رغم ما نعرفه عنهم فى مجال التكنولوجيا والابتكارات التى يسعون لتوفيرها طوال الوقت للمستخدمين حول العالم، يبقى هنالك جانب آخر لدى شركات التكنولوجيا الكبرى تحفزه النزعة الإنسانية والمسئولية المفروضة عليهم تجاه المجتمع، لتكشف أوجه أخرى قد لا يراها الكثيرون، وفيما يلى نرصد أبرز إنجازات عمالقة التكنولوجيا فى الأعمال الخيرية:
مؤسسة فيس بوك لتطوير العلوم
قرر مارك زوكربيرج مؤسس شبكة فيس بوك هو وزوجته "بريسلا تشان"خلال 2015 التبرع بـ99% من ثروته البالغة 45 مليار دولار للأعمال الخيرية، وذلك بعد ولادة طفلتهما الأولى، إذ أطلقا مبادرة "تشان زوكربيرج " التى تركز على الكثير من المجالات بما فى ذلك التعليم الشخصى ومعالجة الأمراض وتحقيق التواصل بين الناس، وبناء مجتمعات قوية، إضافة إلى اهتمامها بمجال العلوم والجانب العلمى.
وكشف زوكربيرج أن المبادرة تمكنت فى مجال التعلم الشخصى جعل أكثر من 100 مدرسة و20 ألف طالب فى جميع أنحاء البلاد يستخدمون الأدوات التى تساعد فى تطوير التعليم لكل فرد، كما افتتحت "بريسيلا" مدرسة ابتدائية لخدمة الأسر فى التعليم والصحة، كما استثمروا أيضا فى الجهود الدولية مثل منظمة Andela فى نيجيريا وBYJU فى الهند للمساعدة فى توصيل تكنولوجيا التعليم إلى ملايين من الناس فى جميع أنحاء العالم.
وأوضح مؤسسة فيس بوك أن مؤسسة "تشان زوكربيرج" أطلقت مبادرة رئيسية لمساعدة العلماء فى جميع أنحاء العالم لعلاج ومنع وإدارة جميع الأمراض بحلول نهاية هذا القرن، إضافة إلى استثمار 3 مليارات دولار لبناء أدوات جديدة من شأنها أن تساعد العلماء فى جميع أنحاء العالم من إحراز تقدما أسرع، وفى مجال التكنولوجيا تم بناء فريق هندسى على مستوى العالم لبناء التكنولوجيا التى تمكن المعلمين والعلماء والأطباء من خلق تأثير أكبر، ويضم الفريق الآن المهندسين من شركات التكنولوجيا العليا.
بيل جيتس ومحاربة الأمراض
أما "بيل جيتس" مؤسس شركة مايكروسوفت، فقد خصص 95% من ثروته لأجل الأعمال الخيرية، إذ يمتلك منذ منتصف التسعينات مؤسسة خيرية مع زوجته مليندا غيتس تعرف بـ "Bill & Melinda Gates Foundation" وهدفها القضاء على الأمراض والفقر والجهل فى العالم وخاصة فى أفقر مناطق العالم، كما حصل على منح من أغنياء آخرين نشطين فى الأعمال الخيرية مثل رجل الأعمال وارن بافت ب30 مليار دولار أيضا وغيرهم، وقد حقق عددا من الإنجازات مثل القضاء على شلل الأطفال فى العالم فى 2012، كما أنفق مليارات الدولارات على تقوية التعليم وإنشاء مدارس فى أفقر دول العالم، حيث تساند المؤسسة آلاف المبدعين فى كل المجالات من حول العالم بما فى ذلك مكافحة الأمراض لحد الهندسة والطيران والمفاعلات النووية النظيفة ومصادر الطاقة المتجددة ومقاومة الاحتباس الحرارى.
- سباق أبل والطاقة النظيفة:
أما العملاق التكنولوجى أبل فقد كشفت عن توجهها نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة بصناعتها بنسبة 100%، إذ تعد الشركة مسؤولة عن إنتاج أكثر من 200 مليون جهاز إلكترونى مختلف وهو ما يعنى أنها ستستهلك كمية كبيرة من الطاقة، إلا أن الشركة أطلقت فى 2015 برنامج لاستخدام الطاقة بهدف اللجوء للطاقة النظيفة فى عملياتها الإنتاجية بالصين، فيما أوضحت الشركة أنه فى عام 2016 كان 96 % من الكهرباء المستخدمة بالمراكز العالمية جاءت من مصادر طاقة نظيفة، وهذا قلل من إنتاج حوالى 585 طن مترى من الانبعاثات الكربونية، وأنهم يعتمدون على الطاقة النظيفة بنسبة 100 % فى 24 دولة."
على جانب أخر كشف "تيم كوك" رئيس شركة أبل أنه يسعى للتبرع بثرواته للجمعيات الخيرية، وقال كوك إنه يعتزم التنازل عن ثروته لصالح الجمعيات الخيرية، بعد دفع تكاليف دراسة ابن أخيه الجامعية، والذى يبلغ عمره حاليا 10 سنوات، وبرر كوك هذه الخطوة بالقول إنه "يريد أن يكون الحجر الذى يلقى فى ماء البحيرة ليخلق موجات من أجل التغيير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة