وفاء عبدالسلام

دورة رمضانية «الحب»

السبت، 03 يونيو 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا» 
قال قتادة: ذكر لنا أنَّ كعبًا كان يقول: إنَّما تأتى المحبَّة من السَّماء.
 
 إنَّ اللَّه تبارك وتعالى إذا أحبَّ عبدًا قذف حبَّه فى قلوب الملائكة، وقذفته الملائكة فى قلوب النَّاس، وإذا أبغض عبدًا فمثل ذلك، لا يملكه بعضهم لبعض.
 
وعن أبى هريرة رضى الله عنه، عن النَّبى صلى الله عليه وسلم، (أنَّ رجلًا زار أخًا له فى قرية أخرى، فأرصد الله له، على مدرجته، ملكًا فلمَّا أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لى فى هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربَّها؟ قال: لا، غير أنِّى أحببته فى الله عزَّ وجلَّ، قال: فإنِّى رسول الله إليك، بأنَّ الله قد أحبَّك كما أحببته فيه).
 
وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه، أنَّ رسول الله صلى عليه وسلم أخذ بيده،  وقال: (يا معاذ، واللَّه إنِّى لأُحبُّك، واللَّه إنِّى لأُحبُّك، فقال: أوصيك يا معاذ، لا تدعنَّ فى دبر  كلِّ  صلاة  تقول:  اللَّهمَّ  أعنِّى على ذكرك، وشكرك،  وحسن عبادتك) 
وعليه فمن أحبَّ أحدًا يستحبُّ له إظهار المحبَّة له.
 
ولو تحابَّ النَّاس، وتعاملوا بالمحبَّة لاستغنوا بها عن العدل، فقد قيل: العدل خليفة المحبَّة يُستعمل حيث لا توجد المحبَّة، ولذلك عظَّم الله تعالى المنَّة بإيقاع المحبَّة بين أهل الملَّة، فقال عزَّ مِن قائل: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا» أى: محبَّة فى القلوب، وهى أفضل من المهابة؛ لأنَّ المهابة تنفِّر، والمحبَّة تؤلِّف، وقد قيل: طاعة المحبَّة أفضل من طاعة الرَّهبة، لأنَّ طاعة المحبَّة من داخل، وطاعة الرَّهبة من خارج، وهى تزول بزوال سببها، وكلُّ قوم إذا تحابُّوا تواصلوا، وإذا تواصلوا تعاونوا، وإذا تعاونوا عملوا، وإذا عملوا عمَّروا، وإذا عمَّروا عُمِّروا وبورك لهم.
 
وللمحبة أسباب جالبة لها، توجب المحبَّة فى قلوب الآخرين؛ كخدمة الآخرين والسعى لمنفعتهم، وتقديم الهدية للآخرين، التواضع للآخرين والإحسان إليهم، والبشاشة والابتسامة، والبدء بالسلام، والجود والكرم، والابتعاد عن الحسد، والتعامل بصدق وأمانة، والوفاء بالعهد، وزيارة الآخرين وتفقد أحوالهم، وإنزال الناس منازلهم، والالتزام بالأخلاق الإسلامية.
 
ولعل من أجمل صور الحب حب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة فعنها رضى الله عنها: (أنَّ نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفيَّة وسودة، والحزب الآخر أمُّ سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان المسلمون قد علموا حبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هديَّة يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّرها، حتَّى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيت عائشة بعث صاحب الهديَّة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيت عائشة، فكلَّم حزب أمِّ سلمة فقلن لها: كلِّمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلِّم النَّاس فيقول: من أراد أن يهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديَّة فليهدها حيث كان من بيوت نسائه، فكلَّمته أمُّ سلمة بما قلن، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لى شيئًا، فقلن لها: فكلِّميه. قالت: فكلَّمته حين دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لى شيئًا، فقلن لها: كلِّميه حتَّى يكلِّمك، فدار إليها فكلَّمته، فقال لها: لا تؤذينى فى عائشة؛ فإنَّ الوحى لم يأتنى وأنا فى ثوب امرأة إلَّا عائشة. قالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله، ثمَّ إنَّهنَّ دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: إنَّ نساءك ينشدنك العدل فى بنت أبى بكر، فكلَّمته، فقال: يا بنيَّة، ألا تحبِّين ما أحبُّ؟ قالت: بلى، فرجعت إليهنَّ فأخبرتهنَّ، فقلن: ارجعى إليه، فأبت أن ترجع...)
اللهم إنا أسألك حبك وحب من يحبك، والعمل الذى يبلغنا حبك. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة