فاطمة ناعوت: مسلسل الجماعة 2 عمل عظيم و"ناصر" ليس البطل

‎قالت الشاعرة فاطمة ناعوت، إن مداخلة عبد الحكيم جمال عبد الناصر مع الكاتب وحيد حامد فى برنامج الإعلامى حمدى رزق، تثبت أن نجل الزعيم يمتلك عقل مهندس موضوعى واع ومنظم؛ لا يأخذه الهوى ولا يحكم إلا بعد التحليل. 

 

وأضافت "ناعوت" فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع، ‎تحية احترام للمبدع وحيد حامد، على الجزء الثانى من "الجماعة"، عمل عظيم كمجمل أعماله الملهمة، ولى ملاحظتان فى شأن انتماء ناصر أو عدم انتمائه للإخوان، أولا المسلسل لم يكن عن حياة الزعيم جمال عبد الناصر، إنما كان جمال عبد الناصر شخصًا من عشرات الأشخاص الذين عاصروا تلك الحقبة التى تناولها المسلسل الذى أراد بالأساس أن يشرح ويُشرّح فكر وفعل  وأثر "جماعة الإخوان" على تاريخ مصر، بينما كانت تلك الجماعة الإرهابية هى محور المسلسل وكانت البطل الأساس،  وبالتالى لم يتناول المسلسل كل تفصيلة فى حياة الزعيم جمال عبد الناصر، إنما ذُكر ناصر بوصفه خيطًا من الخيوط التى عاصرت الإخوان فى حقبة من حقبها التى بدأت عام ١٩٢٨، (وكان ناصر طفلا فى العاشرة)، وبوصفه، ناصر، قائدًا لتيار مصيرى واكب التيارات السياسية الأخرى التى اشتبكت مع تيار الجماعة الإرهابية الآثمة خائنة الوطن، خائنة الجمال والحق، منذ نشأتها وحتى نهاية تلك المنظومة الفكرية الركيكة، بإذن الله.

 

‎وأضافت فاطمة ناعوت، الملاحظة الثانية هى أن جنوح جمال عبد الناصر نحو جماعة الإخوان فى فترة ما فى بداية حياته، أو حتى انتماؤه لها لفترة قصيرة، حتى تبيّن له الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وحتى تأكد له زيفها وخواؤها وخوارُها وعوارُها، لا يقلل مطلقًا منه ولا ينال مطلقًا من تاريخه المشهود، ومن المراهقة الطفولية أن يرفع محبّوه النصال حادةً مُشهرةً فى محاولة لنفى تلك الرواية، سواءً صدقت أم لم تصدق، وكأنهم ينفون عنه جريمة كبرى وشائنة عظمى!، فمن الطبيعى جدًّا وجدًّا أن يتقلب الشابُّ، أى شابٍّ، فى بداية حياته، بين كافة الفلسفات والمذاهب والتيارات الفكرية والانتماءات الساسية، وحتى العقدية، حتى يتمَّ نضجه الفكري، فيثبُت، من ثم، على ما يتفق مع نهجه الفكرى، تمام الاتفاق، ذلك التبدّل بين الأفكار، لا ينتقص من هذا المرء أو ذاك، بل هو دليل على أنه امرؤ "عاقل"، وليس "ناقلا" يسير مع الركب وينقل عن سابقيه أفكارهم ويميل ميلهم ويهوى هواهم، دون أن يختبر الأفكار ويختبر نفسه. 

 

‎وأشارت "ناعوت" إلى أنها سوف تتناول رؤيتها عن العمل ككل فى مقال تفصيلى قادم.

 

 وفى النهاية قالت "‎تحية احترام للسيناريست وحيد حامد ولكل صنّاع هذا العمل الخالد، وتحية احترام للزعيم جمال عبد الناصر، وتاريخه الذى له ما له وعليه ما عليه، وتحية احترام لصديقى وزميل دراستى مهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر".