بالصور.. رمضان فى النوبة "شكل تانى".. إفطار "السناسل والأبريق" لا غنى عنهما

الأربعاء، 07 يونيو 2017 11:45 م
بالصور.. رمضان فى النوبة "شكل تانى".. إفطار "السناسل والأبريق" لا غنى عنهما
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتميز كل مجتمع فى صعيد مصر عن غيره بمجموعة من العادات والتقاليد التى يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل، خاصة فى شهر رمضان الكريم، وفى أقصى جنوب الصعيد دائماً ما يأتى أبناء النوبة بالعادات والتقاليد الخاصة بهم فى الإفطار والسحور وليال رمضان، فـ"الدوكة والسناسل والأبريق والمسحراتى النوبى" عادات سكان بلاد الذهب فى أسوان.

وجيه حسن، موظف، من أبناء النوبة بأسوان، يفتتح الحديث قائلاً: "رمضان فى النوبة دائماً ما يأتى بطابع متميز عن غيره، ويحمل عادات وتقاليد تختلف عن غيرها من الموجودة فى المجتمعات الأخرى المصرية، ومنها ما زال يحتفظ به الأجيال ومنها ما أندثر مع الوقت لظهور التكنولوجيا الحديثة وشاشات التلفاز والإنترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى، وغير ذلك من وسائل ساعدت على اختفاء بعض عادات وتقاليد أبناء النوبة فى رمضان".

محمد صبحى، مرشد سياحى نوبى، أضاف لـ"اليوم السابع"، أن النوبى القديم كان يشتغل بالزراعة، وفى قرية غرب أسوان نسبة كبيرة من سكانها يعملون حالياً بالزراعة وهى قرية تحتفظ بكثير من العادات والتقاليد القديمة لأن الجزر تمتاز بالعزلة، ويخرج سكانها لسقى الأراضى فى ليالى رمضان، وذلك لأن السقى يكون بواسطة الساقية وكانت تسقى ليلاً، لأن المزارعين يبذلون مجهوداً كبيراً لا يطيقون بذله فى نهار رمضان تحت حرارة الشمس، كما أن رى المياه ليلاً يساعد على منع تبخر المياه وبالتالى تستفيد الأراضى من مياه الرى.

وأشار "صبحى"، إلى أن النوبى يأخذ مستمداته الغذائية فى رمضان من الأراضى الزراعية بدءاً من التمر على النخل، وأيضاً الخضروات والفاكهة المختلفة التى تستخدم فى العصائر الرمضانية، ولكن أكثر ما يشتهر بين أبناء النوبة من العصائر هو "الأبريق" وهو مشروب قديم عبارة عن رقاق خليط دقيق القمح والذرة مع الخميرة ويترك لمدة يومين ويفرد على الساقة، وكانت النساء تحرص على تجهيزه قبل حلول شهر رمضان بنحو شهر أو أكثر، ويصب مع الماء أو الليمون، كما يحرص أبناء النوبة على تناول مشروب "الخشاف" وهو التمر المنقوع فى المياه أو اللبن، وأيضاً "الكاركديه" وهو المشروب الذى تشتهر به محافظة أسوان.

وعن الأكلات النوبية فى رمضان، توضح السيدة أسماء من قرية غرب أسوان النوبية، أن أشهر ما يتناوله الصائمون فى النوبة هو "فتة السناسل"، وهى عبارة عن ملوخية أو كسبرة خضراء توضع على الرقاق المصنوع على "الدوكة" وهى صاج حديدى يأخذ الشكل الدائرى، وتقطع الرقاق إلى قطع متوسطة وتوضع فى إناء كبير وعميق ثم يصب فوقه الملوخية أو الكسبرة الخضراء، وتؤكل بدون ملعقة، وتكون خفيفة على المعدة سهلة الهضم، ويفضل أكلها كبار السن.

وتضيف أسماء النوبية، أن هناك أكلات أخرى تنتشر فى المجتمع النوبى، ومنها "الجاكود" وهى عبارة عن سبانخ أو ملوخية مع ثلاثة ملاعق باميا ناشفة مطحونة، وملعقة صغيرة كربونات، وبصلتان، وملح وفلفل، وشبت، وحزمتان من الكسبرة الخضراء، والتى يتم قطفها ثم غسلها بالماء وتضاف بعد ذلك إلى شوربة اللحم أو الدجاج بأوراقها كاملة بدون تقطيع وتضاف إليها قليل من الكربونات، ثم يتم ترك الخبيزة لكى تغلى لمدة دقائق قليلة بدون تغطية الإناء، ثم يتم فرك الخبيزة بمفراك خشبى، وبعد ذلك يضاف إليها قليل من البامية الناشفة، ويتم إحضار الثوم ويقدح فى السمن ويضاف إليه الخبيزة، وبعد النضج يتم قلى بيضتين فى السمن ثم يضاف عليها الخبيزة وتؤكل بخبز الدوكة الذى يسمى فى اللغة النوبية "كالفتى" بما يشبه "الفتة"، مشيرة إلى أن السحور كان عبارة عن اللبن الرايب والعسل الأسود وأيضاً الشعرية باللبن، لأنها تعطى طاقة للصائم خلال يومه التالى.

وحول عادات وتقاليد الإفطار، قال الشيخ محمد عبد العزيز، وكيل وزارة الأوقاف السابق وأحد أبناء قرية تنقار النوبية، إن العادة جرت بين أبناء النوبة قديماً أن يتناولوا إفطار رمضان أمام باب المنزل، حتى يتسنى للمار فى الطرقات ولن يتمكن من الإفطار فى منزله أن يتناول مع جاره الإفطار، فيضع النوبى "الصينية" خارج المنزل وقد جهزها بالأكلات النوبية ووضع بجانبها العصير ثم يتناول الإفطار أمام باب منزله مع أولاده وزوجته، مضيفاً أن من العادات أيضاً هو الإفطار الجماعى فكان كل نجع يعزم جاره أسبوعياً وكان معظم أيام رمضان يفطر النوبى خارج منزله.

وتابع الشيخ محمد عبد العزيز، بأن قرية تنقار النوبية، المطلة على النيل تحرص على الاحتفاظ بعادة الإفطار الجماعى منذ أكثر من 25 سنة مضت لأهالى القرية بالكامل، بجانب دعوة القيادات الشعبية والتنفيذية بمدينة أسوان، وسط أجواء من المحبة والألفة بين جميع المشاركين فى الإفطار.

وأكد وكيل وزارة الأوقاف السابق بأسوان، أن المشهد التلاحمى للصائمين المصطفين فى صفوف متوازية ومن حولهم مجموعة من الشباب تساعد على تجهيز موائد الإفطار يدل على روح الألفة وإزاحة الشحناء، ويكون الإفطار فرصة لتلاقى أهالى القرية المقيمين فى أنحاء متفرقة بمدينة أسوان والذين اضطروا إلى ترك العيش فى تنقار بسبب نقص الخدمات أو لظروف العمل والدراسة.

      رمضان فى النوبة
رمضان فى النوبة

 

           إعداد العصائر والتمر
إعداد العصائر والتمر

 

           أهالى قرية تنقار
أهالى قرية تنقار

 

            توزيع العصائر
توزيع العصائر

 

         الإفطار الجماعى فى قرية تنقار
الإفطار الجماعى فى قرية تنقار

 

           الأطفال يجهزون الإفطار للصائمين
الأطفال يجهزون الإفطار للصائمين

 

           أهالى النوبة
أهالى النوبة

 

           الإفطار الجماعى بقرية تنقار
الإفطار الجماعى بقرية تنقار

 

 

 

 

       







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة