"صبية السوشيال" يقودون النخبة لتصديق الشائعات.. رواد فيس بوك وتويتر يتجاهلون الوثائق ويعتمدون على "البوستات" كمستندات.. سياسيون يخشون مواجهة أكاذيب مواقع التواصل.. وتنظيمات الإرهاب تتلاعب بعقول الشباب

الإثنين، 19 يونيو 2017 08:00 م
"صبية السوشيال" يقودون النخبة لتصديق الشائعات.. رواد فيس بوك وتويتر يتجاهلون الوثائق ويعتمدون على "البوستات" كمستندات.. سياسيون يخشون مواجهة أكاذيب مواقع التواصل.. وتنظيمات الإرهاب تتلاعب بعقول الشباب فيس بوك وتويتر
تحليل يكتبه حسين يوسف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتد عليك فى الجدال، وتتنافر عروقه من الغضب، ويقسم لك بأغلظ الإيمان أن وجهة نظره صحيحة، وأن ما يقوله صادق وموثق، تسأله عن مصدر معلوماته الذى بنى عليه رأيه، فتفاجأ بقوله: "قرأت بوست مكتوب على فيس بوك"، هكذا أصبح الحال عند الكثيرين، فمعظم رواد مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت البوستات هى المصدر الأول لتكوين آرائهم وأفكارهم، والمنبع الأساسى لثقافتهم، حتى وإن كانت هذه "البوستات" غير حقيقية وتحوى معلومات مغلوطة.


 

-خطورة مواقع التواصل على الوعى المجتمعى
 

ما يحدث الآن فى الفضاء الإلكترونى يمثل خطورة حقيقية على الوعى المجتمعى، حيث استغل البعض "الجهل الاختيارى" لرواد مواقع التواصل، الذين يعتمدون على ما ينشر من "بوستات" وبدأ فى تشكيل وعيهم الثقافى، وتكوين رأى عام بما يخدم مصالحه وتوجهاته، ووجهة نظره فى الأحداث الجارية، فيكفيه أن يضع ما يريد نشره وانتشاره فى "بوست" ما، ويقوم بعض أعوانه أو لجانه الإلكترونية بتشييره، حتى يضمن له زخما كبيرا بين رواد مواقع التواصل، يصل إلى حد التصديق التام لما يحتويه هذا "البوست" من معلومات، دون أن يسأل أحدهم عن صحته أو مدى صدقه وحقيقته .

تويتر
تويتر
 

 

-التنظيمات الإرهابية تستغل الصبية الصغار لدس سمومها على "السوشيال ميديا"
 

الأكثر خطورة، أن كثير من التنظيمات الإرهابية تستغل اندفاع الصبية صغار السن والشباب، لاستغلالهم بترويج شائعات مغلوطة وأكاذيب مدسوسة، تخدم توجهاتها ومصالحها، وتحاول نشر هذه الأفكار فى " بوستات " لخلق رأى عام على الفضاء الإلكترونى، حيث يتناقل رواد التواصل هذه " البوستات " كـأنها حقائق مؤكدة، دون أن يلتفتوا لكونها سموما مدسوسة، يراد بها بث الفتنة والخلافات بين طوائف المجتمع، أو مهاجمة كل خطوة حقيقية لصالح المجتمع والمواطن، من أجل خدمة الأهداف المشبوهة لتلك التنظيمات الإرهابية .


 

-بعض النخبة يخشون من هجوم جرادى من رواد مواقع التواصل
 

أما الأكثر إثارة للدهشة، فهو تأثر بعض " النخبة " من السياسيين والنشطاء والكتاب والإعلاميين بما يكتب وينشر على مواقع التواصل، خاصة " فيس بوك " و" تويتر"، فتجدهم ينحازون إلى الرأى والاتجاه الذى تكون بفعل "البوستات" المنشورة على مواقع السوشيال ميديا، حتى وأن كان مصدر هذه " البوستات" صبية صغار، لايمتلكون من "بحور الثقافة والمعرفة " سوى ما تحصلوا عليه من مواقع التواصل، ورغم أن المفترض قيام هؤلاء النخبة بتصحيح المعلومات المغلوطة وتصويب الشائعات الخاطئة تجدهم يسلكون الطريق الأسهل، ويلتزمون الصمت خوفاً من "هجوم جرادى " من اللجان الإلكترونية، ويتركون الفرصة لنشر الأكاذيب المغلوطة، بل أن بعضهم يسارع بركوب الموجة، ويتبنى وجهة نظر اللجان الإلكترونية المضلة والمضللة، ليسوق نفسه كبطل على حساب الحقيقة والمصداقية .

 

مثلا، فى موضوع اتفاقية " تعيين الحدود "، تجد أن الكثيرين تأثروا بالمغالطات التى نشرت على مواقع التواصل، والعديد تداولوا أخبارا وشائعات ملفقة، وأخبارا مضللة، عبارة عن " بوستات " و" منشورات " فردية ليس لها مصدر معترف به، أو أصل موثق، وأخذوا يروجون الأكاذيب، التى تخدم التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، ولم يلتفتوا للوثائق والأدلة التاريخية التى طرحت، ولم يكلفوا أنفسهم حتى مشقة التيقن من مصداقية ما طرحته الحكومة من وثائق ومخطوطات، بل تأثرت سفنهم بتيار "السوشيال ميديا" الذى جرفهم لاتجاه معين يخدم مصالح وأهداف المتآمرين والحاقدين على استقرار مصر .

 

-  دول العالم ضد " فيس بوك " بسبب الأكاذيب
 

نشر الأكاذيب والشائعات المغلوطة على مواقع التواصل لاتعانى منه مصر فقط، بل غالبية دول العالم ذاقت الأمرين من فوضى الشائعات والأخبار المضللة على تلك المواقع، لدرجة اتخاذ بعض الدول فى أوربا وأمريكا إجراءات رادعة وتحذيرية ضدها، فمثلا اتهمت ألمانيا مواقع التواصل الاجتماعى بعدم بذل المجهود اللازم لمكافحة خطاب الكراهية والأخبار المزيفة على منصاتها، لذا اقترحت وزارة العدل فى البلاد مشروع قانون، إذا تمت الموافقة عليه، سوف يغرم الشبكات الاجتماعية والمواقع الأخرى ما يصل إلى 50 مليونا بسبب الأخبار المكذبة والمضللة.

فيس-بوك
فيس بوك
 

كما فرضت تايلاند رقابة متزايدة على الإنترنت فى السنوات الأخيرة، وهددت الحكومة فيس بوك بضرورة إزالة جميع المنشورات التى تعتبر غير قانونية، وفى حالة عدم تنفيذ تلك الطلبات سيتم البحث فى اتخاذ إجراء قانونى صارم ضد فيس بوك، ومن المتوقع أن يتم حجب الموقع.

 

من جانبها، تحاول إدارة فيس بوك النأى بنفسها من الوجود فى مرمى نيران الدول التى تعانى من الأخبار المضللة على شبكتها، حيث نسبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن متحدث باسم "فيس بوك" قوله: "لقد طورنا سياسة للكشف عن الأخبار الكاذبة، إذ سيقوم فريق من الموظفين بفحص ومراقبة الناشرين المحتملين للتأكد من التزامهم بالأخبار الحقيقية"، كما سيتم منع المواقع الوهمية من دفع الأموال لنشر إعلانات مضللة لدى "فيس بوك.

 






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علي

"صبية السوشيال"

"صبية السوشيال" الى بتقول عليهم وصلو لمجلس الشعب وبعضهم رئيس لجان كمان !!بفضل السوشيال الى انت بتقول عليها دى ولا انتة عايز تنكر ما هو مثبت وفى الواقع .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة