أحمد إبراهيم الشريف

مناجم الفحم.. تاريخ من استعباد الفقراء وقتلهم

الأحد، 07 مايو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كل يوم يطل علينا الموت بهيئته الصعبة ليصطاد عددا منا، أحيانا يبتكر طرقا جديدة، ومعظم الأوقات يعيد استخدام طرق قديمة بالية، ومن هذه الطرق القديمة «مناجم الفحم»، التى تتكرر حكايتها، ويصبح الاختلاف فقط فى عدد الضحايا.
 
ومنذ أيام، خرجت علينا وسائل الإعلام بأن انفجارا فى منجم للفحم بشمال إيران أودى بحياة ما لا يقل عن 35 عاملا وأصاب العشرات، حدث ذلك فى منجم زمستان يورت للفحم بإقليم جلستان، بينما كان العمال يحاولون تشغيل قاطرة.
 
لا يمل الموت ولا الرأسماليون أصحاب المناجم من قهر الفقراء واستغلالهم حتى الموت، وفى كتاب «أمراء الاستعباد.. الرأسمالية وصناعة العبيد» 
لـ«رمضان عيسى الليمونى» من إصدارات «إى- كتب» لندن 2016 يستعرض تاريخ عدد من الحوادث المتعلقة بمناجم الفحم، فيقول: «إن سجل العمل فى «مقبرة المناجم» حافل بالكثير من الحوادث الكارثية التى أودت بحياة آلاف العمال الفقراء على مدار عقود طويلة، ربما يؤدى وضعها أمامنا إلى كشف صورة موجزة لتلك النهاية المأساوية للعمل القسرى فى المناجم، فقد سجلت حادثة منجم الفحم الصينى «هونكيكو» بولاية لياو نينج الصينية، التى وقعت سنة 1942 أكبر كارثة بتاريخ المناجم فى العالم، والتى راح ضحيتها ألف و549 شخصا، كما شهدت بلدان أخرى، بينها فرنسا واليابان، إضافة للصين 12 حادثة مشابهة، أودت بحياة 6 آلاف و811 عامل منجم».
 
ويتابع الكتاب: «وقعت حادثة منجم كورييه فى 10 مارس 1906 فى منجم للفحم فى فرنسا، راح ضحيته ألف و99 شخصا، ووقعت حادثة منجم فحم «ميتسوبيشى هوجيو» فى جزيرة كيوشو اليابانية فى 15 ديسمبر 1914 وراح ضحيتها 687 شخصا، وحادثة منجم الفحم «لاو باى دونغ» وقعت قرب مدينة شانزى الصينية فى 9 مايو 1960 وراح ضحيتها 684 شخصا، وحادثة منجم «ميتسوى ميكى» فى اليابان فى 9 نوفمبر 1963 أسفرت عن مقتل 458 عاملا وإصابة 833 آخرين، وسلسلة انفجارات منجم «وانكى» فى «روديسة» بزيمبابوى فى 6 يونيو 1972 راح ضحيتها 431 من جنسيات مختلفة، وحادثة منجم الفحم «دورى» قرب مدينة دانباد بولاية تجار خاند الهندية فى 28 مايو 1965 أسفرت ألسنة اللهب عن مقتل 375 حرقا، وبعد 10 سنوات من حادثة منجم دورى وقع انفجار فى منجم «كاسنالا» قرب مدينة دانباد فى 27 ديسمبر 1975 تسبب فى مصرع 372، وحادثة منجم فحم «أوكس» جنوب يوكشير فى بريطانيا فى 12 ديسمبر 1966 راح ضحيته 361 إنسانا».
ومع ذلك لا تزال مناجم الفحم تواصل عبثها لصالح رجال الأعمال، وتعلن الحرب على العمال، وهو أمر يحتاج إلى وقفة عالمية لصالح العاملين بالمناجم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة