- أقباط يتبرعون بوجبات لإفطار الصائمين
"مش عايزين حد يبقى جعان"، بهذه الكلمات الأقرب إلى الشعار يمكن تلخيص مبادرة "ثلاجة الخير" التى أطلقها عدد من الشباب بمدينة دمنهور بالبحيرة، من أجل إطعام الفقراء بشكل مجانى طوال أيام السنة خاصة فى شهر رمضان.
وتعتمد تلك المبادرة التى تقام لأول مرة بالمحافظة، على وضع ثلاجات كبيرة لحفظ المأكولات فى الشوارع الرئيسية بمدينة دمنهور، ويتم دعوة المواطنين للتبرع بالطعام الزائد عن حاجتهم بعد تغليفه بشكل صحى على هيئة وجبات، ووضعها داخل ثلاجات الأغذية تمهيدا لتوزيعها على الفقراء دون أى مقابل.
فى البداية يقول مؤسس المبادرة، وهو أحد الصيادلة بمدينة دمنهور الذى رفض ذكر اسمه، أن بزوغ الفكرة كانت مع مشاهدة أحد الصبية، وهو يأكل فى نهم شديد من صندوق القمامة المتواجد بمنطقة دمنهور الجديدة فى مشهد مأساوى بالغ الدلالة، مضيفا أنه من شدة تأثرى بهذا المشهد قررت مع مجموعة من الشباب والأصدقاء، إطلاق هذه المبادرة التى تقوم على التبرعات العينية من المأكولات والمشروبات الزائدة عن احتياجات المواطنين.
وأوضح أنه تم إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعى بخصوص المبادرة الجديدة، مما أدى إلى دعم العديد من الأهالى خاصة الشباب لبرنامجنا التطوعى.
فيما أكد جابر الصعيدى، صاحب مقهى واحد مؤسسى المبادرة، على التواصل الدائم مع الأهالى لجمع التبرعات العينية من الأطعمة المختلفة، مضيفا أن المبادرة نجحت بشكل لافت للنظر، حيث تم تجهيز 4 ثلاجات للمأكولات فى مدة لا تتعدى 60 يوما، المتواجدة بشارع عبد السلام الشاذلى أمام مستشفى المبرة، وأمام إدارة جامعة دمنهور بمنطقة الاستاد، وأمام مسجد مصعب بن عمير بمنطقة أرض ادمون وخلف مطعم كنتاكى، ويتم توزيع ما يقرب من1000 وجبة يوميا فى شهر رمضان.
وأوضح الصعيدى، أنه تم تطوير الفكرة من عرض الوجبات الغذائية من خلال ثلاجات الشوارع، إلى توزيع تلك الوجبات على المحتاجين والفقراء بمحل إقامتهم، فيما يشبه فكرة "الديلفرى" وبشكل مجانى.
وقال محمود شمة، أحد المتطوعين فى المبادرة، إنه تم الاتفاق مع عدد من المطاعم الشهيرة وقاعات الأفراح ومحلات المواد الغذائية، للمساهمة فى المبادرة عن طريق تقديم وجبات غذائية مغلفة بشكل مجانى كل يوم، مضيفا أن هناك شروط صحية لقبول الطعام، منها عدم وضعه فى أكياس سوداء، وأن يكون طازج ومتماسك.
وأوضح شمه، أن هذه المبادرة كشفت عن المعدن الحقيقى لهذا الشعب، وترسيخ قيم الوحدة الوطنية بداخله، مضيفا أن عدد من الأقباط يساهمون بشكل دورى بتقديم وجبات لإفطار الصائمين فى شهر رمضان.
من جانبها قالت أم محمد عاملة بأحد المراكز الطبية بدمنهور، أن هذا المشروع الانسانى يكفل طعام العديد من الأسر المحرومة خاصة فى شهر رمضان، مضيفة أنها تحرص على الحصول يوميا على طعام الإفطار من ثلاجة الخير، وتابعت "والله أحلى أكل بيجى من المطاعم المشهورة علشان الغلابة.. ربنا يبارك يجازيهم كل الخير".
فيما طالب محمود خيرى، عامل يومية، القائمين على المشروع بتعميمه على المراكز والقرى، وعدم اقتصار على مدينة دمنهور فقط، كما طالب بتوزيع الوجبات المجانية على من يستحقها، حتى لا يتخذه المتسولين فرصة لاستغلاله.
أحد ثلاجات الخير بمدينة دمنهور
جانب من أطعمة ثلاجة الخير
شعار ثلاجة الخير طعام نظيف
تواجد تلاجة الخير بشوارع دمنهور
ثلاجة الخير بجانب مقاهى دمنهور
أحد القائمين على المشروع يوزع الوجبات
الوجبات داخل الثلاجات
جانب من الوجبات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة