل المقابر إثناء زيارتها لمقبرة والدتها ثالث أيام العيد بأنه بدعة ، متحدثة بكل غضب قائلة " الرسول علية الصلاة والسلام وأصحابة تم دفنهم تحت الأرض  أزاى نبنى مقبرة دورين ".

تجول محرر " اليوم السابع"  داخل المقابر وتحدث مع أحد " التربية"  الموجودين فى المنطقة بحجة أنه يريد شراء مقبرة جديدة ، وروى " عبد المنعم التربى " أن أسعار المقابر مرتفعة بطريقة كبيرة فى المنطقة نظراً لعدم وجود أماكن شاغرة لإقامة مقابر جديدة .

وتابع عبد المنعم ذلك الرجل الخمسينى الذى يقطن ذات القرية قائلا " العين الواحدة سعرها من 8 الى 10 ألاف جنيها ، ولو عايز حوش كبير هيكون فى أعلى الجبل وسعر الحوش من 30 الى 40 إلف جنية وممكن تعمل فية 10 مقابر أو عيون "

ونفى التربى ما يطلقه بعض الأهالى بقيامهم ببيع مقابر علوية أعلى المقابر الموجودة فى الأرض لأشخاص جدد ، مشيراً إلى إن المقابر التى تم إنشائها أعلى المقابر القديمة هى لأصحاب المقابر الأصلية ولا يوجد أى تعديات على مقابر الأهالى .

وتابع عبد المنعم " الناس لجأت لفكرة بناء دور علوى للمقابر بعد ارتفاع سعر المقبرة الذى وصل الى 10 ألاف جنيها ، لأرتفاع أسعار الأراضى وكذلك ارتفاع أسعار مواد البناء وكثرة الإقبال على شراء المقابر كونها المقابر الوحيدة القريبة من مركز الفشن التى تربط الجانب الشرقى بالجانب الغربى .

من جانبه قال  المحاسب محمود المغربى رئيس مدينة الفشن ،إنه يتم حاليا تفعيل قرار سابق بتخصيص مساحة 100 فدان أرض املاك دولة، لاقامة مقابر عليها بمنطقة شرق النيل بمركز الفشن ، مشيراً إلى أنه  تم معاينة الموقع ورفعه مساحيا.

وأضاف المغربى أنه تم أخذ  موافقة مجلس تنفيذى المركز على القرار وجارى تجهيز الخرائط وكل ما يتعلق بالموضوع لعرضه على مجلس تنفيذى المحافظة فى أول جلسة .