أكرم القصاص - علا الشافعي

المراجعات الفكرية للقيادات الإرهابية "حبر على ورق".. من يقنع غيره بتفخيخ نفسه وقتل الأبرياء لن يستجيب لدعوات التسامح.. مشايخ الإخوان لا يعرفون سوى ثقافة الموت.. والشباب الأكثر قبولاً للتخلى عن الأفكار المتطرفة

الإثنين، 19 يونيو 2017 08:00 م
المراجعات الفكرية للقيادات الإرهابية "حبر على ورق".. من يقنع غيره بتفخيخ نفسه وقتل الأبرياء لن يستجيب لدعوات التسامح.. مشايخ الإخوان لا يعرفون سوى ثقافة الموت.. والشباب الأكثر قبولاً للتخلى عن الأفكار المتطرفة المراجعات الفكرية للقيادات الإرهابية حبر على ورق - أرشيفية
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تقتصر الأجهزة الأمنية مكافحة الإرهاب في المواجهة بالسلاح لضبط العناصر المتطرفة، وإنما تسعى لمواجهة الفكر المتطرف بالعقل والمنطق، من خلال ما يطلق عليه المراجعات الفكرية، والتى حققت نجاحات كبيرة في تسعينات القرن الماضى، وتحول إرهابيين إلى أشخاص أسوياء وشخصيات عامة الآن.

 

المراجعات الفكرية لم تتوقف يوماً من الأيام، حيث يزحف علماء دين ومتخصصون نفسيون لأماكن احتجاز العناصر المتطرفة خاصة من جماعة الإخوان، للجلوس معهم ومراجعة أفكارهم، وإقناعهم بالعدول عنها بالعقل والمنطق والأدلة العقلية والنقلية من الكتاب والسنة.

 

ويبذل القائمون على المراجعات الفكرية جهداً خرافياً، وسط ردود أفعال قاسية، فأحياناً يتعرضون للسب والقذف، ويصفهم الإرهاربيون بأنهم "بتوع حكومة"، ومنهم من يرفض مقابلتهم من الأساس.

 

لكن المؤكد، أن الأكثر استجابة للمراجعات الفكرية هم فئات الشباب، فسرعان ما ينهاروا في البكاء، بعدما يتيقنوا أنهم وقعوا فريسة لقيادات تحركهم من الخارج، تجلس فى أفخم الفنادق وتزج بهم في الشوارع لارتكاب العنف وقتل الأبرياء، فيعلنون التخلص من أفكارهم المتشددة، ولعل خير شاهد على ذلك الفيديوهات التي تحمل اعترافات للخلايا الإرهابية الذين يتم القبض عليهم، حيث يخرجوا في تسجيلات بالصوت والصورة يعلنون ندمهم على ما اقترفت أيديهم، مؤكدين أنهم كانوا بمثابة قطع "شطرنج" في أيدى غيرهم.

 

استجابة الشباب للمراجعات الفكرية، يقابلها رفض مستمر لكبار القيادات الإرهابية الذين يرفضون فكرة المراجعات ويفضلون الجنوح للعنف بحثاً عن السلطة، حيث لا يوجد فى ثقافتهم وقواميسهم مصطلحات الأوطان، فلا يعرفون سوى حلم واحد، وهو إقامة "الخلافة " ذلك الحلم غير الموجود إلا فى خيالهم.

 

اللافت للانتباه، أن قيادات الجماعات الإرهابية في تسعينات القرن الماضي كانوا أكثر استجابة للمراجعات الفكرية من القيادات الإرهابية للان، حيث أنه بات واضحاً أن هناك فرق شاسع بين إرهاب التسعينات والإرهاب الآن، فمن يؤمن بأن تحريضه وإقناعه لغيره بتفخيخ نفسه وتفجيرها في دور العبادة من الجهاد، لا يمكن بحال من الأحوال أن يرضخ لفكرة المراجعات الفكرية، فأفكاره لا تعرف سوى ثقافة الموت والانتحار، ومن ثم باتت المراجعات الفكرية لهم بمثابة "حبر على ورق".

 

كانت مصر عانت من الإرهاب فى تسعينات القرن الماضى وظهرت كتب حملت مراجعات فكرية وبحوث فقهية توضح الأسس الشرعية لوقف العنف وتبين الأخطاء، وهى "مبادرة وقف العنف، رؤية شرعية ونظرية واقعية، حرمة الغلو فى الدين وتكفير المسلمين، تسليط الأضواء على ما وقع فى الجهاد من أخطاء، وأخيرا النصح والتبيين فى تصحيح مفاهيم المحتسبين"، وشارك فى صياغة هذه الكتب كرم زهدى، وناجح إبراهيم، وعصام دربالة، وأسامة حافظ، وفؤاد الدواليبى، وعلى الشريف، وحمدى عبد الرحمن.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة