داعش يمزق عباءة المرشد.. بعد مقتل 12 وإصابة 42 فى اعتداءات البرلمان والضريح.. استمرار التضارب والغموض حول تفاصيل يوم إيران الدموى.. وتناقض بين التصريحات الحكومية وتقارير المراسلين بالوكالات الرسمية

الخميس، 08 يونيو 2017 05:25 ص
داعش يمزق عباءة المرشد.. بعد مقتل 12 وإصابة 42 فى اعتداءات البرلمان والضريح.. استمرار التضارب والغموض حول تفاصيل يوم إيران الدموى.. وتناقض بين التصريحات الحكومية وتقارير المراسلين بالوكالات الرسمية مبنى البرلمان الإيرانى وخامنيئ وروحانى والهجوم الارهابى على البرلمان الايرانى
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تناقضت الأنباء والمعلومات الواردة من إيران بشأن الأعمال الإرهابية التى تمت صباح الأربعاء واستهدفت مبنى مجلس الشورى الإيرانى (البرلمان) وضريح مؤسس الجمهورية روح الله الموسوى الخمينى جنوبى طهران، بين المصادر الرسمية والتقارير الإخبارية الواردة فى الوكالات الرسمية، وهو ما يثير عددا من علامات الاستفهام حول طبيعة الحادث ومن ثم حول صدقيته من الأساس.

فقد أعلن تنظيم الدولة المعروف إعلاميا باسم "داعش" تبنيه العمليات الإرهابية التى تمت فى قلب العاصمة الإيرانية طهران صباح يوم الأربعاء، ووفقا لبيان هيئة الإسعاف فى طهران فإن حصيلة الهجومين الإرهابيين بلغ 12 قتيلا و42 جریحا.

واللافت فى الإعلان أنه صدر عن التنظيم للمرة الأولى فى أثناء العملية وليس بعد الانتهاء منها وتحرير المواد المصورة والمسجلة، كما هو الحال فى الخبرة الداعشية التى صدرت عن التنظيم منذ إعلان قيامه فى أكتوبر من العام 2014.

ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية أن قوات الأمن تمكنت من قتل العناصر المسلحة الأربعة الذين قاموا بالعملية، وأن قوات الأمن قامت بتطهیر مبنی البرلمان، كما أحبطت قوات الأمن الإيرانية إحدی العملیات الإرهابیة قبل تنفیذها وألقت القبض علی عناصرها وقام الفریقان الإرهابیان الآخران باستهداف مرقد الإمام الخمینی ومبنی مجلس الشوری الإسلامی حیث فجر عنصر إرهابی کان یرتدی حزاما ناسفا نفسه کما قتل الإرهابی الآخر قبل تنفیذ العملیة فی المرقد.

يأتى هذا بينما تضاربت المعلومات والأنباء عن حقيقة الحادث، فقد أكد مساعد وزير الداخلية الإيرانى للشؤون الأمنية، الدكتور محمد حسين ذوالفقارى إن الإرهابيين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم والدخول إلى مرقد الخمينى أو البرلمان الإيراني، مشيراً إلى أن إيران ما زالت آمنة وسترد على الإرهابيين عملياً بكل طاقاتها.

ووفقا لمقابلة مع التلفزيون الإيرانى قال ذو الفقارى إن المجموعة الإرهابية والمكونة من أربعة اشخاص جاءت بملابس نسوية، حاولت الدخول إلى البرلمان لكنها لم تتمكن من دخوله نتيجة ليقظة رجال الأمن، فلجأت إلى مبنى مجاور للبرلمان يتضمن مكاتب نواب مجلس الشورى الإسلامي، وقد تم محاصرتهم وقتلهم جميعاً.

يأتى هذا فى الوقت الذى قال أفاد فيه مراسل وکالة الانباء الطلابية "إسنا" أن نائب برلمانی أكد أن 4 أشخاص مسلحین دخلوا قاعة البرلمان واستهدفوا عددا من الحراس وتم إصابة 3 أشخاص، موضحا أن المسلحین موجودون فی مکاتب النواب، كما أید نائب آخر خبر مقتل حارس أمن البرلمان إثر حادث إطلاق النار.

وفى نفس السياق أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومی والسیاسة الخارجیة للبرلمان حسین نقوی حسینی عن إلقاء القبض علی أحد المسلحین الـ4 وإصابة 8 أشخاص، وأکد المدیر العام لدائرة العلاقات العامة فی المجلس علی إحلال الأمن فی قاعة البرلمان وقیام النواب باستئناف عملهم.

هذا التضارب فى المعلومات بين نواب البرلمان وفقا لمراسل الوكالة الإيرانية والتصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤول الإيرانى تعكس تناقضا فجا فى صحة الأمر برمته، كما تفضى إلى شك كبير فى كل ما يصدر عن المسؤولين الإيرانيين فى المناسبات اللاحقة.

بموازاة ذلك قلل المرشد الإيرانى على خامنئى من أهمية الاعتداء الإرهابية واضفا إياه بالألعاب النارية، مؤكدا أن الاعتداءات الإرهابية التى وقعت فى طهران ـ الأربعاء ـ لن تؤثر مطلقاً على إرادة الشعب الإيرانى ولن تعرقل مسيرته إلى الأمام.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية حكومية عن خامنئى فى أثناء استقباله أعضاء التنظيمات الطلابية بالجامعات الإيرانية، متحدثا عن الهجمات الإرهابية التى طالت العاصمة طهران، قوله: "إن المفرقعات التى شهدناها اليوم لن تقهر إرادة الشعب الإيرانى".

وأشار، الرجل الذى أصيبت ذراعه اليمنى فى عملية إرهابية مماثلة بالعام 1981 إثر تفجير الحزب الجمهورى الإسلامى، إلى أن الشعب الايرانى يواصل تقدمه، مضيفا: "وليعلم الجميع بأن هؤلاء أحقر من أن يقهروا إرادة الشعب الإيرانى ومسؤولى البلاد وطبعاً هذه الأحداث أثبتت بأنه لو لم تتصدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لهذه الفتن فى بؤرتها لواجهت العديد من المشاكل من هذه الناحية، وبعون الله سيتم اجتثاث هؤلاء"، وفقا لقوله.

ومن جهته أكد الرئيس الإيرانى حسن روحانى أن الشعب الإيرانى أثبت مرة أخرى أنه سيفشل دسائس الأعداء من خلال تعزيز وحدته وانسجامه، مؤكدا أن الحادثين الإرهابيين اللذين وقعا الأربعاء "أمر طبيعى".

وأضاف روحانى فى بيان له بخصوص الاعتداءين الارهابيين اللذين استهدفا مجلس الشورى الاسلامى ومرقد الخمينى أن هذه الاعتداءات الجبانة التى نفذها اليوم عدد من المرتزقة الارهابيين والتى راح ضحيتها عدد من المواطنين الابرياء والصائمين بجوار مرقد مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية وبيت الشعب، ليست أحداثا غير متوقعة.

وشدد على أن إيران اليوم وبعد أربعة عقود من الثورة الاسلامية وتبلور سيادة الشعب الدينية وبفضل القيادة الحكيمة لقائد الثورة الإسلامية وكذلك اقتدار وتماسك القوى الامنية والدفاعية والاستخباراتية وقوى الامن الداخلي، تعد أكثر البلدان أمنا فى وسط منطقة مضطربة، ومن جهة أخرى فإن التواجد منقطع النظير للشعب عند صناديق الاقتراع برهن مرة اخرى على التلاحم الوطنى ودعمه الشعبي.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة