قالت صحيفة النهار اللبنانية إن حلب استقبلت أوّل رمضان بدون إطلاق للنار منذ ستة أعوام، حيث لا معارك تدور فى المدينة أو جوارها ولا قذائف ولا طيران، موضحة أن هذا لا يعنى أن الحياة باتت مثالية فى المدينة التى عاشت واحدة من أقسى نكبات الحرب، لكنّه ربّما سمح للأمل أن يتسلّل على استحياء رغم كل شىء.
ورصدت الصحيفة فى تقرير لها الأوضاع المعيشية لأهل المدينة، فلا يكاد الحلبيون يصدقون أنّهم على موعد مع رمضان خالٍ من النّار، وخلال الأسبوع الذى سبق حلول شهر الصيام كان فى الإمكان رصد هواجس تحضر مرّةً فى شكل حذرٍ من مغامرةٍ ما تحاول المجموعات المسلحة شنّها عبر أحد المحاور القريبة، وحيناً فى شكل خوف من جنونِ أسعارٍ ولكنّ أوّل أيام الشهر جاء طبيعيّاً على نحوٍ لم يعهده سكّان حلب منذ ستّة أعوام.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظافة بشكل عام تبدو مقبولة فى شوارع القسم الغربى من المدينة وهو القسم الأكثر ازدحاماً، كما احتفظت حلب تاريخيّاً باستطاعتها إدهاش زائريها، ومقارنة بما كانت عليه الحال قبل أقل من شهرين يمكن رصدُ ازدياد فى ازدحام الشوارع بالسيارات، فى مقابل انخفاض محدود فى اكتظاظ التجمعات البشريّة فى الأسواق والحدائق.
وأوضحت أن الحديقة العامّة كبرى حدائق حلب لم تستعد بعد قسم كبير من مساحتها حُظر دخوله على مرتادى الحديقة بسبب مجاورته لمبنى فرع حزب البعث، وفيما بدا تمثال الشاعر أبو فراس الحمدانى (مدخل الحديقة الرئيسى) وحيداً فى ظهيرة يوم الأربعاء الماضى، كان بعض الأطفال قد خلعوا ملابسهم ونزلوا إلى مجرى نهر قويق الذى يخترق الحديقة لكنه يبدو أشبه بجدول شحيح المياه.
فى حى الكلاسة وعلى مقربة من جامع المصلّى يسترعى انتباهنا تجمّع كبير لنساء وأطفال وعدد قليل من الرجال وقد أمسكَ كلّ منهم وعاء، يتبيّن أنها نقطة توزيع لجمعية «من أجل حلب» تُقدّم وجبة ساخنةً يوميّاً فى إطار شراكة مع برنامج الأغذية العالمى WFP، وفى شارع مجاور مركز للجمعية نفسها يتولى مسئولية توزيع السلل الغذائية.
كذلك تعمل الجمعية على إعادة تأهيل حديقة فى حى بستان القصر شهيرة باسم «مشتل القباقيب»، وتنوير بعض الشوارع فى حى الكلاسة بالطاقة الشمسيّة، ومشاريع أخرى، على مقربة من نقطة التوزيع يعرض محل خضراوات بضاعته بطريقة أنيقة، وأسعار تقارب نظيرتها فى القسم الغربي، وأكد البائع عن حركة البيع أنها معقولة.
