خلال تواجدى فى سياتل، التقيت الدكتور رأفت رشوان فى منزله والمسجد الذى ساهم فى تشييده، حيث يعيش الدكتور رأفت رشوان فى الولايات المتحدة منذ ما يزيد على 29 عاما حصل خلالها على الدكتوراه فى القانون الدولى من جامعة شكاغو، ثم اتجه إلى العمل الحر وحقق نجاحات كبيرة إلى أن استقر به الحال فى مدينة المال والأعمال، سياتل.
إلتقيته وفى ذهنى تنفيذه لفكرة تهدف إلى نشر روح الإسلام السمحه والدمج مع المجتمعات الغربية والديانات المختلفة، خاصة فى ظل الهجمة الشرسة التى تطول المسلمين وتشوه صورة الإسلام.. وكانت الصدفة هى طريقى لمعرفة الدكتور رأفت، فخلال تواجدى فى سياتل، طلبت من المهندس طارق محمود، مدير الطرازات بشركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات، أن يصطحبنا لأحد المساجد لأداء صلاة الجمعة، فأوصى لنا صديقه المصرى لاصطحابنا لأداء الصلاة بالمسجد فى مدينة سياتل وبالفعل حضر واستقلينا السيارة معه وأثناء الطريق تحدث عن المسجد الذى استطاع هو وآخرين أن ينشئوه بعد شرائهم للأرض وتشييده بتكلفة مالية وصلت إلى 25 مليون دولار أمريكى.
فى المسجد التقيت الدكتور رأفت الذى شرح لنا الكثير مما يقوم به، ومنها برنامج "إنتر فيس"، والذى يتم من خلاله توجيه الدعوة إلى عدد من المسيحيين ورجال الدين المسيحى وعدد من اليهود وبعض رجال الدين اليهود، ثم يطلب منهم القيام بالوضوء مثل المسلمين ثم يستمعوا للخطبة ثم يؤدوا الصلاة مثل المسلمين، مؤكداً أنه يهدف من كل ذلك تعريف أصحاب الديانات الأخرى بحقيقة وصحيح الدين الاسلامى، وأنه دين سلام ومودة ورحمة وليس دين قتل وإرهاب كما يزعم التكفيريين والمتشددين والدواعش .
سألته عن خطبة الجمعه فى مسجد سياتل، فقال أنها تكون باللغتين العربية والإنجليزية، وتعتمد على الترغيب وليس الترهيب، حتى أن الآيات القرآنية التى تتلى فى الخطبة أو الصلاة كلها آيات تدعوا للترغيب والرحمة، وهذا لإيماننا المطلق بما نطلق عليه فقه "المهجر" وهو الترغيب فى الإسلام السمح اللين، وليس إسلام التشدد والغلو وساهم ذلك فى دخول العديد من الجنسيات والأديان المختلفة فى الإسلام .
وتحدث الدكتور رأفت عن المسجد ونشأته، وقال أنه يضم 3 مدارس ومكتبات كمبيوتر ودور اجتماعية كبيرة، ويقدم المسجد خدمات اجتماعية يساهم فيها المصريين هنا بشكل كبير والمسلمين عامة، كما يتضمن المسجد ملعب كرة سلة وبمجرد انتهاء الصلاة تجد السجاد الخاص بالمسجد يجمع أوتوماتيكيا لتظهر حدود وخطوط ملعب كرة السلة وهى الرياضة الشعبية الاولى فى الولايات المتحدة الأمريكية .
انتقلت فى الحديث معه إلى المصريين الموجودين فى سياتل، فقال أن " سياتل مدينة حقا للمال والإعمال فبها عدد من كبريات الشركات، على رأسها شركة بوينج العالمية لصناعة الطيران ثم شركة ميكروسوفت وشركة أمازون والتى قامت منذ شهور بتعيين مئات المهندسين الشباب المصريين، كما أن هناك العديد من المهندسين المصريين فى بوينج، كما أن الشخصية الثانية فى شركة ميكروسوفت هو مواطن مصرى ولدينا العديد من الأطباء والعلماء وعمداء الكليات وخصوصا الزراعة ".
