دائمًا ما يرتبط شهر رمضان، بروحانياته وطقوسه الخاصة دخل كل بلد فى العالم، ويخلق نوعًا من العادات تخص بها كل بلد عن الآخر فى استقباله لأيام الشهر الكريم.
الكويت كأحد البلاد العربية والإسلامية، لا يختلف الحال فى احتفاء الكويتيين بالشهر الفضيل، كسائر البلدان الأخرى، فشعائر صلاة التراويح فى المساجد والساحات والدروس الدينية فى المساجد حاضرة هناك.
ومن العادات المرتبطة أيضًا بالشهر الكريم فى الكويت احتفال الناس يوميًا عند غروب الشمس بانطلاق مدفع الإفطار، حيث يجتمعون بكثافة قرب مكان المدفع منذ العصر، وعندما ينطلق يهلّلون ويزغردون، وقرب مكان المدفع يقع سوق المباركية التراثى قبلة الكويتيين فى الشهر الفضيل، إذ يزدحم بالرواد من كل الجنسيات، ويتحول إلى ملتقى يجمع الأهل والأصدقاء، حيث المقاهى والمطاعم والمشروبات والمأكولات الشعبية الشهيرة مثل الكباب والكشرى والفطير المشلتت والمشروبات الساخنة والباردة، والسهر حتى وقت السحور وساعات الفجر.
وبحسب ما يروى الشاعر "عبد الله صبرى"- مصرى يعيش منذ سنوات طويلة هناك"، تحتفظ موائد الكويتيين منذ عقود من الزمان بأطباق مختلفة وهى بمثابة أطباق رئيسية نادرا ما تخلو منها الموائد التى تقدم فى شهر رمضان ومن أهم هذه الأطباق "الهريس" التى تعد واحدة من الأكلات الكويتية المعروفة خلال هذا الشهر، والتى تشكل طبقا رئيسيا وأساسيا فيها وتصنع من القمح المهروس مع اللحم ويضاف إليها عند التقديم السكر الناعم والسمن البلدى والدارسين «القرفة» المطحونة، ولا تخلو موائد الإفطار فى البيوت الكويتية من أكلة التشريب التى هى عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعا قطعا صغيرة ويسكب عليه مرق اللحم الذى يحتوى بالغالب على صنفين هما القرع والبطاطس وحبات من الليمون الجاف الذى يعرف بـ "لومى".
ويعتبر الجريش من الأكلات الشعبية المفضلة فى شهر رمضان حيث يطبخ من القمح وكان الكويتيون قديما يقولون "صالح مالح ما يحب إلا الجريش لقمته فى العيش كبر المنصبة"، أما اللقيمات فهى من حلويات شهر رمضان وتعرف بـ"لقمة القاضى" وتعمل من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين المختمر وتقطع لقيمات وتلقى فى الدهن المغلى حتى الاحمرار ثم توضع فى سائل السكر أو الدبس.
وهناك أكلتا البثيث والخبيص وهما أكلتان شعبيتان غالبا ما تقدمان فى شهر رمضان وتصنعان من الدقيق والتمر والسمن.
ومن حلويات شهر رمضان قديما فى الكويت أكلة الساغو وهى تشبه المهلبية وتسمى الماغوطة ويدخل فى تركيبها مسحوق جمار جوز الهند عوضا عن النشا.
وأهم ما يميز هذه الحلويات نكهتها ومذاقها الطيب ورائحتها المميزة فكان يدخل فى صناعتها الهيل والدارسين والزعفران وهى مجموعة من البهارات الحلوة المذاق وأيضا القهوة الحلوة وهى عبارة عن الزعفران المغلى بقليل من السكر.
وقد اعتاد أهل الكويت فى السهرات الرمضانية بالماضى وبالأخص فى الدواوين التى تستمر فى استقبال روادها إلى ساعات متأخرة من الليل على تقديم أطباق خاصة من الأكل تعرف بـ "الغبقة" والغبقة قديما كانت تقدم فى وقت لا يزيد على الساعة العاشرة مساء وهى تحتوى على أصناف شعبية خفيفة مثل الباجيلا والنخى والمحلبية وخبز الرقاق بالإضافة إلى تشكيلة منوعة من الحلويات الشعبية.
التجمع حول المدفع فى الكويت
الهريس
جانب-من-سوق-المباركيه..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة