لم تهدأ كوريا الشمالية يومًا منذ أن أعلنت تجربتها النووية، وبدأ الصراع بدلاً من التصادم مع الولايات المتحدة؛ مع جمهورية الصين الشعبية التى تقف دائمًا معها وتدافع عنها، ومن هنا نشبت بين الدولتين حربًا إعلامية بعد أن حذرت بيونج يانج بكين من عواقب خطيرة إن واصلت اختبار صبرها، لأن بكين تطالب بيونج يانج يوميا بالتخلى عن تجاربها النووية، لحفظ السلام فى شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية عن مصدر بوزارة خارجية بلاده أن بيونج يانج كانت تنتقد بكين "بشكل غير مباشر، فقد كانت تذكرها فى السابق بدولة مجاورة أو دولة قوية، إلا أنها ذكرت الصين بشكل مباشر لأول مرة".
ورجحت الخارجية الكورية الجنوبية أن يكون الدافع لظهور الانتقادات الكورية الشمالية للصين فى سياق ردها على رسائل تحذيرية من إجراء تجربة نووية أو صاروخية جديدة، كان وجهها الجار الحليف ودول أخرى.
بالمقابل، حاولت الصين التهدئة مع جارتها من خلال تأكيدها مجددًا أمس على متانة علاقات الصداقة مع كوريا الشمالية.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج فى هذا السياق بأن موقف بكين من البرنامج النووى الكورى الشمالى ثابت وواضح، وأن موقفها من العلاقات الودية بين كوريا الشمالية والصين هو الآخر ثابت ولا لبس فيه.
وقال جينج شوانج فى تصريح صحفى إن بلاده تركز بشدة على نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية عن طريق الحوار والمفاوضات.
وكان مقال نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية انتقد الصين بسبب ما وصفه بـ"التصريحات المتهورة" بشأن برنامجها النووى، مضيفا أن ذلك قد يؤدى إلى عواقب وخيمة.
وتؤكد تصريحات المسؤولين الأمريكيين أن واشنطن تعول بشكل رئيس على الصين فى كبح جماح كوريا الشمالية، وهى تسعى إلى اختبار مدى التزام بكين بممارسة الضغط على بيونج يانج لوقف برنامجها النووى والصاروخى.
ووصفت صحيفة "جلوبل تايمز" الصينية الرسمية، أن كوريا الشمالية أصبحت "ضحية منطق غير عقلانى".
وتدعو الصين، الدولة الحليفة الرئيسة لكوريا الشمالية منذ الحرب الكورية بين العامين 1950 – 1953، جميع الأطراف بما فى ذلك الولايات المتحدة إلى عدم التصعيد فى شبه الجزيرة الكورية.
إلا أنها أعلنت من جهة أخرى فى فبراير الماضى، تعليق وارداتها من الفحم من كوريا الشمالية حتى نهاية العام، فيما طالبت وسائل الإعلام الرسمية الصينية بفرض عقوبات أكثر حزمًا على كوريا الشمالية إذا نفذت تجربة نووية جديدة.
أما المقال الذى أبرزته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية فقد وصف انتقادات الصين بأنها "ملاحظات غير مسؤولة"، مشددا على أن بيونج يانج لن تحيد عن طريقها، وأنها لن تتوسل من أجل الحفاظ على صداقتها مع الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة