عصر اللاتواصل.. تأثير التكنولوجيا الحديثة على "صلة الأرحام".. أكاديمى: جعلت البشر يعيشون كالأشباح فى المجتمع.. وطبيب نفسى: تتسبب فى ضمور العلاقات الإنسانية.. وعميد دراسات إسلامية يحسم : خطر وقطيعة رحم

الإثنين، 26 يونيو 2017 04:00 م
عصر اللاتواصل.. تأثير التكنولوجيا الحديثة على "صلة الأرحام".. أكاديمى: جعلت البشر يعيشون كالأشباح فى المجتمع.. وطبيب نفسى: تتسبب فى ضمور العلاقات الإنسانية.. وعميد دراسات إسلامية يحسم : خطر وقطيعة رحم تأثير التكنولوجيا الحديثة على "صلة الأرحام"
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ظل التطور التكنولوجى الذى ساد العالم أجمع، أصبح الجميع على اتصال ببعضهم البعض دون الالتقاء أو الحديث المباشر، وذلك باستخدام طرق مختلفة مثل إرسال رسالة على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك، تويتر" وغيرها من التطبيقات، لتعد بديلا عن الحديث المباشر، وبالفعل أثرت تلك الوسائل على مستخدميها، فتجد فى الأعياد بعدما كان السائد هو زيارة الأقارب والأهل  أصبح فى العصر الحالى الاكتفاء بـ"رسالة" على التليفون، ولهذا نستعرض رأى علماء نفس ودين فى هذه الأمر للوقوف على مدى تأثيره على المجتمع وهل يعد صلة رحم حقيقية أم لا.

 

من جانبه قال الدكتور شاكر عبد الحميد،  وزير الثقافة الأسبق، إن تأثير التكنولوجيا الحديثة على المجتمع تحمل أثر سلبيا، والمفترض أن التكنولوجيا تسهل التواصل بين الناس لكن فى واقع الأمر هى باعدت بينهم، وأصبحت وسائل الاتصال غير مباشرة لأن الطريقة المباشرة هى فى العلاقات الحياتية.

 

وأوضح الدكتور شاكر عبد الحميد، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن الاتصال بين البشر أصبح يكفى فى أول الأمر بمكالمة واليوم أصبحت برسالة، فالتكنولوجيا تحول الناس إلى أشباح حاضرين وغائبين فى نفس الوقت، فتحول الإنسانية إلى افتراضية، مضيفا أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت تؤدى إلى العزلة والانفصال وتبلد المشاعر الإنسانية وانقطاع صلة الرحم وتحويل الإنسان إلى رقم، وهذا بالطبع شئ غير جيد لتحويلها للعلاقات الإنسانية إلى ميكانيكيا وتفقد الحميمة والغزلة التدريجية.

 

وقال الدكتور محمد عبد العاطى عميد كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، إن التكنولوجيا الحديثة التى تمنع صلة الأقارب بعضهم ببعض وهم فى نفس البلد الواحدة تعتبر صلة رحم، فهى لا تغنى ولا تسمن من جوع.

 

وأوضح الدكتور محمد عبد العاطى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن صلة الرحم من الأمور التى دعا إليها الإسلام ونادى بها كتاب الله والنبى صلى الله عليه وسلم، حيث يقول الله تعالى فى كتابه "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" سورة "النساء"، فهذا أمر من الأمور العظيمة، وقطع الأرحام يعتبر فسادا فى الأرض، ورسولنا الكريم بين أن صلة الأرحام لا تشترط بها المكافأة، بمعنى ليس شرط أن تصل وتقول أصل من وصلنى وأقطع من قطعنى، ولكن أنت تصل رحمك ولا تنتظر المكافأة، فهذه هى صلة الرحم.

وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية، أن التكنولوجيا الحديثة مثل الفيس بوك وتويتر والواتس اب، منعوا العديد من صلة أرحامهم لدرجة أنك تجد أن الأسرة التى تعيش فى مكان واحد لا يتحدثون مع بعض، بسبب انشغالهم بالمحمول والبرامج الحديثة، فأصبح الأمر مضحكا، فالمجتمع لا يقوم إلا عن طريق التواصل والحديث بطريقة مباشرة، ولكن إذا انعزل الناس عن بعضهم فلن يكون هناك مجتمع.

وطالب عميد كلية الدراسات الإسلامية، المفكرين والدعاة لتنبيه الناس إلى هذه القضية الخطيرة، حيث اصبح الناس يكتفون برسالة للاطمئنان على ذويهم، فهذا المر مخالف للشرع، ولا يجوز إلا لمن هم خارج البلاد ويصعب عليه التواصل مع الأقارب ولكن أهل البلد الواحدة عليهم صلة الأرحام بطرق مباشرة عن طريق التلقى والحديث.

ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد المنعم، استشارى أمراض نفسية وعصبية، إن التخاطب عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الواتس اب والفيس بوك وتويتر يسبب ضمور فى العلاقات الإنسانية، ونتيجة الوقع الافتراضى التى تصنعه.

وأوضح الدكتور محمد عبد المنعم، أن المخاطبة بطرق التكنولوجيا الحديثة يؤدى إلى انتهاء احساس المشاركة، فالكل يكتفى بإرسال رسالة أو إجراء مكالمة قصيرة، وبالتالى لم يتحقق النسبة الطبيعية فى الخطاب اللفظى ولغة الجسد والمشاعر، حيث أن النسبة الطبيعية التى تنتج من خلال العلاقات المباشرة هى 30% لغة خطاب و70% تواصل ومشاعر وهكذا، وبالتالى عند الحديث عبر الوسائل الحديثة يفقد الإنسان الـ 70 % الخاصة بالتواصل المباشر، وبالتالى يؤدى إلى تباعد الناس عن بعضهم وفقد روح التعاون والمشاركة.

وحول تأثير ذلك على الأجيال الجديدة، قال إن النشء للأسف سيكتسب تلك الطريقة بالتعود فيقوم بممارسة سلوكيات هى بالفعل أصبحت أسلوب حياة، فسيصبح هناك ضمور فى العلاقات الإنسانية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة