10 أيام فقط، كانت هى المهلة التى أعطتها الدول العربية لقطر، لتنفيذ 13 شرطًا أو مطلبًا نظير عودة العلاقات العربية القطرية، تلك المطالب التى لم يصدر أى بيان أو تصريح من مسئولين قطريين، ليعلنوا الموقف منها، وتضمنت أحد هذه الشروط طرد قيادات الإرهاب من أراضى الدوحة، وبالتأكيد ضمن هذه القيادات هم قيادات جماعة الإخوان.
ويعد ملف تمويل قطر للإخوان واستضافتها داخل أراضيهم أحد أكثر الملفات الشائكة التى عقدت العلاقات بين الدوحة وباقى الدول العربية، خاصة التى تعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية، على رأسهم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، ويعد هذا الشرط غير قابل للتنازل خلال الفترة المقبلة، ليضح قطر أمام تحدٍ صعب هل تفضل العودة لحضن العرب وتستجيب لتلك المطالب، أم تصر على دعم الإرهابيين وتخسر علاقتها بجيرانها؟
ووفقًا للمعلومات المتاحة حول استضافة الإخوان لقيادات بجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، فإن عدد أعضاء وقيادات التنظيم الذين يعيشون فى قطر، تجاوزوا الـ300 قيادة وعضو، معظمهم من الصف الثانى للجماعة، والعاملين قناة الجزيرة القطرية، فى الوقت الذى يتواجد فيه الصف الأول من الجماعة فى كل من اسطنبول ولندن.
الغالبية العظمى من تلك العناصر والقيادات من اللجان الإعلامية للإخوان، التى استعانت بها الجزيرة، خاصة من شباب التنظيم، وبعض الحلفاء التابعين للجماعة الذين يعلمون فى الجانب الإعلامى، وصحفيين إخوان يعملون ببعض الصحف القطرية.
الفترة الماضية، وبالتحديد بعد قرار دول عربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، شهدت مغادرة بعض القيادات الإخوانية الدوحة، والسفر إلى تركيا، إلا أن هذه الخطوة لم تأتى بناء على طلب من السلطات القطرية، ولكن كانت طواعية من جانب بعض تلك القيادات، وكان الهدف منها إما الخوف من أن تضطر قطر لتسليمهم إلى الدول العربية التى قطعت العلاقات معها، نظير تحسن هذه العلاقات، بجانب محاولة تحفيف العبء على الدوحة.
وفى هذا السياق تقول الناشطة الحقوقية داليا زيادة، مقررة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميًا"، إن دول الخليج المقاطعة لقطر مصممة على طرد الإرهابيين من المنطقة ولن تتهاون مع قطر فى هذا الأمر، ويعد شرطًا غير قابل للتفاوض أو التنازل.
وتضيف مقررة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، لـ"اليوم السابع": منذ أيام وزير الخارجية الإماراتى قال إن المقاطعة ستستمر لحين تحقيق المطالب حتى لو استغرق الأمر سنوات، فى النهاية سوف تستجيب قطر.
بدوره يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن كافة السيناريوهات مفتوحة على كافة التوقعات لكن أقربها للتحقق مساعدة قيادات الإخوان التى تتواجد على أراضيها فى الوصول لتركيا ودول أوروبا أما تخلى قطر فعليًا عن تمويل ودعم الإرهاب فمستبعد.
ويشير إلى أن هذا السيناريو سيؤدى إلى سيناريوهات تصعيد ما بعد المهلة، ومن الظاهر أن هناك مراحل تصعيدية مدروسة وصولاً، إما لتحقيق المطالب والتعامل مع النظام الحالى وفق الشروط العربية أو الاضطرار للتعامل مع نظام جديد يحققها.
بدوره يقول طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن قطر ستحاول أن تلتف على تلك الشروط وستحاول الاستعانة بالإدارة الأمريكية والأوروبيين، ولكن من المستحيل أن تفك ارتباطها بالإخوان لسبب بسيط، وهو أن النظام القطرى هو نفسه تنظيم الإخوان.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن ارتفاع سقف المطالب ليس لنجاح الوساطة ولكن لتعجيز النظام القطرى، ويبدو أن هناك قرارًا كبيرًا تم اتخاذه فى اتجاه التخلص من نظام تميم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة