جهاد الدينارى تكتب: لأعلى سعر نجح لدرجة "خراب البيوت"

الخميس، 15 يونيو 2017 04:55 م
جهاد الدينارى تكتب: لأعلى سعر نجح لدرجة "خراب البيوت" لأعلى سعر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جهاد الدينارى
 
شاب فى بداية حياته يتقدم للزواج من فتاة ميسورة الحال، فتتحدى العالم من حولها وتراهن على اختيارها،  وبكل ما أتت من قوة تدفعه إلى الأمام، وبكل ما أتى من أنانية يدفعها ثمن تضحيتها ويخونها مع أعز صديقاتها.
 
قصة ربما تكررت كثيراً فى واقعنا ونقلتها الدراما أكثر من مرة، وعلى الرغم من تكرارها تظل "قصة العمر الطويل" صالحة للعرض فى أى زمن لكونها قضية اجتماعية مثيرة للجدل بين الأزواج، ومن هنا ضمن صناع مسلسل "لأعلى سعر" الذى تدور أحداثه حول خيانة الدكتور "هشام" لزوجته "جميلة" النجاح قبل حتى نزول العمل للسباق الرمضانى.
 
ولكن ما ميز العمل هنا هو الخط الدرامى المستفز إلى درجة النجاح الذى أضافه المؤلف الدكتور "محمد العدل" فجاءت شخصية الصديقة ورفيقة الدرب التى خانت صاحبتها وتلذذت بسلبها لكل ما تملك كخط استفزازى يثير مشاعر الجمهور ويحث المشاهد على متابعة العمل للنهاية مترقباً انتصار الخير على الشر، وخرج الصراع من الشاشة إلى المنازل وعلى صفحات "السوشيال ميديا".
 
 فصفحات التواصل الاجتماعى والنزاعات القائمة بين الأزواج دعمت العمل وكانت دعاية غير مباشرة له، وفى هذا المقال سأحاول رصد أسباب انتشار هذا العمل الفنى واختلافه عن غيره وسيطرته على عالم " السوشيال ميديا" إلى هذا الحد.
 

اشتعال الصراع بين الأزواج على "السوشيال ميديا" 

بين ترقب انتقام " نيللى كريم" والسب والقذف فى شخصية "ليلى" واتهام الأزواج بالخيانة، اشتعل الصراع على " السوشيال ميديا"، وخرج من الدراما إلى صفحات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، فانتشرت "الكومكس" الكوميدية المؤيدة للزوجة الأولى، وأخرى لاعنة للزوجة الثانية، وانقسم مستخدمى هذه المواقع إلى فريقين رجال وسيدات، وتوالت التعليقات الساخرة التى تؤكد على اشتعال الأزمة فى منازل مصر فالزوجة ترى زوجها فى صورة " الدكتور هشام"، والزوج يحاول دائماً أن يهرب من هذا الاتهام ويعتبر الـ 45 دقيقة مدة عرض المسلسل بمثابة جرعة تسخين دسمة لزوجته التى عادةً ما تتحفز تجاهه وتضع نفسها فى موضع شخصية  " جميلة".
 
ومن هنا اشتد الصراع داخل البيوت نتيجة لصدق المسلسل وصدق أداء الممثلين فى طرحه وانتقلت الأزمة بين الطرفين على ساحات " الفيس بوك" العلانية وإن دل ذلك على شىء فهو يدل على نجاح المسلسل فى تقديم مشكلة واقعية أثارت الطرفى المشاركين بها خارج الأحداث الدرامية، فتربع " لأعلى سعر" على عرش " السوشيال ميديا" فى رمضان، وحاز على اهتمام رواد هذه المواقع وتفوق على غيره من الأعمال المشاركة فى السباق الرمضانى بالنسبة لانتشاره على مثل هذه المواقع، فنجح المسلسل إلى حد خراب البيوت ..   
 

أداء الممثلين أدخل المشاهد بتفاصيل الحبكة 

التمثيل والأداء واقعى بدرجة كبيرة فلا يمكن أن نشعر بالمبالغة أو التبلد فى الأداء إنما حرص المخرج " محمد العدل" على أن ينقل مشاعر وتفاصيل الشخصية كما يجب أن تكون بدون أى محاولة لتضخيمها أو التقليل منها، لذلك خرج العمل واقعى ومس قلوب المشاهدين وخاصة النساء اللاتى وضعن أنفسهن داخل شخصية " نيللى كريم"، ونجح "محمد العدل" فى تحقيق نظرية التطهير للمشاهد الذى عاش مع الشخصيات وحاول أن يطبق مواقفها على حياته ويتجنب أخطائها،.
 
ليلى: أعادت الفنانة " زينة" اكتشافها مرة أخرى من خلال هذه الشخصية الشريرة والمخططة وصاحبة المكائد والطامعة فى كل ممتلكات صديقاتها، فتعد أبعاد الشخصية جديدة من نوعها على " زينة" التى اعتدنا أن نراها فى ثوب الفتاة البريئة صاحبة الوجه البرىء، فهذا الدور كان بمثابة نقلة فنية كبيرة فى حياة "زينة" فأقنعت الجمهور بشر "ليلى" وجعلته يترقب نهايتها وتحولت لأيقونة " خطافة الرجالة" على صفحات السوشيال ميديا.
 
جميلة : أما النجمة نيلى كريم فعلى الرغم من التزامها بأدوار الحزن هذا العام أيضاً إلا أنها قدمت هذه التيمة بشكل مختلف، فطيبتها وتضحيتها المفرطة وأدائها الصادق فى مشاهد عدة كمشهد اكتشاف خيانة جوزها والصفعة التى عبرت من خلالها عن غضبها واختصرت بداخلها كل الكلمات الحوارية التى كان يجب أن تنطق وقتها، وكانت بمثابة صفعة على وجوه الرجال، فصدقها الفنى جعلها تشفى غليل زوجات كثيرات طعنوا بنفس خنجر الخيانة، وتحولت إلى بطلة فى عالم السوشيال ميديا" الجميع ينتظر انتقامها من "زينة" القطب الأخر فى الصراع.
 
الدكتور هشام:  أما أحمد فهمى فاتبع أسلوب "السهل " فلم يبالغ فى أدائه ولم يبذل مجهود لإبراز مشاعره الداخلية، واستطاع أن ينقل إحساس رجل خدع باسم الحب رجل لا يبالى رد فعل زوجته الأولى والمال تحول إلى مصدر سلطته وتجبره على الأخرين، فاستطاع أن يوصلنا أحمد فهى لهذا الإحساس وهذا التكوين دون أى مجهود، وربما يكون هذا الدور الأول من وجهة نظرى الذى يقدم " فهى" كممثل حقيقى. 
 
الأب: لعب الممثل القدير "نبيل الحلفاوى" هذا الدور وكأنه استجمع خبرات السنوات الماضية واختزالها فى دور واحد، فاستطاع أن ينقل لنا صورة الفنان الأصيل الباقى على عاداته وتقاليده وأخلاقه مهما كانت الأحوال والأحداث من حوله، فتعامل " الحلفاوى" مع هذا الدور  " بحرفنة" ونجح فى نقل كافة أبعاد الشخصية من الواقع للدراما فطوع ملابسه وهيئته وإيماءاته وأدائه الصوتى فى خدمة الدور.   
 

العنوسة والزواج الثانى أسباب اجتماعية وراء نجاح العمل

تعد مشاكل مثل العنوسة وتأخر سن الزواج وانتشار ظاهرة الزواج الثانى من وجهة نظرى من أهم أسباب نجاح مسلسل " لأعلى سعر" وغيره من الأعمال التى تطرح وتناقش المشاكل المجتمعية، فعندما تتحول هذه المشاكل المثيرة للجدل إلى عمل درامى لابد أن يكون النجاح مستقبله إذا قدم بشكل يحترم عقل الجمهور، 
فعندما تواجه المشاهد بمشكلة تخصهم وتعد نقطة من نقاط ضعفهم سريعاً ما تجده مقبل على متابعة الأحداث ومترقب للنهاية بل عادةً يدمج نفسه داخل العمل ويعتبر نفسه جزء منه، ويغضب ويفرح ويحزن وينهار مع شخصيات العمل.
 
وفى الفترة الأخيرة تحولت فكرة " الزواج الثانى" إلى واقع أليم تشعر به الزوجه الأولى، وانطلاقة فرج بالنسبة للزوجة الثانية، وظل الصراع قائم بين الزوجتين، الأولى تعتبر نفسها صاحبة التضحيات والتى تستحق المكافأة وليس العقاب، والثانية تبحث عن فرصة جديدة لها فى الحياة مهما كانت النتائج ويكون إما الحب أو الطموح المادى أو الرغبة فى الاستقرار المحرك لها وتكون مصلحتها هى فقط مصدر إلهامها دون النظر لمصلحة الأخرين. 
لذلك تناولت الأعمال الدرامية هذه القصة بأكثر من زاوية إما من زاوية الزوجة الأولى أو من الثانية وحاولت أن تقترب من التركيبة النفسية لكل منهما فى محاولة لتحليل دوافعها النفسية، وهذا ما حدث تماماً فى مسلسل " لأعلى سعر" ونجحت العناصر الإخراجية والكتابية فى خدمة الحبكة وإبرازها بشكل جديد، لذلك أستطيع القول بأن  " القصة بايعة نفسها" وأن الحبكة والقضية التى تطرحها تخص قطاع كبير فى مجتمعنا وتضمن إقباله على متابعتها، وبالتالى ارتفاع نسبة المشاهدة.   
  

تتر المسلسل مهد له النجاح قبل نزوله 

انتشرت أغنية  " تتر" مسلسل لأعلى سعر قبل انطلاقه على الشاشات بعدة أيام وخلقت قاعدة جماهيرية كبيرة للعمل قبل حتى انطلاقه، فكلمات الأغنية وأداء المطربة  " نوال الزغبى" نادرة المشاركة فى مثل هذه الأعمال الفنية جعلت للعمل سحر خاص فى خيال المشاهد، وكانت من أهم أسباب نجاحه، 
وتعد اللغة القوية التى قدمت من خلالها الأغنية والتى تبدأ بـ " ملعون أبو الناس العزاز" لمصدر شهرة وانتشار بين الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى، وبدأ المستمعين للأغنية والمحبين لها فى رحلة التشوق على التعرف على أحداث هذا العمل الذى يعبر عنه التتر، لذلك تحول " التتر" إلى أهم وسائل الدعاية للمسلسل ووفق صناع العمل فى استغلاله كعنصر هام لانتشار المسلسل وخلق قاعدة جماهيرية له قبل نزوله.
 
لاعلى سعر (1)
لاعلى سعر (1)

لاعلى سعر (2)
لاعلى سعر (2)

لاعلى سعر (3)
لاعلى سعر (3)

لاعلى سعر (4)
لاعلى سعر (4)

لاعلى سعر (5)
لاعلى سعر (5)

لاعلى سعر (6)
لاعلى سعر (6)

لاعلى سعر (7)
لاعلى سعر (7)

لاعلى سعر (8)
لاعلى سعر (8)

لاعلى سعر (9)
لاعلى سعر (9)

لاعلى سعر (10)
لاعلى سعر (10)

لاعلى سعر (11)
لاعلى سعر (11)

لاعلى سعر (12)
لاعلى سعر (12)

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة