يعد معرض "الإسكندرية عبر العصور" التابع لمكتبة الإسكندرية، أحد أهم المعارض الدائمة بالمكتبة، ويضم مجموعة من مقتنيات الدكتور محمد عوض رئيس لجنة الحفاظ على التراث بمحافظة الإسكندرية، وهو مالك كافة المقتنيات المعروضة فى المعرض، والتى جمعها على مدى ثلاثين عاما، و يضم المعرض مجموعة نادرة وأصلية من الصور والخرائط التى تعبر عن انطباعات الفنانين والرحالة عن الإسكندرية منذ القرن الخامس عشر حتى القرن التاسع عشر.
كما يضم المعرض صورًا نادرة للمدينة، بدايةً من أوائل القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، تبرز الجانب الثقافى للمدينة الكوزموبوليتانية، كما صورها المشاهير من الكتاب والفنانين.
ويعد هذا المعرض، وثيقة حية لمدينة نصف خيالية، ومع ذلك حقيقية كما وصفها داريل فى كتابه "رباعية الإسكندرية"، حيث يضم مجموعة لوحات لفنانى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عن مدينة الإسكندرية، ومجموعة من خرائط مدينة الإسكندرية فى القرنين السابع عشر والثامن عشر، ومجموعة من صور لمساجد مدينة الإسكندرية، مجموعة صور للعمران السكندرى، مجموعة من الأعمال الفكرية عن مدينة الإسكندرية ، مجموعة صور للقصف البريطانى لمدينة الإسكندرية عام 1882م .
ويسعى هذا المعرض، إلى إبراز دور مدينة الإسكندرية عبر العصور فى شتى المجالات، من خلال عرض الصور والخرائط والوثائق التى توضح أهمية مدينة الإسكندرية الثقافية والاجتماعى، حيث ترك الأوروبيون بصمتهم على كثير من مظاهر الحياة فى الإسكندرية، وفى مبانيها وحدائقها وشواطئها، فالإسكندرية وقد ضمت سكانا من مختلف بلاد أوروبا أكتسبت صفة المدينة متعددة الجنسيات.
وتنقسم مجموعة محمد عوض قسمين، هما الإسكندرية كما يراها الفنانون والمستكشفون ، حيث جذبت الاسكندرية الاسطورية كثير من الفنانين والباحثين فى العصور الوسطى وخاصة الباحثين الأوروبيين، مثل المؤرخ شيلدز من نورنبرج الذى وضع نظرية لإرضاء فضول المستكشفين الشرقيين، بينما فى الواقع كان يقدم ما تحتاج إليه القوى الغازية مجانا.
وقد شهدا القرنان الثامن عشر والتاسع عشر، الوصف الدقيق للإسكندرية، الذى كتبه المؤرخان لو بروين (1702) وفردريك لودفيج نورون (1740) بالإضافة إلى الرؤيا الرومانسية للويس فرنسواكاساس (1795) ولويدجيماير (1801).
وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، كان هناك رواداً مثل محمد بك الفلكى، الذى كلف من قبل الخديوى إسماعيل بإعادة اكتشاف ورسم خريطة للإسكندرية القديمة.
وكتاب الفلكى "ذكريات عن الإسكندرية القديمة" (1872) أرفق به ثلاث خرائط، واحدة للمدينة القديمة، وواحدة للمدينة الحديثة، وواحدة للضواحى كجزء من مجهوداته لإحياء المدينة القديمة وتوثيق حالتها الحديثة.
ويتوهج العصر الذهبى للمدينة من خلال صور الأحداث الاجتماعية العديدة، وأيضا البانوراما التى دمرت أثناء قصف المدينة بالقنابل أثناء الاحتلال البريطانى عام 1882، وقد سجلت إحدى الصحف الأوروبية أحداث هذا العام بطريقة مثيرة، بالإضافة إلى الوصف التفصيلى للمدينة فى الصحف الإنجليزية المصورة.
يذكر أن الدكتور محمد عوض درس فى كلية فيكتوريا بالإسكندرية، وهو محاضِر بكلية الهندسة - جامعة الإسكندرية، ويعمل مستشار بمكتبة الإسكندرية، كما يعمل مهندسًا معماريًّا، وهو مؤسس صندوق الحفاظ على تراث الإسكندرية، كما أنه المؤسس والمدير السابق لمركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط أحد المراكز البحثية التابعة لمكتبة الإسكندرية، ويُركز هذا المركز على البحث عن تراث الإسكندرية والبحر المتوسط المادى والمعنوى وتوثيقه؛ وذلك بهدف دعم الحوار والتبادل فى المنطقة.
ويسعى المركز إلى الحفاظ على التطورات القديمة لمدينة الإسكندرية، ودعم التنمية المستقبلية عن طريق إجراء الأبحاث وإقامة المؤتمرات والمعارض.
معرض الإسكندرية عبر العصور
جانب من المعرض
اللوحات الفنية
مقتنيات المعرض
خرائط نادرة
الإسكندرية قديما
فنار الإسكندرية قديما
تطور المدينة
ميدان قديم بالإسكندرية
تطور مدينة الإسكندرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة