وفاء عبدالسلام

دورة رمضانية «رمضان شهر العمل»

الجمعة، 02 يونيو 2017 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتنى الإسلام بالإحسان وعظم منزلته، وأخبر الله عز وجل فى كتابه العزيز أنه يحب المحسنين وأنه معهم، وكفى بذلك فضلًا وشرفًا فقال: سبحانه: «وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ». 
 
ولعل هذه الدورة الرمضانية تساعدنا فى أن نتدرب على الإحسان، فالإحسان لُب الإيمان وروحه وكماله، ومعناه مراقبة الله عزوجل فى السر والعلن مراقبة مَن يحبه ويخشاه ويرجو ثوابه ويخاف عقابه.وهناك إحسان إلى النفس، وذلك بحملها على طاعة الله تعالى، والبعد عن المعاصى ما ظهر منها وما بطن. وأيضا الإحسان إلى الخلق ويكون ذلك بالعطف عليهم، والرحمة بهم، عنْ مُعَاذٍ بن جبل رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «يَا مُعَاذُ، أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ». وعلينا أن نعلم أن الإحسان يكون فى العبادات، وفى المعاملات، وإلى الحيوانات، وكذلك فى الأعمال البدنية.
 
فـالإحسان فى باب العبادات أن نؤدى جميع أنواع العبادات مِن صلاة أو صيام أو حجٍّ أو غيرها أداءً صحيحًا، وهذا لا يتمُّ للعبد إلَّا إذا كان شعوره قويًّا بمراقبة الله عزَّ وجلَّ حتى كأنَّه يراه تعالى ويشاهده، أو على الأقلِّ يشعر نفسه بأنَّ الله تعالى مطَّلع عليه، وناظرٌ إليه، فبهذا وحده يمكنه أن يحسن عبادته ويتقنها، وهذا ما أرشد إليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم فى قوله: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». وهذا ما فعله محمد بن سوار مع ابن أخته سهل بن عبدالله التسترى، فقد حُكى أنه قال: كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم الليل، فأنظر إلى صلاة خالى. فكان يقول: يا سهل اذهب فنم فقد شغلت قلبى.  فقال يوما: يا سهل! ألا تذكر الله الذى خلقك فسواك فعدلك!! 
 
فقلت: وكيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك ثلاث مرات: الله معى، الله ناظرى، الله شاهدى فقلت ذلك، فوجدت لها حلاوة ثم قال: قل فى كل ليلة سبع مرات. فقلت ذلك ليالى ثم أعلمته. فقال: قل فى كل ليلة إحدى عشرة مرة.
ثم قال: كيف وجدت نفسك يا سهل؟ فقلت: لقد وقع فى قلبى يا خالى حلاوته.
 
فلما كان بعد سنة قال لى: يا سهل احفظ ما علمت ودُم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك فى الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لذلك حلاوة فى سرى. ثم قال لى يوما: يا سهل من كان الله معه، وناظر إليه وشاهده أيعصيه؟ إياك والمعصية. وفى باب المعاملات الإحسان للوالدين ببرِّهما بالمعروف، وطاعتهما فى غير معصية الله، وإيصال الخير إليهما، وكفِّ الأذى عنهما، والدُّعاء والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما. 
 
والإحسان للأقارب ببرِّهم ورحمتهم والعطف عليهم، وفعل ما يَجْمُل فعله معهم، وترك ما يسىء إليهم. 
 
والإحسان لليتامى بالمحافظة على أموالهم، وصيانة حقوقهم، وتأديبهم وتربيتهم بالحسنى، والمسح على رؤوسهم. وللمساكين بسدِّ جوعهم، وستر عورتهم، وعدم احتقارهم وازدرائهم، وعدم المساس بهم بسوء، وإيصال النَّفع إليهم بما يستطيع. وأما لابن السَّبيل فيكون بقضاء حاجته، ورعاية ماله، وصيانة كرامته، وبإرشاده إن استرشد، وهدايته إن ضلَّ. وهو للخادم بإتيانه أجره قبل أن يجفَّ عرقه، وعدم تكليفه بما لا يطيق، وبصون كرامته، واحترام شخصيَّته.
 
وهو لعموم النَّاس بالتَّلطُّف فى القول لهم، ومجاملتهم فى المعاملة، والاعتراف بحقوقهم، وبإيصال النَّفع إليهم، وكفِّ الأذى عنهم. وهو للحيوان بإطعامه إن جاع، ومداواته إن مرض، وبعدم تكليفه ما لا يطيق، وحمله على ما لا يقدر، وبالرِّفق به إن عمل، وإراحته إن تعب. وهو فى الأعمال البدنيَّة بإجادة العمل، وإتقان الصَّنعة. اللهم ياقديم الإحسان يا من إحسانه فوق كل إحسان يا ملك الدنيا والآخرة يا حى يا قيوم، ياذا الجلال والإكرام اجعلنا من المحسنين السابقين بالخيرات المتنافسين فى فضائل الأعمال.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

للاسف

للاسف كله في شخير عميق حتي الفطار المتين والممبار السمين وفول العقل التخين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة