أبوالغيط يحذر من خطورة تبنى قنوات فضائية لأجندات سياسية بعينها

الخميس، 04 مايو 2017 03:08 م
أبوالغيط يحذر من خطورة تبنى قنوات فضائية لأجندات سياسية بعينها أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، من خطورة تبنى بعض القنوات الفضائية أجندات سياسية بعينها، فضلا عن انغماس البعض الآخر فى تحريض وتأجيج المشاعر وإثارة المُشكلات بين الدول ومواطنيها، وبين الدول وبعضها البعض.

جاء ذلك فى كلمة أبوالغيط اليوم الخميس خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى "الإعلام وقضايا المرأة: واقع ورؤى" التى عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية،فى إطار الاحتفال بيوم الإعلام العربى.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن "المشهد العربى قد تغير جذرياً منذ دخلت القنوات الفضائية على حياة المواطن فى تسعينيات القرن الماضي"،مشيرا إلى أن الوعى بالوضع العربى تصاعد والإلمام بالقضايا والمُشكلات تنامى وتعمق إلا أنه اكد أن المشهد لم يكن كله إيجابياً.

وشدد على أن التجربة تحتاج إلى تقويم مستمر وإعادة تفكير من أجل استخلاص العبر وتصويب الأخطاء، ولفت إلى أن إشاعة المعرفة حقٌ، بل هى واجب أما التحريض وإذكاء النعرات الطائفية والشوفينية والمذهبية فهى تجعل الإعلام مُشعِل حرائق، لا منبر حقائق.

وقال إن الإعلام العربى يتعرض لاختبار صعب فى الوقت الراهن، والمنطقة العربية تمرُ بلحظة مرتبكة وخطيرة حيث أن الصراعات الأهلية تتصاعد، والسُكان يُهجرون، والأزمات تتوالى، وتماسك الأوطان يتعرض للتهديد، لافتا إلى أن هذا ليس كله سوى مظاهر لأزمات أكثر تعقيداً تتعلق بالثقافة والخطاب الدينى والعلاقة مع الذات والعالم.

وتابع أبوالغيط "إن هذه الأزمات، فى السياسة والفكر والثقافة، تضع الإعلام العربى موضع الاختبار". وطالب الإعلام العربى بضرورة أن يعكس هذه الحالة المضطربة وأن يكون أميناً فى نقل صورة حقيقية عمّا يجرى وأن يتقصى الجذور العميقة للمُشكلات التى انفجرت فى وجه المجتمعات.

وقال "إن إعلامنا العربى مطالبٌ بأن يكون مرآة أمينة تعكس الواقع كما هو، بلا تزييف أو تجميل وبغير تهويل أو تأجيج وهذا هو الاختبار الصعب، وتلك هى المسؤولية الكبيرة".

وأضاف أن الأزمات التى يواجهها العالم العربى مُستفحلة وضاغطة، ولكن الأخطر منها أن يكون الوعى بها مغلوطاً أو غير قائم على أساس، مؤكدا أن "الإعلام العربى يلعب الدور الأكبر فى تنوير الأفهام بالواقع القائم بكل صعوباته وتحدياته وبجوانبه المُضيئة والمعتمة معاً".

وتابع "إن الإعلام الذى ننشده هو إعلام حقيقى مؤسس على المعلومة الصحيحة والخبر الصادق والرأى الأمين"، مذكرا فى هذا السياق بما يقوم به رجال الإعلام العرب وما يبذلونه من جهد فوق الطاقة فى تغطية مناطق الصراع فضلا عن قيامهم بدورٍ بطولى فى إماطة اللثام عما يجرى فى بلدان الأزمات العربية.

وأكد أبوالغيط أهمية هذا الدور لكى يعرف العربُ ما يجرى لإخوانهم فى هذا البلد أو ذاك ولكى يدركوا أبعاد الأزمات فى صورتها الحقيقية، ويحملوا همَّ من يُقاسون ويُشردون.

وأشار إلى أن التحدى الحقيقى الذى يواجه الإعلام التقليدي، المرئى والمسموع والمقروء، يتمثل فى تنامى دور ما يُسمى بـ "إعلام المواطن"،محذرا فى الإطار ذاته من خطورة ما تقوم به أيضا وسائل التواصل الاجتماعى التى صارت تلعبُ دوراً رئيساً يُزاحم الإعلام التقليدى بل ويتفوق عليه على الرغم من أنها تعتمد فى أحيان كثيرة على إثارة المشاعر وجذب الانتباه، وبالتالى لا يُمكن الاعتماد عليها فى تحصيل المعارف أو تنوير الناس.

ودعا إلى ضرورة أن يتصدر الإعلام الصفوف فى معركة التنوير والتحديث، وأن يتبنى قيماً تنويرية وأن يُسلط الضوء على الفئات الأكثر مُعاناة فى المجتمعات العربية، مطالبا فى هذا الإطار بضرورة الاهتمام بقضايا المرأة التى لازالت غائبةً إلى حد كبير عن الاعلام العربي.

وقال أبوالغيط "إعلام المرأة ليس رفاهية أو ضرباً من ضروب التسلية، بل هو إعلام يستهدف بالأساس الطفلة والفتاة والشابة والأم والجدة والمرأة العاملة وربة المنزل ولكل من هذه الفئات همومها الخاصة وقضاياها والإعلام الذى ننشده من واجبه أن يطرح هذه القضايا على ساحة الجدل العام، من دون مواربة أو تجميل".

وأضاف إن مشهد الأزمة الذى ضرب بعض المجتمعات العربية حمل معه قضايا جديدة لا يُمكن للإعلام أن يغُض الطرف عنها أو يتجاهلها، بل عليه أن يُبادر بتناولها وطرحها على الرأى العام فإلى جانب المرأة الفلسطينية الصامدة التى تُعانى عقوداً من الاحتلال، لدينا اليوم مُشكلة المرأة اللاجئة والمرأة التى تحتاج لإعادة تأهيل نفسى بعد مُعاناة فى مناطق الصراع والمرأة التى تُمتَهن إنسانيتها وكرامتها على أيدى التنظيمات المتطرفة الإجرامية".

وقال أبوالغيط إن "هذه القضايا كلها تحتاج إلى مناهج جديدة ومُبتكرة فى المُعالجة والطرح ويتعين على إعلامنا، بكافة وسائطه وأشكاله، أن يلعب الدور الرئيسى فى هذا الميدان، فيكون صوتاً للمرأة التى تُعانى القهر أو الظلم ومُرشداً للمجتمع فى كيفية التعامل مع هذه المُشكلات القديمة والمُستجدة".

وشدد على أن إطلاق طاقات المرأة العربية، وتحقيق مُشاركتها الكاملة فى سوق العمل لهو كفيلٌ بتغيير المشهد الاقتصادى فى العالم العربى تغييراً كاملاً.

بدورها، قالت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية ، فى كلمتها ، إن تنظيم هذا الملتقى يدخل فى إطار الاحتفال بيوم الإعلام العربى الذى أقره مجلس وزراء الإعلام العرب فى دورته العادية (46).

وأشارت أبوغزالة إلى أن الاحتفال خُصص هذه المرة لكيفية تناول وسائل الإعلام لقضايا المرأة بمشاركة العديد من الإعلاميات المعروفات بهدف إبراز دور المرأة فى المجتمع العربى وتسليط الضوء على مساهمات المرأة فى التنمية الاجتماعية وتغيير الصورة النمطية السلبية للمرأة فى الإعلام.

وشارك فى المنتدى ،الذى يعقد بالتعاون مع اتحاد الإعلاميات العرب، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم ، والمدير العام لمنظمة المرأة العربية السفيرة ميرفت تلاوى ونخبة من الصحفيين والإعلاميين العرب والشخصيات العامة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة