أكرم القصاص - علا الشافعي

لماذا تراجعت أسعار النفط لمستوى ما قبل اتفاق اجتماع الجزائر؟

الإثنين، 19 يونيو 2017 02:00 ص
لماذا تراجعت أسعار النفط لمستوى ما قبل اتفاق اجتماع الجزائر؟ انتاج النفط
احمد أبو حجر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد أسعار النفط العالمية تراجعا كبيرا خلال الفترة الحالية، حيث فقد أكثر من 10 % من المستوى الذى وصلت إليه الأسعار منذ بدء تطبيق بنود اتفاق أوبك بتخفيض الإنتاج النفطى.

وتبنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اتفاقا لتخفيض الانتاج النفطى خلال إجتماعهم فى الجزائر سبتمبر 2016، وهو أول اجتماع تتفق فيه "أوبك" على اتفاق لإنقاذ السوق، لإعادة استقرار الأسواق من خلال القضاء على الفائض فى المخزونات العالمية، حيث تحول هذا التبنى إلى اتفاق ملزما للعديد من الدول.

وبدء العمل بإتفاق خفض الإنتاج مع بداية شهر يناير 2017 فاستجابت الأسواق سريعا لاتفاق أوبك والعديد من المنتجين المستقلين فوصل سعر النفط إلى نحو 55 – 56 دولار للبرميل وهو السعر الأعلى منذ سبتمبر 2016، إلا أن تلك الأسعار سرعان ما انهارت وشهدت هبوطا عنيفا وصل إلى نحو 46 دولار للبرميل، فما الأسباب التى ادت إلى ذلك؟

 

زيادة إنتاج نيجيريا وليبيا

تهدف تخفيضات أوبك والمستقلون من خارجها إلى تخفيض الإنتاج النفطى بنحو 1.8 مليون برميل يوميا إلا أن إعفاء ليبيا ونيجيريا وهما من أعضاء الأوبك يحول دون أن يكون التخفيض فعليا، فدولتى أوبك وصلت الزيادة فى إنتاجهما معا نحو 800 ألف برميل يوميا.

فحينما شرعت "الأوبك" فى اتخذ خطواتها الأولى نحو إقرار تخفيض إنتاج النفط، كان إنتاج ليبيا عضو الأوبك من النفط لا يتعدى نحو 500 ألف برميل يوميا خلال أكتوبر – نوفمبر 2016، فقررت المنظمة استثناء ليبيا من قيود اتفاق التخفيض.

 

ولم يتوقف الإنتاج الليبى عند هذا المستوى إلا أنه بدا فى التزايد بشكل تدريجى ليصل إلى نحو 800 ألف برميل يوميا نهاية الأسبوع الماضى، بحسب ما قالته المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، وتوقعت أن يزيد الإنتاج عن هذا المستوى الذى لم يبلغه الإنتاج الليبى منذ أواخر عام 2014.

وعلى نفس المنوال تسير نيجيريا التى تم إعفاؤها هى الأخرى من قيود الاتفاق، حيث بلغ حجم إنتاجها نفطى خلال شهر أكتوبر الماضى نحو 1.5 مليون برميل يوميا، إلا أن معدلات الإنتاج الحالية تقترب من الوصول إلى ما بين 1.9 إلى 2 مليون برميل يوميا.

الزيادة فى الإنتاج الليى والنيجيرى تصل إلى 800 ألف برميل وهو ما يعنى أن تخفيضات أوبك لا تصل إلى مليون برميل يوميا فى أحسن الأحوال مع الارتفاع فى الإنتاج الليبى – النيجيرى.

 

تخمة المعروض وتباطؤ السحب

ما زالت مخزونات النفط العالمية تحقق مستويات تاريخية مع استمرار تباطؤ وتيرة سحب تخمة المعروض، فبحسب وكالة الطاقة الدولية فإن المخزونات النفطية للدول الصناعية بلغت 3.055 مليار برميل فى نهاية فبراير الماضى بزيادة قدرها نحو 330 مليون برميل عن متوسط خمس سنوات، وهو ما يعنى أن المخزونات لا تهبط بالسرعة الكافية التى يحتاجها اتفاق أوبك حتى ينجح فى رفع الأسعار.

 

الالتزام ببنود اتفاق أوبك لم يصل إلى 100 %

فى الوقت الذى تخفض فيه دول من أعضاء الأوبك مثل السعودية صادراتها إلى السوق الأميركية، فإن العراق بحسب بيانات تتبع الناقلات أرسل نحو 9 ناقلات نفط إلى أميركا خلال أول أسبوعين من شهر يونيو الجارى تحمل 14 مليون برميل، مقارنة بنحو 11 ناقلة الشهر الماضى نقلت 19 مليون برميل.

وهو ما يعنى نسبة الالتزام بين دول الملتزمة بقيود اتفاق أوبك لم تصل إلى 100 % بعد. ففى الوقت الذى تخطى معدل خفض السعودية لإنتاج النفط حصتها المقررة بحوالى 13%، فإن العديد من الدول مازلت لم تلتزم بكامل بنود الاتفاق.

وبحسب وزير الطاقة السعودى خالد الفالح، فإن مستويات الالتزام تخبطت كثيراً فى النصف الأول، وهذا ما جعله متفائل بنسب التزام أعلى فى النصف الثانى، وتحسن كبير فى أساسيات السوق. وحتى الآن، الدول ملتزمة بنسبة 96 %، وهو ما يعنى أن التخفيضات فى حدود 1.7 مليون برميل يومياً من إجمالى الكمية المتفق عليها.

كانت دول اوبك قد قررت تمديد اتفاق خفض انتاج النفط الذى ينتهى فى يونيو الجارى إلى نهاية مارس من العام المقبل.

كما أن الاتفاق يقيس النفط الخام فقط فى الوقت الذى يقوم فيه كثير من الدول بالتوسع فى تصدير المكثفات وسوائل الغاز الطبيعى، وهذه تعتبر نفوط خفيفة جداً ولا يمكن احتسابها ضمن الاتفاق.

 

الولايات المتحدة

تقف الولايات المتحدة الامريكية حجر عثرة أمام نجاح اتفاق دول اوبك والمنتجون المستقلون المتعاونون والملتزمون ببنود اتفاق خفض الانتاج، فمخزونات النفط الامريكية تشهد ارتفاعات قياسية فبحسب معلومات إدارة الطاقة فإن المخزونات تبلغ 516.3 مليون برميل من النفط، وهذا ليس فقط أعلى من المعايير التاريخية، بل هو فى الواقع أعلى بنسبة 6% من المستويات، عندما قررت "أوبك" خفض الإنتاج فى نوفمبر الماضى.

 

إنتاج الولايات المتحدة

عدد الآبار التى تم حفرها ولم يتم استكمالها حتى الآن فى ازدياد مستمر. وبلغ عدد هذه الآبار 5946 بئراً بنهاية مايو بزيادة قدرها 176 بئراً عن أبريل هذه الآبار لن تنتج الآن وستدخل فى الإنتاج بعد أشهر، ما يعنى أن الإنتاج منها سيؤثر على العام المقبل وأواخر السنة الحالية. ولهذا تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يصل إنتاج أميركا من النفط الخام فقط إلى 10 مليون برميل يومياً العام المقبل، وهو أعلى مستوى منذ عام 1970.

 

وما هو السعر المتوقع للنفط فى حال ارتفاعه ؟

لا تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية لأسعار النفط أن ترتفع فوق 56 دولاراً هذا العام والعام المقبل، وقالت أن كل ما تحتاجه «أوبك» وحلفاؤها الآن هو الالتزام بجدية أكثر بالتخفيضات وتمديد الاتفاق لأطول وقت ممكن، حتى يظهر حل آخر فى الأفق، أو يصل الإنتاج خارج «أوبك» إلى ذروته بعد سنتين من الآن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة