ننشر نص كلمة وزير الأوقاف باحتفال مصر بليلة القدر بحضور الرئيس

الأربعاء، 21 يونيو 2017 05:21 م
ننشر نص كلمة وزير الأوقاف باحتفال مصر بليلة القدر بحضور الرئيس د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى كلمته باحتفال الوزارة بليلة القدر، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن من أهم معالم هذا السلام ترسيخُ أسس التعايش السلمى بين الناس جميعًا، وعدمُ محاولة حمل الناس عنوة على دين واحد، أو مسلك واحد، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ”لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَى”، ويقول سبحانه: ”وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ”، ويقول سبحانه: ” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”، فالخروج على هذا النهج القرآنى هو خروجٌ عن طريق الجادة وسبل الرشاد.

 

وإلى نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه إلى يوم الدين.

سيادةَ الرئيس/ عبد الفتاح السيسى رئيسَ جمهورية مصرَ العربية

السيدُ المهندس/ شريف إسماعيل رئيسَ مجلس الوزراء

فضيلةَ الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخَ الأزهر

الحضورُ الكريمُ

يطيب لى أن أهنئ حضراتِكم جميعًا بهذه المناسبة العظيمة ليلةِ نزول القرآن الكريم، تلك الليلة التى وصفها الحق سبحانه وتعالى بالمباركة فقال: ”إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ”، وأنها كلها سلام، فقال: ”سَلامٌ هِى حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” ولم يقل سبحانه: هى سلام، ليجعل من لفظ السلام عمدة وأصلاً تدور عليه حركة الكون والحياة، ويوجهنا الحق سبحانه إلى سبيل السلم فيقول فى محكم التنزيل: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِى السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ.

ووفق مفهومى الموافقة والمخالفة فى فهم هذه الآية فإن من يسير فى طريق السلم الإنسانى متبعٌ لما أمر الله به عباده المؤمنين، ومن يسلك مسالك الفرقة والشقاق، والتكفير والتفجير، والخوض فى الدماء، والولوج فيها بغير حق فسادًا أو إفسادًا، متبعٌ لخطوات الشيطان الذى هو لنا جميعًا عدوٌّ مبين ، فديننا دين السلام ونبينا نبى السلام، والجنة دار السلام، وتحية أهلها السلام، وتحية الملائكة لهم سلام: ” وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ".

ومن أهم معالم هذا السلام ترسيخُ أسس التعايش السلمى بين الناس جميعًا ، وعدمُ محاولة حمل الناس عنوة على دين واحد ، أو مسلك واحد، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ”لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَى”، ويقول سبحانه: ”وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ”، ويقول سبحانه: ”وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ”، فالخروج على هذا النهج القرآنى هو خروجٌ عن طريق الجادة وسبل الرشاد.

على أن هذه الطبيعة السمحة التى تحدث عنها القرآنُ الكريم هى تلك التى عرفها الشعب المصرى عبر تاريخه الطويل ، وهو ما يمثله قول شاعر العربية الكبير أحمد شوقى ، مع إضافة بعض الأبيات وإعادة صياغة بعض الجمل والتراكيب:

أَعَهِدْتَنَـــــــا والقِبْــــطَ إلاَّ أُمّــــة

فى الأَرض واحدة نعيــش سلامًا

نعلى تعاليمَ المسيــحِ لأجلهــم

ويوقِّــــرون لأجلنــــا الإسلامـــــا

الدِّيـــنُ للدَّيّــــانِ جــــلَّ جلالُـــه

لو شـــاءَ ربُّــــكَ وَحَّـــــدَ الأَقواما

هـــذى ربوعكــمُ، وتلـك ربوعنـا

مُتقابليــــــن نعالــــج الأَيامـــــــا

هـــذى بيوتكـــم، وتلك بيوتنــــا

متعانقيـــن مـــــــــودة ووئامًـــــا

هـــذى قبوركــــمُ، وتلك قبورنــا

مُتجاوريــــنَ جَمــاجمًــا وعِظامــا

فبحُرمة ِ المَوْتَى، وواجبِ حقِّهـم

عيشوا كما يقضى الجــــوارُ كراما

وعلى الجانب الآخر من التسامح والتسامى المسيحى يقول الشاعر المسيحى اللبنانى محبوب الخورى من مهجره بالمكسيك:

قالوا: تُحِبُّ العُرْبَ؟ قلتُ: أُحبُّهم

يقضى الجوارُ عَلَــى والأرحــــامُ

قالوا: لقد بَخلوا عليك؟ أجبتُهــم

أهلــــى وإن ضنُّــوا على كــرامُ

قالـوا: الديانةُ؟! قلتُ: جيلٌ زائـلٌ

وتزولُ معه حَــــــــزازةٌ وخِصـــامُ

ومحمدٌ بطـــلُ البريــــةِ كلِّهــــــا

هو للأعـــاربِ أجمعيـــنَ إِمـــــامُ

 ويجب أن يعلم الجميعُ أن الدول والشعوب التى آمنت بالتنوع الدينى والعرقى والثقافى هى أكثر الدول أمنًا وأمانًا، وتقدمًا اقتصاديًّا وعلميًّا، وأن الدول التى دخلت فى فوضى الصراعات الدينية، أو العرقية، أو القبلية، أو المذهبية، قد ذهبت إما إلى تفكيك وانقسام وقتل وتشريد، أو إلى سقوط لا قيام له.

 وعملاً على تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفكر الوسطى الصحيح قد أضفنا إلى المسابقة العالمية للقرآن الكريم هذا العام فى المستوى الأول منها إلى جانب حفظ القرآن الكريم تفسيرَه كاملاً وفهمَه فهمًا صحيحًا ، ذلك أن العبرة ليست بالحفظ وحده، فهناك من يقتلون ظلمًا وزورًا وبهتانًا وافتراءً على الله ورسوله باسم الإسلام وتحت راية القرآن، والإسلام والقرآن منهم براء.

 

 وفى سبيل تحصين النشء من الأفكار الهدامة فإننا نتوسع توسعًا كبيرًا فى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم العصرية التى تعنى إلى جانب الحفظ بالفهم الصحيح لمعانى القرآن الكريم ومقاصده، وبث القيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة.

 

 وبما أن العامَ الماضى كان عام الشباب، والعامَ الحالى هو عام المرأة ، فيسرنا أن نقدم بين يدى الرئيس عملين هامين: أحدهما لشباب علماء وزارة الأوقاف وهو ”موسوعة الدروس الأخلاقية” التى تهدُف إلى ترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة، وقد جاءت هذه الموسوعة نتاج حوارات موسعة أقامتها وزارتا الأوقاف والشباب والرياضة فى لقاءات مفتوحة مع الشباب، تلبية لتوصيات المؤتمر الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ ، والعمل الآخر هو كتاب ”الزهـراوان فـى متشابهات القـرآن” لبعـض الباحثـات المصريـات الأصيـلات بمشـاركة بعـض واعظـات الأوقـاف المتميزات اللائى ندفع بهن وبقوة فى مجال العمل الدعوى والتربوى، وهو مؤلف عظيم فى خدمة كتاب الله (عز وجل) وتيسير حفظه ، حيث قُمن بعمل معجم لمتشابهات القرآن فى فواتح الآيات، ويعكُفن الآن على عمل معجم آخر لخواتيم الآيات، نؤمل أن نخرجه قبل نهاية هذا العام 2017م عام المرأة المصرية العظيمة، تأكيدًا على قدرة المرأة المصرية على العطاء بصفة عامة، وعلى العطاء العلمى والدعوى والتربوى بصفة خاصة، فتحية للمرأة المصرية فى عامها، وتحية لسيادتكم على تخصيص هذا العام 2017 ليكون عامًا للمرأة المصرية.

واسمحوا لى سيادة الرئيس أن أقدم لسيادتكم هذه الموسوعة، ونسخة من كتاب الله (عز وجل) وبهامشها هذا العمل العظيم ” معجم متشابهات القرآن الكريم.

وكل عام وسيادتكم بخير.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة