بالصور.. القصة الكاملة لإزالة منزل بطلة إفريقيا فى رفع الأثقال بالدقهلية

الإثنين، 12 يونيو 2017 07:00 ص

المنزل بعد هدمه

الدقهلية ـ محمد حيزة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صوت ارتطام كبير، وأتربة تخرج من كل مكان، هكذا استيقظت أسرة تتكون من 3 فتيات، إحداهن بطلة أفريقيا فى رفع الأثقال، وولدين ووالدتهن، بعدما تبين أن سقف إحدى الحجرات بمنزلهم القديم قد انهار، مخلفا وراءه كارثة محققة، مما أثار فزع أهل الشارع، بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وعلى الفور تم الاتصال بالنجدة والإنقاذ، ظنا منهم أن البيت سينهار، ولكن لم يحدث أن انهار بفعل الزمن، إنما سقط على يد موظفى مجلس مدينة السبنلاوين، الذين هدموه بقرار إزالة، مما عرض الأسرة للنوم فى الشارع، وتعرض مستقبلها للخطر، بعدما تركوا محل أسفل المنزل لم يهدموه، مستأجر بالإيجار القديم، ويمنعهم مستأجره من هدمه ليظل يدفع 5 جنيهات شهريا فقط، مما يعيقهم عن البناء من جديد.

"أمل محمد توفيق"، 17 سنة، بطلة أفريقيا فى رفع الأثقال، والتى أصبحت متواجدة فى العراء منذ أيام، بعد هدم منزلها، هى ووالدتها فادية عبدالبديع حسن، 43 عامًا، الأرملة التى توفى زوجها، محمد توفيق منذ سنوات طوال، ولم يخلف لها سوى المنزل، وبقية أبنائها، هم الشيماء فى الصف الثانى بكلية التجارة، وإبراهيم بالصف الثالث الثانوى الأزهرى، وأمنية فى الصف الأول الثانوى، وزينب فى الصف الثانى الإعدادى، و"محمد" بالصف السادس الابتدائى، ينتظرون الجيران ليمدوهم بالطعام والشراب، بعدما فقدوا كل شئ فى منزلهم.

وكرست الأم كل حياتها لهم ولتربيتهم ومساعدتهم فى الحياة، وتعليمهم، بعد أن امتهنت مهنة الخياطة والحياكة، وفتحت لنفسها محل صغير فى بيتها، المكون من طابق ومحلين، أحدهما مستأجر بإيجار قديم بـ 5 جنيهات فى الشهر، منذ سنة 1960، وأصبحت الأسرة فى مهب الريح.

المبيت فى الشارع، لم يمنعها عن الحلم، وتكراره، فقالت أمل محمد توفيق، بطلة إفريقيا فى لعبة رفع الأثقال ،:" حلمها الفوز ببطولة العالم فى رفع الأثقال، وأكمل المشوار، وأساعد أسرتى، ونبنى المنزل، ونلم شملنا من جديد، وندارى عورتنا ونحفظ إخواتنا، نحن ضعفاء جدا، ولم يرحم أحد ضعفنا، ورمينا فى الشارع، لم يعطونا فرصة لإخلاء الأثاث، وأنا أعيش بنظام غذائى معين ومواعيد للتمرين حتى أحافظ على المستوى الذى وصلت له فى رفع الأثقال، ولكن كل هذا حاليًا مهدد، وأخى ترك مذاكرته ليساعدنا فى إخلاء البيت رغم امتحانات الثانوية".

وأضافت "أمل": نحن نسكن فى الشارع، والأهالى يعطونا الطعام من أجل الإفطار، فلم يعد لدينا مكان نطهى فيه طعامنا، كلنا مشردين ومهددين بالضياع حاليا، لم يعد أمامى سوى حلم البطولة، حتى أبنى البيت، وأنقذ أمى من شؤم قرض، تقترضه من أجل بناء البيت "، مناشدة محافظ الدقهلية بإستصدار قرار بهدم المحل الذى تركه مجلس مدينة السنبلاوين، لإن وجوده يعيقنا عن البناء، وتوفير مسكن لإيوائنا بدل من تشريدنا فى الشارع.

وتقول فادية عبدالبديع حسن، 43 سنة، طردونا من البيت الذى آوانا، وهدموا محلى وتركونى فى الشارع، دون أن يوفروا لنا حتى سكن إيواء، وهذا البيت الذى نسكن فيه، ورثناه عن زوجى بالمشاركة مع شقيقه، والإرث مشاع، ويوجد محل إيجار قديم، وصل ثمن إيجاره 5 جنيهات، والمستأجر يرفض الخروج منه حتى لا نتمكن من إزالته، ونريد إزالته الآن، لإن مجلس المدينة، لما أتى بعد انهيار السقف، هدم البيت كله إلا المحل المستأجر، حتى منعنا من أن نأخذ قرض ونبنى بيتنا.

وأضافت: "نحن أصحاب الملك طردونا، ولا يزال المستأجر موجودا فى المحل، وكان لى محل بالدور الأرضى أعمل به فى الخياطة، وإصلاح الملابس، تم هدمه بالكامل، ولم يعد لى مصدر رزق، ولا سكن، وأنا أنفق على أولادى من عملى ومعاش والدهم، الذى لا يتجاوز 600 جنيه".

أكبر الأشقاء والشقيقات هى شيماء توفيق الطالبة بكلية التجارة جامعة الأزهر، تقول أثناء حديثها لـ "اليوم السابع"، بعد صدور قرار هدم لأحد المحلات فى المنزل فؤجئنا بمجلس المدينة يهدم المنزل كله وترك المحل الكبير الخاص بالمستأجر، ولم يتم هدمه لدرجة أن صاحبه وضع فيه البضاعة مرة أخرى، بعد أن انهار المنزل، وقام مجلس المدينة بهدمه.

وتتابع "شيماء":" هدموا منزلنا، وتركوا المحل الصادر له قرار الإزالة لإننا أيتام، وإحنا فى نظرهم ناس غلابة، بيتنا ومحلنا تم تدميره وأصبح خراب، ولا يصلح لأى شئ وهذا لعدم تنفيذ القانون.

وقال محمود أبو طالب، رئيس مركز ومدينة السنبلاوين، بمحافظة الدقهلية، لـ "اليوم السابع"، أن المنزل صادر له قرار إخلاء إدارى، ومجلس مدينة السنبلاوين، نفذ قرار الإخلاء الإدارى، ولو المستأجر عادل للمحل، فلماذا لم تقدم الأسرة ببلاغ للشرطة، تتهمه فيه باقتحامه، وقد أخلى بمحضر رسمى ثابت، ولابد أن يذهبوا لمجلس المدينة، ويستصدروا قرار إزالة، تحت إشراف مهندس نقابى لإتمام عملية الإزالة، ويحرروا محضر شرطة ضد المستأجر.