مؤلف موسيقى لبنانى يترجم على اللوحات علاقة الأنغام بالألوان والأشكال

الأحد، 04 يونيو 2017 04:30 م
مؤلف موسيقى لبنانى يترجم على اللوحات علاقة الأنغام بالألوان والأشكال الفنان وليد نحاس
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 فى معرضه التجريدى المنفرد الثانى (الحواس المتحركة) يحاول الفنان اللبنانى وليد نحاس أن يبرهن أن الفنون على أنواعها مترابطة من حيث قدرتها على استحضار مختلف الأحاسيس أو ترجمتها.
وليد نحاس هو فى الأصل مؤلف موسيقى وعازف بيانو متخصص فى الأنغام الكلاسيكية منذ ما يقرب من أربعة عقود، لكنه يحاول من خلال تقنية الأكريليك على الكنفاه أن يجعل الأشكال المبهمة فى إطلالتها تبدو وكأنها تنساب فى كل الاتجاهات بطريقة سلسة وإيقاعية تساير الأنغام الموسيقية التى لا يمكن حصرها داخل إطار تقليدى محدد.
 
وعلى موسيقى غير تلك التى يؤلفها، يترجم نحاس على الكنفاه أو على قطع كبيرة من الأقمشة الكتانية، الأنغام التى استمع إليها خلال الرسم أو التى ما زالت عالقة فى ذهنه.يقول نحاس "كل ما أنجزه يتمحور على الموسيقى".
 
بدأ نحاس العزف على البيانو وهو فى التاسعة من عمره وله العديد من المؤلفات الموسيقية التى يقول عنها النقاد فى لبنان إنها نابعة من الروح وليست أكاديمية أو كلاسيكية من حيث معالجتها.
 
ويعرض نحاس فى بيروت 23 لوحة على أقمشة قياسها كبير جدا لتطل اللوحة الواحدة فى صورتها النهائية وكأنها رواية كاملة أو مقطوعة موسيقية تعبر بطريقة أو أخرى عن مكنونات روحه وبعض نزواتها.
 
تبدو اللوحات وكأنها أقرب إلى مهرجان زاه من الألوان، بعضها هادئ وبعضها يحتفل بجمال الحياة بما يشبه الصخب الأنيق الذى لا يستفز العين بل يجذبها من خلال لعبة إغواء ساكنة وغير مضطربة.
 
وقال "نحاس" إنه اكتشف مبكرا أن الفنان يمكن أن يعيش لحظات افتتان غير عابرة مع أكثر من وسيلة فنية "ولكن المسألة تتطلب الكثير من الوقت، فأنا شخصيا انتقلت إلى الرسم الذى أتفانى به تماما كالعزف والتأليف الموسيقى بعد سنوات طويلة من انغماسى فى الأنغام والألحان".
 
وأضاف "كانت رحلة طويلة ولكنها كانت مشوقة. فجأة وجدت نفسى أتجه إلى التعبير من خلال الأشكال والألوان بالشغف عينه الذى أعبر فيه موسيقيا. ولكننى أعترف أننى أركز على نمط فنى واحد لفترة طويلة، وما أن أشعر بأننى عبرت كليا عما كان يخالجنى من أحاسيس أنتقل عندئذ إلى النمط الفنى الآخر".
 
واكتشف نحاس خلال إنجازه اللوحات التجريدية أن عملية الخلق متشابهة فى كل الفنون. يقول "حركة اليد خلال الرسم متطابقة للحركة التى تنبثق من أعماقى عندما أعزف على البيانو من حيث الرشاقة والسلاسة. فرشاة الرسم تنساب بين يدى بالخفة عينها التى تنساب فيها أصابع اليدين عندما أعزف وأحيانا بالحدة عينها".
 
يعلق قائلا "كل مفتاح على آلة البيانو يستحضر صورة محددة أو فكرة محددة أو إحساسا معينا. والمسألة متشابهة خلال الرسم إذ أن كل شكل، وإن كان مبهما وغير واضح الملامح، يترجم لحظة معينة أو رغبة معينة".
 
ويؤكد نحاس أنه تأثر كثيرا بعلاقة الصوت بالألوان ومن هنا أصر على تكريس الكثير من الجهود على النمطين "وإذا أردت أن أكون شديد الدقة لا بد من أن أقول إننى أحاول أن أفهم الأمور من خلال الحواس سواء كنت أعزف أو أؤلف أو أرسم".
 
يضيف قائلا "لكننى لا أستمع إلى مقطوعاتى الخاصة عندما أنجز اللوحات. أصر على التأثر بموسيقى لا تشبهنى بالضرورة".
 
استعان نحاس فى معرضه بأدوات متعددة لا علاقة لها بفرشاة الرسم ومنها على سبيل المثال الشوك والسكاكين والملاعق المسطحة. كما اختار طلاء الأكريليك ليحصل على الأشكال المائعة والسلسلة التى تنساب فى كل الاتجاهات على اللوحة الواحدة.
 
وقال إن العمل على المعرض الحالى استغرق نحو عامين "ولم أتمكن من السيطرة كليا على التقنية الحالية إلا بعد العديد من المحاولات والساعات الطويلة من الرسم المتواصل".
 
وأضاف "لوحاتى هى موسيقى مرئية تتضمن الإيقاع والعواطف والأنغام. وأعترف أن عملية الخلق بالنسبة إلى هى رحلة عاطفية وليست أبدا فكرية أو عقلانية".
يستمر المعرض المقام فى شارع الحمراء بوسط بيروت حتى 23 يونيو.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة