72 ساعة تلخّص سياسة مصر تجاه الخليج.. السيسي يرد على "مطامع إقليمية" بزيارة الكويت والبحرين.. ويرفض التدخل بشئون الدول العربية.. تبنى سياسة "وحدة الصف" أبرز الرسائل.. و"إعلام الإخوان" يفشل فى تسويق الأكاذيب

الثلاثاء، 09 مايو 2017 01:44 م
72 ساعة تلخّص سياسة مصر تجاه الخليج.. السيسي يرد على "مطامع إقليمية" بزيارة الكويت والبحرين.. ويرفض التدخل بشئون الدول العربية.. تبنى سياسة "وحدة الصف" أبرز الرسائل.. و"إعلام الإخوان" يفشل فى تسويق الأكاذيب زيارة الرئيس السيسي للبحرين
كتب محمد الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدى ثلاثة أيام، هى مدة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كل من الكويت والبحرين، كان التأكيد المصرى على "استقرار وأمن الخليج" حاضراً بقوة، خلال مباحثات الرئيس السيسي مع كبار المسئولين فى البلدين، وهى رسالة حرصت القاهرة على توجيهها وتأكيدها، حتى فى أثناء ترشح الرئيس السيسي لرئاسة الجمهورية.

 

لم تكن جولة الرئيس السيسى الخليجية، التى استبقها بزيارة للملكة العربية السعودية، ثم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، واختتمها بالكويت والبحرين قبل ساعات، مجرد جولة عابرة لتعزيز العلاقات والتعاون الثنائى فحسب، لكن يظل ما فى الكواليس والمباحثات ما هو أكبر من البيانات الرسمية وتناقل أخبار الزيارة عبر الوكالات.

 

عندما قال الرئيس السيسي "مسافة السكة" رداً على سؤال حول رد فعل مصر إذا ما حاولت دول إقليمية تهديد أمن الخليج العربى، لم تكن للاستهلاك الإعلامى، ولا لفتح خزائن دول الخليج للاستثمار فى مصر، فى وقت كانت مصر تحتاج إلى الخروج من "عنق الزجاجة"، وهى الأكاذيب التى كان يسوّقها "إعلام الإخوان" لتدمير علاقة مصر بأشقائها، حتى أن ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خرج قبل أيام بتصريحات تليفزيونية ليؤكد على أن "إعلام الإخوان" وراء كل ما يروّج عن توتر فى العلاقات المصرية-السعودية، وهو أمر غير صحيح.

 

ولا شك أن الدول العربية حالياً، تعانى من تحديات تستهدف وجودها، وكما كانت مصر هى "عمود الخيمة" على مر العقود، تعود مصر لممارسة دورها للحفاظ على ما تبقى من الدول الوطنية من شبح التشرذم والفوضى والتقسيم؛ حتى لا يتكرر سيناريو "سوريا وليبيا والعراق"؛ فكانت سياسة مصر الدائمة هى "وحدة الصف" و"وحدة المصير" والتأكيد على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر، بل أن أمن الخليج هو جزء من الأمن القومى المصرى؛ وهى رسالة مقصودة وموجهة لهؤلاء الذين لديهم طموحات توسعية فى المنطقة وبسط النفوذ على أساس عرقى وطائفى، وهو ما لن يحدث طالما بقيت مصر قوية بجيشها وشعبها ووحدتها، ومواقفها "المحترمة" المبنية على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ومساندة الجيوش الوطنية، ضد محاولات جر المنطقة إلى مزيد من التقسيم والخراب، وهذا كله يضمن مجابهة تمكين المليشيات والجماعات المسلحة، والحفاظ على الدولة الوطنية، فى منطقة على شفا الانهيار الذى سيكون له نتائج كارثية على العالم كله.

 

وجاءت التدريبات المشتركة التى تجريها القوات المسلحة بالتعاون مع نظائرها من الدول الشقيقة والصديقة فى مختلف التخصصات، لتحقيق تلك الأهداف، والمساهمة فى تعزيز أوجه التعاون العسكرى ونقل وتبادل الخبرات وفقا لأحدث التكتيكات وأساليب القتال الحديثة.

 

لقد اكتسبت مصر المزيد من الاحترام بين أشقائها، فهى التى لم تتخل يوماً عن قضاياهم، ودفعت الغالى والنفيس من دماء أبناءها للحفاظ على التراب العربي؛ ورغم ما يظهر فى الأفق من بعض الاختلافات فى وجهات النظر، وهو أمر طبيعى، إلا أن هذه الاختلافات لم ولن ترقى يوماً إلى الخلاف والقطيعة مع "السعودية والإمارات والكويت والبحرين" تحديداً؛ فهى دول تقدر قيمة مصر وتعرف مبتغاها للحفاظ على الأمة، بعكس دويلة أخرى تفتح خزائنها لدعم الإرهاب، والتشكيك فى الدور المصرى، وهى محاولات تحركها الأحقاد ضد بلد الحضارة والتاريخ لسحب البساط من تحت قدميها لصالح دول وامبراطوريات أخرى لا تنطق بلسان العرب، ولديها أجندات توسعية لنهب ثروات الدول العربية.

 

وفى لقاءاته بأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وكبار المسئولين فى دولة الكويت، أكد الرئيس السيسي على ما تتسم به العلاقات المصرية الكويتية من تميز وخصوصية وما يجمع بين البلدين من تاريخٍ مشترك ومصيرٍ واحد، فيما كان رد أمير الكويت تأكيداً على المكانة الخاصة التى تحظى بها مصر وشعبها لدى الشعب والحكومة الكويتية، ولاسيما فى ضوء ما قدمته مصر على مدار عقود فى سبيل التصدى لما يتعرض له الوطن العربى من تحديات وتهديدات.

 

أمير الكويت أشاد بدور مصر المحورى باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربى بأكمله، كما ثمّن مساهمات أبناء مصر فى النهضة التنموية بدولة الكويت، ومؤكداً حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، وأن تساهم زيارة الرئيس فى تطوير أطر التعاون القائمة.

 

وقوبلت تصريحات أمير الكويت، بتأكيد الرئيس السيسي على أن الشعب المصرى لن ينسى هذه المواقف التى عكست أصدق معانى الأخوة والدعم، مشدداً على عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى الخليج، وأن مصر تقف إلى جانب أشقائها فى الكويت والخليج فى مواجهة أية تهديدات إقليمية أو خارجية.

 

لم تناقش الزيارة الملفين الأمنى والسياسى فقط، لكنها كانت فرصة طيبة لمناقشة ملف الاقتصاد مع المسئولين فى الكويت وعرض فرص الاستثمار فى مصر، خاصة أن مصر أكثر استقراراً الآن وجذباً للاستثمار وتمتلك خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى، وأنجزت العديد من المشروعات القومية العملاقة.

 

وعرض الرئيس برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه مصر، وكذلك ما تقوم به من إجراءات لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات، مشيراً إلى المشروعات القومية التى تنفذها مصر، التى تتيح فرصاً استثمارية متنوعة فى العديد من المجالات، وهو ما أشاد به رئيس مجلس الوزراء الكويتى جابر المبارك، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر فى كافة المجالات، وتفعيل عمل اللجنة المشتركة المصرية الكويتية المقرر أن تعقد اجتماعها القادم خلال شهر نوفمبر المقبل بالكويت، بما يساهم فى تطوير التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين.

 

وفى لقائه بمرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتى، بالإضافة إلى عدد من أعضاء المجلس، ناقش الرئيس تبادل الزيارات والخبرات بين نواب مجلسى البلدين، مشيداً بالتجربة الديمقراطية بدولة الكويت، مؤكداً الدور الهام الذى يقوم به مجلس الأمة فى إثراء الحياة السياسية والنيابية فى الكويت، فيما أكد "الغانم" على العلاقات القوية والراسخة التى تربط بين مصر والكويت على المستويين الرسمى والشعبى، مشيراً إلى أن مصر تمثل قلب العالم العربى وركيزة أساسية لأمنه واستقراره.

 

كما اكتسبت زيارة الرئيس السيسى للبحرين، أهمية خاصة، فمنذ وصوله إلى قاعدة الصخير الجوية بالمنامة، استقبله الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وعدد من كبار المسئولين بحفاوة كبيرة، وعقد الرئيس والملك جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، استهلها الملك حمد بالترحيب بالرئيس، مشيداً بعودة مصر إلى موقعها الطبيعى فى العالم العربى بعد الأحداث التى شهدتها على مدار السنوات الماضية.

 

ولم ينس ملك البحرين أن يشيد بدور مصر المحورى فى المنطقة، وقال أن مصر تأل جهداً إزاء دعم ومساندة دول الخليج والعالم العربى، وحرصت دوماً على الاضطلاع بدورها الهام كركيزة أساسية للأمن والاستقرار بفضل ما تتمتع به من شعب عظيم وتاريخ عريق ومؤسسات قوية، مثمناً مساهمات أبناء مصر فى تحقيق التنمية بالبحرين، ومعرباً عن تقديره لدعم مصر للبحرين فى مختلف القضايا.

 

وجاءت تصريحات الرئيس السيسي خلال مباحثاته مع ملك البحرين، لتؤكد على أن مصر على الطريق الصحيح، فأكد السيسي أن ما استطاعت مصر انجازه خلال السنوات الماضية على صعيد تدعيم الأمن والاستقرار تم بفضل وعى شعبها وعدم سماحه لأحد بالتدخل فى الشأن المصرى، معرباً عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائى مع البحرين فى جميع المجالات من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

 

وجدد الرئيس تأكيده على أهمية التصدى لمحاولات التدخل فى شئون الدول العربية، مؤكداً عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها فى دول الخليج، وأن أمن الخليج يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن مصر.

 

ووجه الرئيس والملك رسالة إلى المجتمع الدولى، حيث أكدا على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.

 

وشمل جدول أعمال الرئيس السيسي للبحرين زيارة لمجلس التنمية الاقتصادية فى البحرين، وذلك بصحبة الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولى عهد البحرين، وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين البحرينيين، حيث استمع الرئيس إلى شرح حول أهداف وأنشطة المجلس، والذى يُعد الهيئة المسئولة عن جذب الاستثمارات إلى البحرين، ودعم المبادرات التى من شأنها تعزيز بيئة الاستثمار فى المملكة، ويعمل المجلس مع الحكومة والقطاع الخاص والمستثمرين لتحديد الفرص الاستثمارية التى تسعى الحكومة البحرينية إلى تنميتها فى مختلف القطاعات الاقتصادية.

 

كما حرص الرئيس على الالتقاء بمقر إقامته بالعاصمة البحرينية المنامة، أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب البحرينى، مشيداً بما تتميز به البحرين من انفتاح، فضلاً عن الدور المهم الذى يقوم به مجلس النواب البحرينى فى مناقشة القضايا الوطنية الهامة، مؤكداً التزام مصر بدعم البحرين والحفاظ على أمنها وأمن دول الخليج.

 

وقبيل مغادرة المنامة، حرص الرئيس على لقاء الشيخة مى بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية، وتناول معها سُبل تعزيز التعاون والتبادل الثقافى بين البلدين، لاسيما من خلال تنظيم الفعاليات والمنتديات والمناسبات الثقافية المشتركة، فضلاً عن التعاون فى تفعيل دور الثقافة فى التّنمية الاجتماعية والاقتصاديّة الشاملة من خلال تعزيز دور المتاحف والتراث الشعبى والمكونات الثقافية فى إثراء معرفة المجتمعات العربية بتاريخها وحضارتها.

 

وأشار الرئيس إلى ما تتميز به البحرين من انفتاح وثراء ثقافى أصيل، مُعرباً عن تطلعه لتنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة بين البلدين بما يساهم فى تعزيز التواصل على المستوى الشعبى.

 

ومن جانبها، أكدت الوزيرة البحرينية على ما تمثله مصر من منارة ثقافية للوطن العربى، مشيدةً بإسهامات مصر التاريخية فى إثراء الثقافة العربية، ومعربةً عن تطلعها لتطوير وتعزيز التعاون والتواصل الثقافى بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة