مفتى الجمهورية: الهجرة شهادة ميلاد الأمة.. و"فتح مكة" النصر الأعظم فى تاريخها

الخميس، 15 يونيو 2017 11:09 ص
مفتى الجمهورية: الهجرة شهادة ميلاد الأمة.. و"فتح مكة" النصر الأعظم فى تاريخها الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية: إن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون فى الوقت الراهن إلى نشر قيم التسامح والرحمة فى مواجهة موجات التطرف والغلو والتشدد الدينى وتياراته، وهو ما يتجلى فى "فتح مكة" الذى يوافق 20 رمضان المبارك من كل عام، مؤكدًا أن هذه الذكرى العطرة أكبر دليل على التسامح الإسلامى، الذى تجلى فى عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن المشركين حينما دخل مكة المكرمة فاتحًا منتصرًا.

وأضاف مفتى الجمهورية فى كلمته، اليوم الخميس، بمناسبة الاحتفال بذكرى "فتح مكة" الذى يوافق 20 رمضان من كل عام: ما أحوجنا فيالوقت الراهن إلى نشر قيم التسامح والحوار مع الآخر ومواجهة الأفكارالمتطرفة والمتشددة، مضيفًا أن السيرة النبوية الشريفة تقدم لنا أعظم صور التسامح والعفو، فعندما فتح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة، قال لأهلها: «ما تظنون أنى فاعل بكم؟» قالوا: خيرًا، أخكريم وابن أخ كريم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

وأوضح مفتى الجمهورية أنه إذا كان يوم الهجرة بمنزلة شهادة ميلاد الأمةالإسلامية، و"غزوة بدر" تمثل نضجها وقدرتها على مواجهة الأعداء، فإن"فتح مكة" كان خاتمة هذا النصر، فكان الفتح الأكبر والنصر الأعظم للأمة الإسلامية.

وأكد مفتى الجمهورية أن خُلق التسامح والعفو عن الناس، من الأخلاق الحسنة التى غرسها الإسلام فى نفوس المسلمين، مصداقًا لقول الله سبحانه وتعالى للرسول الكريم: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، وقال سبحانه وتعالى أيضًا فى وصف المحسنين: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَوَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، لافتًا إلى أنكثيرًا من الناس يظنون خطأً أن العفو إنما هو ضعف، ولكن الصواب يخالف ذلك، فالإنسان القوى هو الذى يعفو ويصفح، وهو الذى يستطيع أن يتغلب على نفسه، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب» (متفق عليه)، وحينما جاء رجل وقال للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: أوصنى يا رسول الله! قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تغضب».

وأشار مفتى الجمهورية إلى أن أعظم انتصارات وفتوحات المسلمين إنما جاءت فى شهر رمضان المبارك لتؤكد للجميع أن شهر رمضان هو شهر الكَدِّ والعمل والاجتهاد فى مختلف المجالات، وليس شهرًا للكسل والراحة.

وفى ختام كلمته أكد مفتى الجمهورية أن هناك قيمة كبرى عبر عنها هذا الفتح الأكبر، وهى أن الاسلام دين "التسامح والرحمة" فنجد أن "فتح مكة" لم يكن حربًا بل سلمًا، ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة فاتحًا ومنتصرًا، ولو كان قتل من عذبوه وآذَوه لكان ذلك عدلًا منه، إلا أنه يعلمنا جميعًا أن التسامح سمة ومبدأ أساسى فى الإسلام، وأنهينبغى علينا أن نقاتل "الكراهية والعداوة" فى نفوس الأعداء حتى ينقلبوا إلى أصدقاء، مصداقًا لقول المولى عز وجل: {وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَاالسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّحَمِيمٌ}










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة