الأمير نصرى

الله أكبر.. سر النصر

الثلاثاء، 06 يونيو 2017 12:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الله أكبر الله أكبر الله أكبر" كلمات عظيمة وصرخات مدوية أرجفت قلب العدو الصهيونى وقلت من عزيمته وجبروته، وكانت سر النصر، حيث انطلق جنودنا البواسل كالصاعقة، وسطروا فى التاريخ نصرا عظيما بحروف من نور، نصر العزة والكرامة، نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، واستطاع الجيش المصرى العظيم أن يعيد لمصر فرحتها وكرامتها من جديد، وأن يحول مرارة كأس هزيمة 67 إلى ملحمة انتصارية خالدة.
 
بدأت الحرب فى الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر لعام 1973 والعاشر من رمضان الموافق 1393 هجريا، هذا اليوم كان يوافق عيد الغفران عند اليهود، واقتنص الرئيس السادات هذه الفرصة بما عرف لديه من حيله ومكر، ليحدد هذا التوقيت ميعادًا للحرب فى وقت انشغال اليهود بعيدهم، وشن الجيشان المصرى والسورى هجوما على قواعد ومراكز الجيش الإسرائيلى، حيث هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفى عمق شبه جزيرة سيناء، بينما هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية فى مرتفعات الجولان. 
 
فى البداية، حشدت مصر 300,000 جندى من القوات البرية والجوية والبحرية، وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من 5 فرق مشاة و3 فرق مشاة آلية وفرقتين مدرعتين إضافة إلى عدد من الألوية المستقلة وتشمل لواءين مدرعين و4 ألوية مشاة و3 ألوية. 
 
وتهدف خطة الهجوم المصرية على اقتحام خط بارليف الدفاعى، الذى أنفقت إسرائيل على إنشائه 300 مليون دولار، وتم ذلك عن طريق دفع 5 فرق مشاة شرق قناة السويس فى 5 نقاط مختلفة، واحتلال رؤوس كبارى بعمق من 10-12 كم وهى المسافة المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوى فى حين تبقى فرقتان مدرعتان وفرقتان ميكانيكيتان غرب القناة كاحتياطى تعبوى فيما تبقى باقى القوات فى القاهرة بتصرف القيادة العامة كاحتياطى استراتيجى.
 
فى إسرائيل دوت صافرات الإنذار فى الساعة الثانية لتعلن حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلى الإرسال رغم العيد، وبدأت عملية تعبئة قوات الاحتياط لدفعها للجبهة، وانجزت القوات المصرية فى صباح يوم الأحد 7 اكتوبر عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة فى الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعى. 
 
ونجح الجيش المصرى فى اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، كما منع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، واستطاع الجيش المصرى أن يحطم أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، فى سيناء المصرية، واسترد الجيش المصرى، قناة السويس وجزءًا من سيناء. 
 
كما استطاع الجيش السورى تدمير التحصينات الكبيرة التى أقامتها إسرائيل فى هضبة الجولان، وحقق الجيش السورى تقدمًا كبيرًا فى الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل الشيخ مما أربك الجيش الإسرائيلى، كما تمكن من استرداد جزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة فى سورية، وتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذى يقضى بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر 1973، وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولى قرارا اخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.
 
 وفى نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة فى "كامب ديفيد" 1979.
 
 انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك فى 31 مايو 1974، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
 
كسبت مصر من هذه الحرب أشياء كثيرة منها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضى فى شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنطرة وعودتها للسيادة السورية، وتحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتى كان يقول بها القادة العسكريين فى إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتى عقدت فى سبتمبر 1978 على إثر مبادرة الرئيس انور السادات التاريخية فى نوفمبر 1977 وزيارته للقدس، وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة