ماهر المهدى

هل يطير البقر أيها السفاح البدين ؟

الجمعة، 09 يونيو 2017 10:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تتسبب في مقتل أحد عن غير قصد مصيبة كبيرة لا يعلمها ولا يعلم ثقلها الا الله سبحانه تعالى . وأن تقتل أحدا بيدك لهو هدم لبيان الله ، وما أفظعه من جرم وما أشده من اثم في حق النفس وفي حق الغير وفي حق الدين وفي حق الديان وفي حق الانسانية . فالقتل وترويع الناس عمل معاد للانسانية ولفطرة الانسان التي جبله عليها الخالق . فاذا كان الأمر كذلك ، فكيف يتأتي لسفاح لا حاجة له الى مال ولا الى عمل ولا الى مسكن والى تجارة ولا الى تسوية دين ولا الى الأخذا بثأر أن يسفك دماء العشرات والمئات ممن لا يعرفونه ولا يعرفهم ، ومن البشر أجمعين هنا وهناك ؟ ومن الأسود ومن الأبيض . كيف يتاتي لسفاح يدعي الوطنية في بلده أن يجلس الى طاولة الطعام ، بينما تدك الأسلحة الفتاكة التي أرسالها الى جماعة ارهابية في بلد آخر أعناق الناس وتهدم بيوتهم وتحرق أولادهم أحياء وتحرق مدارسهم ومستشفياتهم وتهدم طرقهم ومطاراتهم وبنيتهم التحتية وتسد آفاق المستقبل أمامهم بعد أن كان براقا واعدا يوما ما ؟ كيف يتأتى لمن لم يكن قبل عدة عقود شيئا مذكورا أن يتصور سعادته على قبور جيرانه وأهله وأوطانه ؟ ومن أين الأجنحة للسفاح الصغير ثقيل االجثة كي يطير ويتحول الى رجل خارق ؟ وخلافا للأجنحة ، كيف يحلم من لا عقل له ولا خيال له ولا مجد له ولا تاريخ له من ابداع بقهر أصحاب التاريخ وقهر اصحاب المجد في عقر دارهم وهو مستخف خلف استار الارهاب والارهابيين ؟ ألم يعلم السفاح الصغير بأن  البقر لا يطير ؟ !
 
قد يستطيع المرء أن يتفهم أسباب الأقوياء الراغبين في المزيد ، ولو على حساب الناس وعلى حساب الآخرين ، حتى ولو كانوا أولي قربى أو كانوا عشيرته الأقربين . ولكن أن تتواضع قوتك ، بحيث تنام على أكتاف الآخرين ، ثم تحاول أن تتخيل نفسك عملاقا تنهر من تنام على أكتافهم كالطفل وتمثل بهم وببلادهم وتزرع فيها الفتنة والفساد والشقاق ، فهذا ما لا يفهم . فلكل شىء سبب . وما بنيت السموات والأرض الا بالحق أيها السفاح البدين . فان كان المال قوة ، فهو صورة من صور القوة ، ولكنه مبتور القدمين والزراعين والرأس ، ولابد له من صور القوة الأخرى التي تمكنه من التنفس ومن الحركة وتكسبه شكلا وسيما مزهرا .
 
لقد عانى الوطن منك كثيرا أيها لسفاح البدين ، وعانى من نزواتك وشطحاتك وافلاسك وخراب طويتك ولؤم سريرتك وخبث دسائسك التي تبثها هنا وهناك . وصبر عليك الوطن كما لم يصبر على عدو ، لأنك تنام على كتف الوطن ، ولأنك تربيت فينا ، فقلنا من كان منا فلا يذوق باسنا ولا ندك بابه ، ولو دك بابنا وأغار على دورنا . ولعل الشارد يهدأ أو يهتدي ويرسى ويعود الى رشده ، ولكنك توغل في تصديق أكذوبتك وبت تعتقد أنك غول وأنك جبار متجبر وأخطبوط مترامي الأزرع والأرجل في كل مكان ، وتردد أوهامك أغان وأناشيد حزينة مبكية حتى الضحك يا ألعوبة الطغيان . 
 
ان نقودك ليست نقودا أيها السفاح ، لأن النقود تبني الانسان وتعمر الأكوان وترشد الى الله والى العمار والى البنيان . ولكن نقودك تروم الفسوق والعصيان وتنشد الدم والدمار والقتلى وترميل النساء وتيتيم الأطفال وتجريف الحقول والعقول وسرقة ما في أيدى الغير . ان نقودك تشوه الوجدان وتستذل الطيب والمحتاج وتحيل الخير الى خبيث لا يشبع من رؤيته سوى العطشى الى الفراغ والى السقوط من أمثالك . 
 
لقد غيرت معنى النقود وغيرت معنى المال - أيها السفاح - في مفهوم البشر . واسدلت - بفظائعك وجرائمك في حق الانسانية – ستارا على حلم الثراء وحلم الوفرة وحلم الحياة الرغيدة . فمالك تعاسة وشقاء وحرب وكر وفر وبلاء . لقد صور لك مالك كل شىء الا الصواب ، ولم يعلمك حتى أن البقر لا يطير أيها السفاح البدين ، ولو ارتدى بدلة وكرافتة . وما أصابك الا بداية من كثير قادم ، ومن حساب طويل حان سداده ولو بالنار .  
 
 ان الحساب - ايها السفاح - قادم لا محالة . فالتختبىء حيثما شئت أو تستغش ثيابك كيفما أردت ، أو تتخذ ممن شئت ساترا ، فمصيرك معلوم ، كمصير كل الأبقار السمينة . ولتبعث علينا بما شئت وبمن شئت من ذيول الخيبة وأذناب الرذيلة الذين يطعمون من يديك وفي حجرك ويتزايدون في بيتك ويسنون أسنانهم في عظام القتلى المتساقطين بوعزك ومؤامراتك في البلاد وفي المملكات ، ليلقوا حتفهم على أيدي الوطن ويشهدوا نهايتهم صغارا متضآلين كالجرذان في جحور الجبال . ولتبق أنت مفتوح العينين مصلوبا على سارية علمك الملطخ بدماء الأبرياء ريثما يأتيك الوطن من كل مكان لتخر صاغرا . حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها الى الخير .
                                                                                              ماهر المهدي  









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة