كانت تصل للعريش بالبريد..

الشعراوى أقدم بائع صحف بسيناء.. بعد 60 عاما بالمهنة يتذكر صحف الأربعينيات

الجمعة، 16 يونيو 2017 04:31 ص
الشعراوى أقدم بائع صحف بسيناء.. بعد 60 عاما بالمهنة يتذكر صحف الأربعينيات فكرى حسن الشعراوى اقدم بائع صحف
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

60 عاما قضاها ولايزال مواصلا بين أكوام الصحف والمجلات والكتب، بائعا لها ومسجلا فى يوميات حياته أنه أحد أقدم باعة الصحف فى مصر، وتحديدا فى مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.

"فكرى حسن الشعراوى"، يفتخر أنه من بين يديه وصلت لأيادى الملايين الصحف والكتب، وكانت سببا فى صقل ثقافتهم، حتى أصبح بعضهم نجوما فى مجالات شتى، ولكنه حزين على جيل اليوم من الشباب لإبتعادهم عن القراءة بشكل يصفه بالمخيف، ويقول انه لهذا السبب يفكر فى هجر المهنة، وحتى لايفقد باب رزقه كبائع صحف وكتب أصبح يبيع إلى جانبها " الحلويات" .

الحاج فكرى، ورث مهنة بيع الصحف عن والده" حسن الشعراوى"، أول صحفى فى شمال سيناء فى الأربعينيات من القرن الماضى، ويقول إن والده كان شغوفا بالقراءة ومطالعة الصحف، وكان يحضر الصحف عن طريق البريد فى فترة الاربعينيات والخمسينيات، لبيعها فى العريش، وحصل على دورات تدريبيه لصقل موهبته الصحفية فى ذات الوقت، ثم حصل على توكيل لبيع الصحف، وكانت تنقل إليه من القاهرة لمدينة العريش فى القطار.

اضاف أنه من المواقف الطريفة أن القطار كان يتعطل أحيانا وصوله لمدينة العريش، فى حال وجود زحف للرمال على مجرى السكة الحديد التى تربط غرب قناة السويس بشمال سيناء وصولا لمدينة العريش ، وننتظر لوصوله ثانى يوم او أكثر.

وقال إن مكتبة " الشعراوى" وسط مدينة العريش، كانت من أشهر منافذ بيع الصحف والمجلات والكتب، وتحقق مبيعات رائدة على مستوى الجمهورية، وتوقف العمل فى بيع الصحف بتوقف وصولها بعد حرب 1967 واحتلال سيناء ثم عادت بعد تحرير سيناء.

وتابع قائلا إن ازدهار فترة القراءة كانت حتى مطلع هذا القرن، ثم تراجعت بشكل مخيف وغير مطمئن، وكان يأتينى أطفال فى المرحلة الإبتدائية حريصين على قراءة الصحف، والتزود بالروايات وبعضهم كان يتخذ ركنا بجوار المكتبة ولايغادر المكان إلا بعد استكمال قراءتها واخرين، يحضرون من قرى ومسافات بعيدة جدا ويقطعون مئات الكيلو مترات لقراءة مجلة أو شراءها.

وتابع متحسرا " اليوم اختلف الوضع واصبح زبائن المكان هم كبار السن، والشباب يحضر بعضهم احيانا لشراء صحف عندما تكون فيها ملاحق الامتحانات" واستطرد فى غضب " لهذا السبب فكرت اهجر المهنة" وتلفت حوله وهو يشير إلى علب مرصوصه وبها أنواع من الحلويات وقال " انا قلبت حلويات كى أعيش فتحولت من بائع جرائد لبائع حلويات لأن هذا هو الطلب الغالب والشباب يريدون أن يأكلوا وليس أن يقرأوا ".

أضاف أنه يحلم أن يعود مشهد اقبال الناس على الصحف كما كان فى الماضى، مطالبا أن يكون هناك اهتمام بباعة الصحف سواء من يمتلكون توكيلات أو هم جائلين، مشيرا إلى أن هؤلاء رغم بساطتهم فهو واجهة تنويريه غير ملتفت إليها ومهمشه، وهم سبب فى إنارة العقول وتوصيل المادة الإعلامية المقروءة فى الكتب والمجلات والصحف لعامة الناس، ويدرك ذلك ويعلمه من عاشوا فترى ماقبل عصر الإنترنت، عندما لم يكن هناك مصدر للمعلومة إلا عن طريق هؤلاء الباعة.

وأعرب عن أمله فى أن يكون المستقبل أفضل للقراءة، وقال إن القراءة هى رأس المال الحقيقى للناس فبمقدار وعيهم يستطيعون أن يسايروا يوميات حياتهم، ويدركو بوعى مايدور حولهم بدون أن يؤثر عليهم أحد".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة