كعادة شوارع مدينة المنصورة من كل عام تفوح روائح السمن البلدى من كل أزقتها وشوارعها، فالعيد لا يحلو لأهالى المدينة دون الكعك الذى يرسم بهجة عيد الفطر المبارك على نفوس المواطنين، كلما رسمت السيدات نقوشهن على ظهر الكعكة.
عادة فرعونية لم تنقطع منذ آلاف السنين، فاعتاد الفراعنة القدماء خبز الكعك والحلوى والمخبوزات فى الأعياد والمناسبات القديمة، الأمر الذى تطور مع الدولة الفاطمية، ونال نصيبه من التطوير حتى وصل إلى ما هو عليه الآن.
تختلف أسعار الكعك من عام إلى عام ومن موسم إلى موسم، فمع غلاء الأسعار وعدم ثبات أسعار الدقيق ومستلزمات الكعك كالسمن البلدى، والملبن والعجوة والمكسرات، وارتفاع أسعارها ارتفع سعر كيلو الكعك، وقلت قوته الشرائية فى الأسواق، فكثير من الأسر المتوسطة والفقيرة تفضل شراء كيلو من اللحم عن شراء كيلو من الكعك خاصة مع ارتفاع الأسعار.
الكعك ترك أثرا سيئا فى نفوس المصريين خاصة سكان مدينة المنصورة العام الماضى، بعدما وصل كيلو الكعك فى بعض المحال التجارية إلى 200 جنيه، أما هذا العام فالبرغم من ارتفاع معظم أسعار السلع التموينية بعد اختفائها من منافذ توزيع المقررات التموينية، فى ظل الأزمة التموينية التى تشهدها محافظة الدقهلية، فإن أسعار الكعك أصبحت فى متناول أيدى الأسر المتوسطة الدخل.
ووصلت أسعار كيلو الكعك بداية من 40 جنيها إلى 150 جنيها، ليجد أصحاب الدخول المتوسطة منفذا هذا العام لشراء الكعك، ولكن مع تباين الأسعار تحرص الأسر المصرية على عمل الكعك فى البيوت وصنعه يدويا، فبهجة العيد مقترنة دوما بلم شمل الأسرة أمام أفران الكعك والبسكويت.
وتقول رغدة العدوى، معلمة لغة عربية: "يوم عمل كعك العيد يكون بالنسبة لنا، هو العيد ذاته، أنا وإخوتى وجيراننا وأقرب الأقارب نحرص على أن نتجمع من بعضنا، ونقوم بجمع النقود ونشترى مقادير الكعك ونظل نسهر طول الليل، نعمل فيه ونسيبه يخمر شوية ونسويه الصبح مبنحبش نسوى الكحك بالليل تسويته الصبح فى آخر أيام رمضان بيبقى ليها بهجة، وأجمل حاجة أولادى حولى وزوجى، يجلسون معى أمام الفرن منتظرين آذان المغرب حتى يفطروا على كعك العيد الذى صنعته بنفسي".
وتقول فاطمة رمضان، موظفة بشركة مياه الشرب: "كعك العيد هو الشىء الوحيد الذى نتجمع فيه، والسعادة والفرحة، تملآن حياتنا، أنا وزملائى فى العمل والجيران والأقارب، نشعر بفرحة لا مثيل لها ربنا يديمها علينا".
وبالرغم من ارتفاع الأسعار فإن الأسر المصرية خاصة فى محافظة الدقهلية، ما زالت تحرص على شراء مقادير الكعك وصنعه يدويا فى المنازل، فتصل تكلفة كيلو الدقيق 6 جنيهات ونصف، وكيلو الملبن 10 جنيهات ونصف كيلو السمن 12 جنيها ومكسبات الطعم 5 جنيهات فتبدأ تكلفة صنع كيلو الكعك فى المنزل 35 جنيها تقريبا، وتزداد القيمة مع إزدياد المكونات المستخدمة فى الكعك وجودة صنعها فأحيانا تصل قيمة كيلو الكعك إذا ماتم صنعه فى المنزل 50 جنيها، إذا ما تم حشوه بالمكسرات واستخدام السمن البلدي.
وتظل عشرات الأسر فى محافظة الدقهلية، بين فرحة تدب هنا وهناك بلم شمل العائلة والأصحاب أمام أفران الكعك فى المنزل، وبين أسر فرحتها فى سفر إلى المنتجعات السياحية ذات التكلفة العالية جدا والتى لا تقوى عليها دخول الأسر المتوسطة صانعة كعك المنازل.
وتقول إيمان مصطفى ربة منزل: "أنا اشتريت مقادير الكعك هذا العام، على قدر قليل جدا، هذه أول مرة أشترى فيها بكميات محدودوة، منذ بدأنا نصنع الكعك فى المنزل، يعنى 5 لإن الأسعار مرتفعة جدا، ولكن نحن نحب الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وأحلى احتفال بالعيد، هو الكعك والبسكويت، والغريبة، والبيتى فور، وهذه الحلويات التى يقبل عليها الجميع، وتتجمع الأسرة حولها، وتكون مظهر جميل من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، وتدخل السعادة على نفوس من فى المنزل، وسنظل نقوم ونعمل الكعك، وسنظل نحتفل ولن نسمح لارتفاع الأسعار أن يكدر صفو العيد".
ويقول سلامة عبد الهادى، عامل، رب أسرة مكونة من 4 أفراد: "زوجتى تقول لى أشترى مقادير الكعك، لكن حتى أشترى مقادير الكعك محتاج أكثر من 50 جنيها أنا هشترى سكر، ودقيق، وسمن، وملبن، واحتياجات أخرى تتكلف جدا، أنا أفضل شراء الكعك جاهز بالكيلو أفضل، من أجل الأولاد، وأكون وفرت ثمن عمل الكعك والبسكويت والغريبة والبيتى فور، فى المنزل، والتى تتجاوز تكلفتها الخمسين جنيها، وهذا يكبدنا مصاريف كبرى، خاصة أن الأسعار مرتفعة هذا العام، ولكن أنا لازم أشترى الكعك من أجل أولادى، لو أتى ضيف يزورنى فى البيت لا بد أن أٌقدم له حلويات العيد، كمظهر من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، وربنا بيساعدنا، وبيسر حياتنا، وبيعين الناس، ومش هنبطل شراء الكعك حتى لو سعره على كمان، لأن دى الفرحة الوحيدة فى العيد، لم نعد نقوى على السفر أو الخروج بسبب المصاريف، نعوض عدم الخروج بطبق كعك نأكله بعد صلاة العيد".
المحلات تبدأ عرض الكعك
كعك العيد
ارتفاع أسعار كعك العيد
كعك العيد عادة فرعونية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة