وصاحب العرض إطلاق كتاب "شمسان فى المغيب"، وأتبع بجلسة حوارية جمعت كل من توما وجريج مع حور القاسمى رئيس مؤسسة الشارقة للفنون.
ويرتكز الفيلم على موضوعات على اتصال بالهوية والانتماء والمكان، ويروى قصة لقاء المخرجة جوانا حاجى توما بالفنانة والشاعرة إيتيل عدنان منذ 15 عاماً، إذ سرعان ما ربطتهما صداقة عميقة، طالما أنهما يتقاسمان مدينة لم يعرفاها من قبل، كانت تدعى "اسميرنا" سابقاً، وحالياً هي إزمير في تركيا.
ويتناول الفيلم نفى عائلة جوانا اليونانية (جهة والدها) من "اسميرنا" من قبل الجيش التركى بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، بينما ولدت والدة إيتيل اليونانية فى ذات المدينة، وتزوجت من ضابط سورى فى الجيش العثمانى، وتم نفيه إلى لبنان بعد سقوط الإمبراطورية.
تعيش إيتيل وجوانا فى "اسميرنا" الخيالية، من دون أن تطأها أقدامهما، تتساءل الفنانتان فى زمننا الحاضر عن نقل التاريخ، وعن تشبثهما بالأشياء، والأمكنة، والإنشاءات الوهمية، والأساطير الخالية من الصور.
و ما الذى يمكننا فعله للتخفيف من حزن أهلنا؟ وإن تغيرنا الآن – تتساءل عدنان فى الفيلم - فهل يمكننا العيش اليوم بعيداً عن النوستالجيا، ماثلين في الحاضر الأبدى؟ ولتشكّل تجاربهما الشخصية، وروايتهما للقصص خلفية للتغيرات التى حدثت فى المنطقة بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، وتنامى الحدود الجغرافية وتغيرها وتطور مفهوم الهوية والانتماء.
ويأتى كتاب "شمسان في المغيب"، بمثابة دليل للمعارض المنضوية تحت هذا العنوان، فضلا عن بحث يتناول العمل المعنون "شمسان في المغيب"، كما يضم مساهمات قيمة لكل من حور القاسمي، وفيليب عازورى، وعمر برادة، وخوسيه ميغيل ج. كورتيس، وأكوى إنويزور، ومارتا غيلي، وبوريس غرويس، ونات مولر، وآنا شنايدر وبراين كوان وود. ويمتاز هذا الكتاب بالفرادة، سواء في نهجه أو بنائه، ويسعى لتقديم عالم نعيش فيه تتعدد فيه اللغات والثقافات، وهو مكتوب بالعربية والإنجليزية والفرنسية.
وضم معرض "شمسان فى المغيب" مجموعة من الأعمال الفنية التى تم إنتاجها منذ أواخر حقبة التسعينيات إلى يومنا الحاضر، والتي تتضمن أعمال تم تكليف المخرجين بها أو تم إنتاجها لبيناليات الشارقة السابقة – "وجوه" 2009، و"ألبوم صور الرئيس" 2011، ومجسم "صاروخ أرز 4: إعادة إنشاء" 2011.
ويقدم المعرض أعمالا ورقية، وصوراً فوتوغرافية، ومنحوتات، وأعمالاً تركيبية صوتية وتجهيزات فيديو، من ضمنها العمل التركيبى الكبير "إشاعة العالم" 2014 ومشاريع مثل "دائرة الالتباس" 2014-1997 و"بطاقات بريدية من الحرب" 2006-1997 التى تدعو الحضور إلى المشاركة الفعالة عبر أخذ أجزاء من العمل الفنى، هذا إلى جانب عملَى فيديو، وهما: "اسميرنا" و"في ذكرى النور".
أقيم هذا المعرض من قبل مارتا غيلى جو دي بويم، حور القاسمى مؤسسة الشارقة للفنون، آنا شنايدر هاوس دير كونست وخوسيه ميغيل ج. كورتيس معهد فالنسيا للفن الحديث.
والجدير بالذكر، أن العديد من هذه الأعمال أصبح جزءاً من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون، التي قدّمت العرض الأول لمعرض "شمسان في المغيب" بين شهري مارس ومايو 2016، والذي افتُتِحَ للمرة الثانية في "غاليري جو دي بويم"، باريس، في يونيو 2016، ثم فى متحف "هاوس دير كونست" في ميونيخ في أكتوبر 2016، وأخيرا في إبريل 2017 في "آيفام" معهد فالنسيا للفن الحديث فى فالنسيا المتواصل لغاية 27 أغسطس 2017.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة