سلطت الأزمة الأخيرة التى أحدثتها تصريحات الأمير القطرى تميم بن حمد، مع الدول العربية، الضوء على العلاقة الوطيدة بين الدوحة والإخوان، خاصة بعدما دافع تميم فى تصريحاته عن الجماعة، بل ودعا دول عربية لتغيير الموقف منها، إلا أن ردود الأفعال الواسعة التى أحدثها هذا التصريح، لتطرح تساؤلا: "هل تغير الدوحة موقفها من الجماعة للخروج من المأزق الذى وضعته فيها تصريحات الأمر القطرى؟".
وزير الخارجية القطرى خرج خلال الساعات الماضية ليحاول التبرؤ من علاقة الدوحة بالإخوان بعد تصريحات تميم، حيث فى إنكار لواقع استضافة قطر وإيوائها عناصر وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، فضلاً عن استضافتهم على شاشة قناة الجزيرة الممولة من الحكومة، قال الوزير خلال المؤتمر: "لا يوجد هناك دليل يشير إلى أن قطر على علاقة بالإخوان المسلمين.. قطر أوضحت مراراً وتكراراً أنها لا تتعامل مع الأحزاب السياسية وإنما الحكومات".
خبراء اختلوا حول مستقبل العلاقة بين الإخوان والدوحة بعد تصريحات تميم، وما إذا كان الأمير القطرى سيخفف حدة الانتقاد الموجهة ضده بتقليل رعايته للإخوان، أو أمه سيعزز علاقته بالجماعة.
وفى هذا السياق قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن قطر ستحاول المناورة بملفات أخرى غير الإخوان لكن فى الوقت والمرحلة التى لا تجد مفرًا من التضحية بالإخوان حفاظًا على مصالحها فستفعل بدون تردد.
وحول متى يمكن أن تستغنى قطر عن ورقة الإخوان، قال النجار لـ"اليوم السابع": "عندما تستنفذ كل ما لديها من مناورات وأوراق واعتبارات خاصة ما يتعلق بعلاقة الإخوان بتركيا لأنه لا يزال بينها وبين الإخوان حليف مشترك وهو تركيا، وأظن أن خطوة قطر حيال الإخوان ستعقب خطوة تركيا ولن تسبقها".
فى المقابل قالت داليا زيادة، الناشطة الحقوقية، ومنسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، أن موقف قطر المتعاون والداعم للإخوان هو موقف الأسرة الحاكمة كلها، والشيخة موزة بنفسها تدعم الإخوان منذ زمن طويل وتعتبرهم سلاحها فى مواجهة دول الخليج.
وأضافت منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، أن الإخوان صنعوا من قطر أسطورة أكبر من حجمها بكثير، لو تخلت قطر اليوم عن الإخوان هذا يعنى أن تنهار الجزيرة ويخسروا القرضاوى الزعيم الروحى الأهم للجماعة اليوم، وبالتالى لن تفعل قطر ذلك، بالعكس أتوقع أنها ستتمسك بهم أكثر وتدعمهم أكثر من ذى قبل.
من جانبه قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن قطر حتى الآن تحاول أن تنفى تصريحات تميم من اجل عدم الوقوع فى تلك ألأزمة أو الاضرار للتخلى عن اوراق لديها.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن قطر تتحجج باختراق وكالة الأنباء لتابعة له وتنفى تصريحات تميم، فهل حال تثبت هذه التصريحات يدفعها لتقديم تنازلات؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة