أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عباس شومان

ليلة القدر

الخميس، 22 يونيو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الله تعالى: إنا أنزلناه فى ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر.
 
من أفضل ما يحمله رمضان من عطاء وكرم إلهى لأمة النبى صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ذات القدر المسماة ليلة القدر، فهى نعمة تحتاج إلى شكر، وكم رتب فيها من أجر، فزمنها يسير، والعمل فيها يسير، والأجر فيها وفير.
 
ولعلنا بإحيائها نذكر ونشكر نعمة ربنا علينا بإنزال الكتاب الكريم إلينا، فالقرآن وإن كان قد نزل على النبى صلى الله عليه وسلم إلا أنه نزل إلى الأمة كلها.
وإنما سميت هذه الليلة المباركة بهذا الاسم الشريف لجملة معان طيبة، منها: أن لها منزلة عند الله وشرف وقدر، وأن من وفق لها فاجتهد فيها بألوان الطاعات صار ذا شرف وقدر، وأن الله تعالى أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كتابا ذا شرف وقدر، وأن الله تعالى يقدر بحكمته ما شاء من الأقدار ففيها يفرق كل أمر حكيم.
 
ومن خصائص هذه الليلة المباركة أن الله تعالى أنزل فيها القرآن، يقول سبحانه: إنا أنزلناه فى ليلة القدر، ومن خصائصها أن الله تعالى جعل الأجور العظيمة لمن اجتهد فيها بالطاعة، فجعل العبادة فيها خيرا من ألف شهر، ومن دواعى طمأنينة النفس فيها أن جبريل عليه السلام وهو أمين الوحى، ومعه الملائكة يتنزلون هذه الليلة إلى الأرض يؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر، ومن خصائصها أيضا أنها ليلة أمن وسلام، وذلك كله مستفاد من الآيات، التى وردت فى سورة باسمها.
 
ولما كانت هذه الليلة بهذه المنزلة، لذلك أكد النبى صلى الله عليه وسلم أن الحرمان الحقيقى، الذى قد يندم صاحبه أشد الندم هو من حرم خير هذه الليلة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:  إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ.
وأى حرمان بعد أن يدخل المسلم رمضان وتمر به ليلة القدر دون أن يلتمس منها مغفرة الذنوب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. فهل يكون الحرمان إلا فى هذا الموضع؟!
 
ومن فضل الله تعالى على هذه الأمة أن وهبها هذه الليلة فلم تشاركها أمة غيرها فيها، والسر فى هذا أن أعمار هذه الأمة قصيرة بالنسبة إلى أعمار من سبقها من الأمم، وهذا فضل ومن من الله تعالى على خلقه.
 
وفضل الله لا حرج عليه، وهو أكبر من ظننا فليست ليلة القدر تساوى ألف شهر ، أى ما يعادل 83 سنة، بل إن ليلة القدر تساوى أكثر من ذلك، فقد قال الله تعالى: ليلة القدر خير من ألف شهر، فهي خير فى الأجر والثواب من 83 سنة.
 
ومما ينبغى التنبه له، أن ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان، فى الوتر منها، وأن المسلم الحريص على بلوغ الأجر فيها عليه أن يجتهد الليالى العشر كلها، و الحكمة من إخفائها أن يجتهد المسلم فى العبادة والطاعة فى جميع ليالى العشر، بخلاف ما لو عينت له ليلة لاقتصر عليها وتكاسل عن الباقية.
 
ويشرع فى ليلة القدر القيام والاجتهاد فيها فى الصلاة والقيام والدعاء، وقد سئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الدعاء فى ليلة القدر، قالت عائشة رضى الله عنها: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: (قولى اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى).
 
نسأل الله تعالى أن يعفو عنا أجمعين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة