أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10 يونيو 1967.. الملايين فى شوارع القاهرة وحصار مجلس الأمة رفضا لتنحى عبدالناصر

السبت، 10 يونيو 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 10 يونيو 1967.. الملايين فى شوارع القاهرة وحصار مجلس الأمة رفضا لتنحى عبدالناصر مظاهرات تاييد ناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتصل الرئيس جمال عبدالناصر بالكاتب الصحفى, محمد حسنين هيكل, فى الساعة الثانية عشرة والنصف صباح يوم 10 يونيو «مثل هذا اليوم» عام 1967، يشكو فيها من تعب لم يشعر به من قبل، ويحس بحاجة شديدة إلى أن يغمض عينيه وينام، وسيبلع قرصا منوما ويحاول، ويؤكد هيكل فى كتابه «الانفجار 1967» عن «مركز الأهرام للترجمة والنشر - القاهرة»، أن محاولة نوم عبدالناصر لم تفلح، وعاد للاتصال به فى الساعة الخامسة والربع قائلًا: «إن القرص أصابه بعوارض النوم، وفى نفس الوقت فإن فكره كله يقظان».
 
كانت الأوضاع متفجرة فى مصر والعالم العربى اعتراضًا على قرار عبدالناصر بالتنحى يوم 9 يونيه، وتولى زكريا محيى الدين للرئاسة وذلك بسبب نكسة 5 يونيو 1967، وفور إعلان عبدالناصر هذا القرار على شاشة التليفزيون المصرى، تدافع الملايين يرفضون ويهتفون بكلمة واحدة هى: «ناصر»، وينقل هيكل، ردود الفعل، التى سادت فى مصر والعالم أجمع، ويذكر أن زكريا محيى الدين اتصل به، وكانت دهشته بالغة، متسائلًا عن «هذا الذى فعلناه به، وهل هذا معقول؟ وأنه عرف أن مظاهرات فى الشوارع تهتف ضده وتطالبه بألا يقبل ما كلف به، وإلا فهو أمام الناس خائن».
 
طلب هيكل من زكريا الانتظار حتى الصباح ردًا على طلبه بإذاعة بيان اعتذار، فخرج زكريا عن هدوئه الطبيعى: «بهذا الشكل لن يطلع صباح»، ثم راح يتحدث عما يجرى فى الشوارع بكل مكان فى مصر»، يضيف هيكل: «بدأت التقارير ترد من كافة أنحاء مصر بأن جماهير لا تحصى ولا تعد أوقفت قطارات السكك الحديدية، واستولت على أكثر من مائة وعشرين قطارًا، كما استولت على كل سيارة عثرت عليه وكل هذا متجه إلى القاهرة».
 
تعجب عبدالناصر من المشهد، وحسب هيكل فإنه اتصل به يسأله عما يجرى، ولما روى له صورة ما يحدث، كان سؤاله المتكرر: «ليه؟، وراح يرددها مستغربًا»، ويضيف هيكل، أنه أمام هذه التطورات أصدر عبدالناصر بيانا قال فيه، إنه سيذهب غدا إلى مجلس الأمة ليناقش معه ومع جماهير شعبنا قراره الذى أعلنه، وناشد الجماهير الانتظار حتى الصباح.
 
عندما قاربت الساعة العاشرة صباحًا كان باديا أن القاهرة فى حالة غليان، وأن الطرق إلى البرلمان مغلقة ولا سيطرة عليها لأحد، مما تأكد معه استحالة ذهاب عبدالناصر إليها، فكانت فكرة إرساله رسالة إلى مجلس الأمة ليتلوها رئيسه أنور السادات على النواب، الذين كانوا متحصنين فى المجلس منذ إعلان قرار التنحى، وكان نص الرسالة: «السيد رئيس مجلس الأمة: لقد كنت أتمنى لو ساعدتنى الأمة على تنفيذ القرار، الذى اتخذته بأن أتنحى، ويعلم الله أننى لم أصدر فى اتخاذ هذا القرار عن أى سبب غير تقديرى للمسؤولية وتجاوبًا مع ضميرى وما أتصور أنه واجبى، وإنى لأعطى هذا الوطن راضيا وفخورا كل ما لدى حتى الحياة إلى آخر نفس فيها، إن أحدًا لا يستطيع ولا يقدر أن يتصور مشاعرى فى هذه الظروف إزاء الموقف المذهل الذى اتخذته جماهير شعبنا وشعوب الأمة العربية العظيمة كلها بإصرارها على رفض قرارى بالتنحى منذ أعلنته وحتى الآن، ولا أعرف كيف أعبر عن عرفانى تجاهه».
 
«إن الكمات تضيع منى وسط زحام من المشاعر يملك على كل جوارحى، وأقول لكم بأمانة، وأرجوكم تبليغ مجلس الأمة الموقر أننى مقتنع بالأسباب التى بنيت عليها قرارى، وفى نفس الوقت فإن صوت جماهير شعبنا بالنسبة لى أمر لا يرد، ولذلك فقد استقر رأيى على أن أبقى فى مكانى وفى الموضع، الذى يريد الشعب منى أن أبقى فيه حتى تنتهى الفترة، التى نتمكن فيها جميعا من أن نزيل آثار العدوان، على أن الأمر كله بعد هذه الفترة يجب الرجوع فيه إلى الشعب فى استفتاء عام، وإنى لا أشعر أن النكسة لا بد أن تضيف إلى تجربتنا عمقًا جديدًا، ولابد أن تدفعنا إلى نظرة شاملة فاحصة وأمينة على عملنا، وأول ما ينبغى أن نؤكده بفهم واعتزاز وهو واضح من الآن أمام عيوننا، أن الشعب وحده هو القائد، وهو المعلم وهو الخالد إلى الأبد».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة