فى محاولة للاصطياد فى الماء العكر، بين الدول الخليجية وقطر، عقب سقطات متتالية لأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، اعتبرت وكالة تسنيم، أن قطر تبحث عن حلفاء اقوياء في المنطقة، لذلك تسعى للتقرب من حلفاء أقوياء كإيران من أجل مزيد من التعاون والتفاهم الإقليمى، لأنها ترى نفسها وحيدة في وجه هجمات باقى الدول العربية عليها، وذلك تعليقا على الاتصال الهاتفى الذى أجراه أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى بالرئيس الايرانى حسن روحانى.
ونقلت الوكالة عن المحلل السياسى، حسن رسمتى الذى اعتبر أن المباحثات الهاتفية بين أمير قطر وروحانى تحظى في ظل هذه الاوضاع التي تصاعدت فيها الأزمة بين قطر والدول العربية، بأهمية وتحمل معان خاصة ورسائل سياسية مميزة أيضا.
وقال المحلل الإيراني إن هناك أسباب كثيرة حول عزم قطر على توثيق العلاقات مع إيران في ظل الظروف الراهنة، ومن أبرزها أن القطريين أدركوا محاولات السعوديين السيطرة على جميع الدول الصغيرة المجاورة لها، كى لا تقوم بأى خطوة خارج أطر السعودية وأن يكون دورها محدود بالدور الذي تشرف عليه الرياض حصرا.
وتابع: في النتيجة سيتم إلغاء الدول الصغيرة كقطر من مشهد العلاقات الدولية وهذا ليس لائقا بقطر، لذلك تحاول قطر من خلال الاوراق التي بيدها أن تستعرض نفسها أمام الرياض في الساحة الدولية والعلاقات الدولية، على حد تعبيره.
وقال رسمتى يمكن اعتبار خطوة قطر الاخيرة حيال الرياض نموذجا للخطوات العملية والاستقلالية لهذا البلد الذى يعتزم الخروج من الهيمنة السعودية، والوقوف أمام سياسات الرياض التوسعية -بحسب تعبيرها- وبعبارة اخرى أن القطريين كبعض دول مجلس تعاون الخليج لا ترغب بالخضوع لهيمنة ووصاية آل سعود.
وقالت الوكالة الإيرانية إن تقارب قطر وإيران رسالة واضحة من المسئولين القطريين للرياض، هذه الرسالة التى تتضمن أن قطر مستعدة في ظل الظروف الراهنة أن تتقرب من طهران المعارضة لسياسات الرياض فى المنطقة.
وبحسب الوكالة يمكن لسياسة قطر هذه أن تكون بداية للتعامل والتعاون المشترك بين البلدين لتسوية القضايا الإقليمية، وإيران مستعدة كما أعلنت سابقا للتعاون مع دول الخليج العربية بغية تسوية الأزمات الاقليمية وتوفير الاستقرار والسلام في المنطقة.
وقال المحلل الايرانى، أن إحدى الملفات التى يمكن لإيران وقطر التعاون فيها فى المنطقة هي محاربة الارهاب الذي ينتشر فيها، ويمكن للبلدين أن يكون لديهما مزيد من التعاون في المجال السياسي وأبرز ملف فيه الازمة السورية وفي المجال الاقتصادي ايضا.