بصوت مفعم بالبهجة والعفوية دخلت ابنة مدينة القنايات بالشرقية كل بيت مصرى، وكانت جزءًا من طقوس الفرحة داخله، حاضرة بأغنيات حفلات الزفاف المبهجة المحرضة على الرقص بالمذاق المصرى الخالص، وحاضرة فى المناسبات الدينية بمديح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفى وداع الحجاج واستقبالهم، واستقبال المولود الجديد، وحتى فى المناسبات الوطنية. عشرات الألوان الغنائية احترفتها «فاطمة عيد» بنفس الدرجة من البراعة والبساطة وقدمتها بالتعاون مع كبار الكتاب والملحنين فى مصر، لتفرض نفسها كصوت لا يتكرر على الساحة الغنائية برصيد تخطى الـ 800 أغنية والـ 45 ألبومًا. وعلى مدار مشوارها الفنى الممتد منذ وقفت على مسرح الجمهورية للمرة الأولى فى السبعينيات، وحتى الآن أثبتت أن اختيار المنتج «موريس اسكندر» لاسمها الفنى «فاطمة عيد»، كان موفقًا لأبعد حد، وكأنه تنبأ منذ بداياتها المبكرة بأن تكون سفيرة للفرحة والأعياد على اختلاف أنواعها. وبالبساطة نفسها التى اخترقت بها قلوب الملايين وتربعت داخلها تحدثت المطربة فاطمة عيد إلى «اليوم السابع» فى حوار خاص كشفت فيه عن أسرارها طوال فترة الغياب، وتحدثت فيه من القلب عن حياتها الخاصة، كما كشفت عن تفاصيل عودتها للساحة الغنائية قريبًا، وإلى نص الحوار..
الغياب طال يا حاجة فاطمة وحشتينا..
انتو وحشتونى أكتر، وأنا راجعة قريب بأغانى حلوة أوى أوى، «درر» أنا ما خرجتش عن اللون بتاعى عشان الناس حبتنى فيه أوى. وأنا الحمد لله فى لونى لا بنافس حد ولا حد بينافسى. حتى شركات الكاسيت لما حاولت تجيب صوت زى صوت فاطمة عيد مالقوش».
وما سبب اختفائك عن الأضواء لفترة طويلة؟
- بعفوية ردت: «أنا بغنى وموجودة لكن الثورة خلت 3/4 الفنانين يكتئبوا» وأوضحت: لم أتعمد الابتعاد عن الغناء أو أقرر الاختفاء عن الساحة بالعكس كان يأتينى العمل، ولكننى كنت أضطر لرفضه بسبب عدم الاستقرار الأمنى وحوادث «تثبيت الناس»، وقطع الطريق و«العمر مش بعزقة»، وزوجى لواء شرطة ويعرف جيدًا هذه المخاطر بالتالى كان يمنعنى من العمل.
أطلقتى قبل شهور أغنية «اطمنى» عبر الإنترنت ما السبب؟
- «نزلتها لأنى حبيت الأغنية دى أوى، وفى نفس الوقت أنا مقلة فى الظهور التلفزيونى فحبيت أنشرها من خلال النت.. النهاردة أى حاجة على اليوتيوب العالم كله شايفها.
وما السر الذى جمعك بالفنانة أمينة؟
- من فترة عملت أغنية يا مراكبى مع أمينة و«كسرت الدنيا على النت» فصورناها. الأغنية عملتها من غير مقابل عندما قابلتنى أمينة فى فرح وقالت لى أمنية حياتى أسجل معاكى قلت لها لو الأغنية عجبتنى هسجلها من دون مقابل.. ونجاح الأغنية دى كنز بالنسبة لى وأنا بحب أمينة، وأعتبرها بنتى وهى متألقة ومتجددة وطموحة والفنان لما يبقى طموح بيوصل لقلوب الناس.
دشنتِ مؤخرًا حسابًا رسميًا على «فيسبوك» فهل تديرينه بنفسك أم تستعينى بمتخصصين؟
- «لأ. بتابعه بنفسى. وبرد على أى حد بيكلمنى عشان حب الناس ليا دا يساوى الدنيا وما فيها».
ماذا دفعك للاهتمام بالسوشيال ميديًا مؤخرًا؟
عملت حساب رسمى لأنى لقيت ناس كتير ناشرة الأغانى بتاعتى وألبوماتى كاملة وبتستفيد بيها قلت لازم يبقى فى وقفة عشان الواحد يحس بقدره مش عشان الفلوس، وتسوى الدنيا إن الواحد يحس إن جمهوره بيحبه فى كل حتة.
هل كنتِ متوقعة قبل متابعة السوشيال ميديا أن أبناء هذا الجيل لا يزالوا يسمعون أغانيك؟
كنت متأكدة لسبب أنه فى أى مكان أوجد فيه أجد الشباب من كل الأعمار يطلبوا التصوير معى، شباب وكبار وكل الأعمار الحمد لله.. «أنا دخلت قلوب الناس من حب ربنا ليا ما فرضتش نفسى عليهم».
قدمتِ عدد كبير من أغانى الأفراح خلال مشوارك الفنى فما رأيك فى أغانى المهرجانات التى تسيطر على الأفراح هذه الأيام؟
بانفعال تجيب «المهرجانات دى جاية من برة إنتى بتسمعيها بتستوعبى حاجة ولا تعرفى راسك من رجليكي؟ - لا كل من ركب الحصان خيال ولا كل من عزف الناى بقى زمار ولا كل من قال ياليل بقى فنان».
كيف اختلفت الأفراح الآن عنها فى الماضى؟
- الناس النهاردة إمكاناتها المادية مش قد كده، وسرعة الحياة خلت الناس كلها مدووشة والحياة بقت سريعة، وبقى الدى جى فى كل فرح أوفر، لكن الناس زمان كانت سميعة، وبيتنافسوا بينهم لو فلان جاب فاطمة عيد يبقى أنا لازم أجيب فاطمة عيد، عشان اليوم اللى كنت بروح فيه أى فرح كان بيؤرخ فى يوم كذا فى شهر كذا فى سنة كذا غنت فاطمة عيد فى الفرح.. وأنا كنت بحب الأفراح وأحب إنى يوم ما أروح فرح فى حتة البلاد اللى حواليها كلها تتقلب.. وطبعًا لما أشوف الناس دى كلها بتحبنى عندى تساوى الدنيا وما فيها.
هل يعامل الفن الشعبى الآن كأنه درجة ثانية؟
- الفن الشعبى مش درجة تانية، الفن الشعبى السهل الممتنع هو اللى المفروض يبقى درجة أولى لأن أغانى الفلكلور هى اللى بتعبر عن الشعب. الفلكلور دا تاريخ المفروض يدرس لأولادنا عن البيئة عن العادات عن التقاليد عن الفرح عن المحنة عن الشدة المفروض كل دا يتدرس.
هل ساعدتك نشأتك فى الشرقية فى مشوارك الفنى؟
- طبعًا أنا خرجت أقول الأغانى اللى سمعتها من جدتى وأهلى، وكنت أختار دائمًا أغانى الفلكلور وأعرضها على شعراء ليحذفوا الكلمات الخارجة منها ويعيدوا تهذيب الأغنية لتمر من الرقابة لأن الأغانى الفلكلورية كانت أحيانًا فيها كلام ما ينفعش.
هل تحتفلى بالعيد فى الشرقية؟
- لا للأسف لم نعد نذهب إلى هناك بعد أن توفت أخت زوجى التى كنا نزورها كل سنة.. بحتفل بالعيد مع أولادى هنا فى البيت.
هل اختلف إحساسك بطعم العيد الآن؟
- العيد طعمه اختلف تمامًا فالأحياء الشعبية غير «الأحياء الأفرنجى»، فى الأحياء الشعبية تحس بجمال رمضان وحلاوة العيد والعادات الحلوة والتراحم والمودة لكن فى «الكامبوندات» هنا كل واحد فى حاله وماحدش بيعرف حد.
ما طقس العيد الذى لا تتنازلى عنه أبدًا؟
- الكحك والبسكوت والبيتى فور من الطقوس اللى ما اتنازلش عنها أبدًا لكن مش هكدب ما بقتش اعمل فى البيت مابقاش فى الصبر وطولة البال بتاعة زمان للأسف.. رغم إنى طباخة شاطرة وأحسن واحدة تعمل الحمام، مافيش أى حد يعمله زيى وأحسن واحدة تعمل الأرانب والملوخية لدرجة إننا جبنا بدل الطباخ كذا واحد، لكن جوزى قالى يا حاجة مش حاسس بطعم الأكل.. لأن الأكل نفس حتى كوباية الشاى نفس.
بمناسبة حديثك عن «الحاج».. كيف دعمك زوجك فى مشوارك الفنى؟
- بعيون تلمع بالمحبة تتحدث عن زوجها اللواء شفيق الشايب: أنا مدينة له بنجاحى مش مجرد كلام.. هو ليس فقط زوجى لكنه فنان حقيقى لحن لى وألف لى وحتى فى فترة عندما قل إنتاج شركات الكاسيت ولم تعد تنتج أنتج لى.
كم عام مر على زواجكما؟
- تضحك وترد «أنا متجوزة بقالى كتير.. بس مش هقول كام سنة عشان ما اتحسدش»
هل تزوجتما عن قصة حب؟ وكيف حدث؟
- ترد فورًا: «اتجوزنا عن حب سنتين.. واتعرفت عليه فى القسم. وقتها كان لسة رائد وكنت أمر بمشكلة مع الجيران. توسط لى زوج أختى بليغ، رحمه الله، وحصلنا على كارت من قريب له وأخبرنى أننا سنلتقيه فى مديرية أمن الجيزة ليحل لنا مشكلتنا.. وقتها قلت بـضحك «أنا هتجوزه يا بليغ وكأنها اتكتبت عند ربنا».. وفعلًا قابلناه «وقف جنبى وقفة رجولة وحبينا بعض والحمد لله إننا مكتوبين لبعض».
وما سر نجاح واستمرار علاقتكما حتى الآن؟
سر النجاح هو الاتفاق بين الزوج والزوجة.. إحنا متفقين وفاهمين بعض، زوجى فنان وملحن ومؤلف وفاهم شغلى وحتى الآن محافظ على تراثنا الغنائى.
وهل تستعينى برأيه فى قرارات العمل؟
- «هو ساعات بيفرملنى فى حاجات كتير فى الشغل، لكن بثق إنه مستحيل بمشينى فى طريق مش مظبوط».
هل شعرتِ بالتقصير فى حق أسرتك بسبب العمل؟
- أبدًا.. عمرى ما قصرت فى حق شغلى ولا حق بناتى.. الحياة كانت زحمة وصعبة لكننى كنت دؤوبة وطموحة، والحمد لله ربنا وصلنى لقلوب الناس مش من فراغ.
تستطرد: كنت بشتغل فى مسرحية أرجع البيت 3 صباحًا ولا أنام، أحضر لبناتى الإفطار حتى يذهبن للمدرسة وأجهز لزوجى الإفطار وبعدها أنام، وفى المساء العمل.. والحمد لله عندى 4 بنات بقول عليهم 4 عزب.. ماحدش بيشوفهم إلا ويقول الله أكبر على تربيتى. والحقيقة زوجى كان حريص جدًا على تربيتهن «كان قافل عليهم أوى لكن بينى وبينك كان ضرورى لأن البنت مهما كانت متربية صح الأصحاب ممكن يفسدوا وساعتها الأهل هم الغلطانين».
هل تتمتع شيماء الشايب بمكانة خاصة فى قلبك؟
- لأ مستحيل قلب الأم يفرق بين ابن والتانى، هى فقط آخر العنقود.
هل تمنيتى أن تتبع نفس خطواتك؟
- لأ شيماء مختلفة تحب الأغانى الدسمة وحين يطلب منها أحد أن تقلدنى ترفض وتقول صوت فاطمة عيد لا يتكرر فى لون الأغانى الشعبية المليئة بالفرحة، لكن أنا أميل لأغنيات أم كلثوم والأغنيات الدسمة الثقيلة. تستطرد بفخر: شيماء صوتها حلو جدًا وفنانة حقيقية وقريبًا ستعود للغناء بألبوم جيد جدًا.
العدد اليومى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة